يؤكد المؤرخون أن دعاية اللافتة الانتخابية لم تظهر في مصر وقت تأسيس البرلمان المصري عام 1869م في عهد الخديو إسماعيل نظرا لاعتماده علي التزكية واختياره للزعامات والعمد ومشايخ البلاد ولم تظهر أيضاً وقت الاحتلال الإنجليزي الذي صنع الكثير من قوانين الاستبداد والديكتاتورية في مصر .
وكان أول ظهور للدعاية الانتخابية بعد ثورة 23 يوليو 1952م حيث كانت تتم من خلال الخطاط العربي والقماش الأبيض هذا ما يقوله الخطاط والفنان علي الجربوعي لــ"بوابة الأهرام " لافتا الى أن الخطاط كان يجهز الألوان يدويا عن طريق مادة الزهرة الزرقاء مضيفا عليها البيض والماء ويكتب بها كما كان الخطاط مجبراً علي إتقان الرسم حيث كان مكلفا علي رسم الشعار الخاص بالمرشح بنفس الألوان الأكاسيد وربما يضع أكثر من لون من الأكاسيد مثل الأصفر والأحمر والأخضر.
كان الخطاط غالبا ما يستخدم أنواعا من الخطوط المحددة والمعروفة وهي الفارسي والرقعة والنسخ نظرا لأنها تساعد كثيرا في سرعة انجاز اللافتة كما كان يبعد عن نوع الخط العربي " الثلث " لتعقيداته هذا ما يوضحه الجربوعي أحد المؤسسين لمكتب دعاية في صعيد مصر له أكثر من نصف قرن معتمدا علي الخطاطين ومن يكتبون بأيديهم فنون الخط العربي.
من خلال غطاء بلاستيكي كان يستطيع الفنان أن يصنع صورة للمرشح في سبعينيات القرن الماضي ويتم وضعها علي جدار وهو المعروف حاليا بالجرافيتي هذا ما يوضحه علي الجربوعي لافتا الى أن أن التقليدية البسيطة كانت هي المسيطرة قبل دخول الكمبيوتر في صنع الدعاية الانتخابية للمرشحين .