لا صوت يعلو فوق صوت أحداث الطرد المتعدد للدبلوماسيين الروس في العديد من دول العالم بسبب حادث تسميم الجاسوس الروسي "سيرجي سكريبال" وابنته، وفي قلق شديد من ملابسات وظروف الحادث الذي جعل كثير من المسؤولين الدوليين يفكرون في خطورة احتمالية استخدام اسلحة كيماوية بعمليات مخابراتية أخرى  والتي كانت في حادث سيرجي سكريبال هي السابقة الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي مواجهة بريطانية ـ روسية قد توقظ أشباح الحرب الباردة  قررت كثير من الدول الحليفة لبريطانيا أو المتخوفة من الحروب الكيميائية الخفيه طرد رجال مخابرات أو دبلوماسيين روسيين، بل إن هناك دولا لوحت بقرار مقاطعتها لكأس العالم الوشيك بروسيا.
فبعدما صرحت تيريزا ماي رئيس وزراء المملكة المتحدة، أن بلادها قررت طرد 23
  دبلوماسياً روسياً، وتجميد الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى، وعدم مشاركة وزراء أو أفراد من العائلة الملكية في تصفيات كأس العالم لكرة القدم (المونديال) المقررة في روسيا الصيف المقبل، بدأت تتوالي الإعتذارات وقرارات الطرد والتصريحات عن مقاطعة محتملة لكأس العالم من دول أخرى، خصوصا في ظل دعوات الخارجية البريطانية لمواطنيها البريطانيين خارج المملكة المتحدة إلى توخي الحذر في بيان لها صرحت فيه بأنه بسبب التوتر السياسي المتزايد بين بريطانيا وروسيا "يجب أن تتيقظوا لمشاعر محتملة مناهضة للبريطانيين ومضايقات في هذا الوقت".
وبعد قرارات حلف الناتو بطرد الدبلوماسيين الروس أصبحت أصابع كثيره تشير بالاتهام إلى روسيا   وتفكر في معاقبتها حتي ولو بإلغاء كأس العالم أو التصريح بالمقاطعة.
الوضع السابق يبرز تساؤلا مهما وهو "هل يكون سيرجي سكريبال هو سبب إلغاء كأس العالم القادم؟"، وهو ما تسبب في تسلل القلق والذعر إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع الدعوات المتلاحقة لمقاطعة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
وإلتزم الفيفا الصمت على المستوى الرسمي، ولكن التصريحات الشخصية داخل القاعات المغلقة يؤكد بعض قادة الفيفا أن واقعة تسمم   سيرجي سكريبال كانت القشة التي قصمت ظهر البعير فيما يتعلق بالتوتر الذي يشوب علاقات الدولة الروسية خارجيا.
 وصرحت بعض الصحف الإسبانية اليوم الأربعاء، أن أول آثار دعوات المقاطعة قد تظهر خلال المباراة الأولى للمونديال التي ستجمع بين روسيا والسعودية.
ويبدو أن إنجلترا بدأت محادثاتها مع حلفائها في الغرب من أجل ترك  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمفرده في المقصورة الرئيسية لملعب "لوزهينيكي" الذي يستضيف مباراة الافتتاح.
في حين أن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كان لها عنوانها البارز المثير للجدل  "كيف لنا أن نذهب إلى مونديال بوتين الآن؟".