من أكبر المصائب حين يتحول الأب مصدر الأمان والقوة للفتاة، إلى ذئب ينهشها بمخالبه، حينئذ تصبح الحياة صعبة إن لم تكن مستحيلة، وتكون الفتاة كالميتة إكلينيكيا، فها هو السند والحمى والأب يصبح هو مصدر الخوف والضرر، حيث اغتصب أب ابنته "تحت تهديد السلاح"، بعد وفاة والدتها، عندما كانت في السادسة العشرة من عمرها أكثر من عامين.
"هالة" الطالبة فى مدرسة الثانوية العامة، التي ذاقت مرارة حزن وفاة والدتها، تعود بذكراتها إلى جريمة والدها في حقها: "جاء أبي غرفتي وطلب مني وهو يبكي على أمي أن أحتضنه، وأن ينام بغرفتي معي، وبالفعل وافقت حيث كنت وقتها فى السادسة عشرة من العمر، وكنت حزينة على فراق أمي، ونمت فى أحضان أبي".
وتواصل الفتاة حديثها في مرارة: "تكرر طلب أبي للنوم معي بنفس الغرفة، وبدأ خلال النوم يلامس جسدي وفعل أشياء تشعرني بالحرج، وفى يوم أجبرني على خلع ملابسي تحت تهديد السلاح وفعل فعلته معي وأنا فى حالة من الذهول، لا أدري ماذا يحدث، فكانت ليلة عصيبة علي، فقد فيها أبي كل ما هو إنساني وجعلني مثل جثة هامدة فى الفراش، استمر الأمر أكثر من عامين".
وتتابع: "وفى منتصف الليل، يدخل فى غرفتي اثناء نومي
لينقض عليها كالأسد الهائج، فصرخت بأعلى صوتي.. وقلت حرام عليك بقي سبني، ولكن كتمه أنفاسي وسحبني من شعري وظل يضربني على وجهي حتي جعلني في حالة إعياء شديدة، وهددني أن يذبحني اذا أفصحت عن جريمته، لكن لا أتحمل هذا الشعور بل قررت أن أهرب وأترك البيت، وفى الصباح، خرجت وذهبت الى قسم الشرطة وطلبت بأن يحموني من أبي".
وكانت مدينة حلوان شهدت اعتداء أب جنسيا على ابنته الطالبة وعاشرها معاشرة الأزواج لمدة عامين، مهددا إياها بالذبح اذا أفصحت عنه.
وتعود تفاصيل الواقعة بتلقي المقدم هاني أبو علم، رئيس مباحث قسم حلوان، بلاغا من الطالبة "م. ا" 18 سنة، ومقيمة بدائرة القسم، مفادها تعرضها للاعتداء الجنسي المستمر على يد والدها ومعاشرتها معاشرة الأزواج تحت تهديد السلاح وتمكنت من الهرب والإبلاغ عنه، وبإجراء التحريات تبين صحة ما ورد من معلومات.