اشتهرت السيدة الثلاثينية بجمالها الصارخ وبدلالها اللافت وقوامها الممشوق الذى كان يلفت نظر أهالى قريتها الجديدة التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، الجميع كان يتمنى منها إلقاء نظرة عليه، دلالها تسبب فى طمع كثير من الرجال فيها خاصة مع علمهم بأن زوجها مريض يعانى من عدة أمراض مزمنة منعته من الحركة وأقعدته عن العمل.

فى أحد الأيام خرجت لشراء بعض مستلزمات بيتها كعادتها شاهدها أحد شباب القرية، اعتدل الشاب الوسيم فى جلسته بأحد المحال التجارية عندما وقعت عيناه عليها وهى تسير بخطوات يشوبها الدلع والثقة بالنفس يتدلى شعرها البنى المائل للصفرة فوق كتفيها من تحت طرحتها السواء وتنساب بعض من خصله متمردة فوق خديها وعيناها الحورتان تنافسان عيون المها تسر ناظريها.

ارتسمت فوق جبينه أحلام وأصبح فى صدره شيطان لا ينام تأجج الحب والرغبة فى قلبه وانساب فى عروقه كما ينساب جدول من المياه وأفسح لعقله طريقاً للعواطف، فابتسامتها تحمل براءة الأطفال وتخفى وراءها جاذبية وتمرد المرأة.

جحظت عيناه تجاهها وكأنها تجذبه إليها بخيط غير مرئى يمنع رأسه من الالتفاف بعيداً عنها تراود مخيلته ثياب العرس والفرح وهو يمتطى حصانه الأبيض معتقداً بأنه فارس أحلامها أيضاً وتطايرت الكلمات سابحة فى بحر من الأحلام.

انتفض من فوق مقعده وسار خلفها ليكتشف بأنها متزوجة كانت صدمة فى بادئ الأمر ولكن شيطانه تملك منه أكثر وسيطر على عقله أصر على أن يتعرف عليها ويكشف لها عن ولعه وغرامه بها من النظرة الأولى، رفضت السيدة الجميلة فى بادئ الأمر محاولات الشاب الوسيم لكن إصراره دفعها للتعلق به وافقت على الخروج معه خارج القرية الصغيرة حيث العيون المتربصة حتى لا يراهما أحد أو يكشف أمرهما، يوماً بعد يوم ازداد تعلقهما ببعض عاشا قصة حب حتى وقعا في الرذيلة، وبدلاً من أن تشعر الزوجة بالندم على فعلتها وخيانتها لزوجها المريض بدأت فى اختلاق الأسباب للخروج والعودة في ساعات متأخرة من الليل لمقابلة عشيقها لينهلا من نهر الحب الحرام، مع خروج الزوجة المتكرر نشبت بينها وبين زوجها خلافات حادة ومنعها من الخروج ليلاً، ولأنها اشتاقت لحبيبها قررت استضافته في منزلها مستغلة مرض زوجها وعجزه عن الحركة بصورة طبيعية، وبالفعل حضر العشيق وعاشا أياماً طويلة يمارسان الرذيلة حتى اكتشف الزوج أمرهما فأخبر الزوجة بعلمه عن علاقتها بالشاب الوسيم وهددها بفضح أمرهما وتطليقها، أخبرت عشيقها بالحوار الذي دار بينها وبين زوجها، وأن علاقتهما مهددة بل إن حياتهما نفسها مهددة، حتى لا يفتضح أمرهما بالقرية الصغيرة فكراً فى كيفية التخلص من الزوج بطريقة جهنمية لإبعاد الشبهة عنهما.

يوم الحادث اتفق العشيقان على التخلص من الزوج المريض عن طريق فتح باب المنزل لعشيقها الذي قام بخنق الزوج ونقل جثته من المنزل إلى حظيرة المواشى الملحقة بالمنزل، واتفقا على أن تذيع زوجته بين عائلته أن إحدى المواشى ضربته برجلها بالحظيرة في رقبته، وتوفى فى الحال، وبالفعل دخلت الحيلة الشيطانية التى نفذتها الزوجة وعشيقها على عائلته وأهالى القرية، وتم دفن زوجها على أن الوفاة طبيعية وقضاء وقدر، وبسبب ضربة من قدم الجاموسة، ولم يشك أحد في سبب الوفاة خاصة أن الزوجة لديها من زوجها القتيل ولدان.

ظن العاشقان أنهما تمكنا من الإفلات من العقاب، وأن جريمتهما لم يتم اكتشافها لكن ربهما كان لهما بالمرصاد، فبعد أسبوع من وفاة الزوج ذهب أحد الصيادين إلى الزوجة، وأخبرها بأنه شاهدها مع المتهم الثانى أثناء قيامهما بحمل جثة زوجها لوضعها فى حظيرة المواشى فى ساعة متأخرة من يوم الواقعة أثناء توجهه للصيد، وأنه يرغب فى إقامة علاقة معها مقابل سكوته على جريمتهما، فقامت بإخبار عشيقها الذى طلب منها مساومته، وتم تحديد مكان لمقابلته بالقرية، وفى الميعاد المحدد بين الزوجة المتهمة والصياد كان عشيقها ينتظرها، وقام بالتخلص منه بضربه بآلة حادة على رأسه فهشمها.

عثر الأهالى على جثة الصياد فى أحد المصارف، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث برئاسة مدير أمن الشرقية، وتبين أن وراء الواقعة الزوجة وعشيقها لأن الصياد كان قد روى ما شاهده لأحد أفراد القرية وعندما علم بمقتله أسرع وأبلغ الشرطة بشهادته، وألقى القبض عليهما، وبعد 40 يوماً من وفاة زوجها، وبعد أن تأكدت الشائعات بالقرية بوجود علاقة محرمة بين الزوجة المتهمة وصديقها المتهم الثانى، فتم استخراجهما من محبسهما والتحقيق معهما فى قضية قتل الزوج بعدما تم استخراج الجثة من المقابر بعد إذن نيابة منيا القمح وتشريحها، وتبين أن سبب الوفاة الخنق، وأن الوفاة ليست طبيعية، وأن الزوجة وعشيقها تخلصا من الزوج ليخلو لهما الجو، وأن رؤية الصياد لهما أثناء محاولة إخفاء الجريمة كشف المستور لأنه أصر على إقامة علاقة محرمة معها ولكن العشيق الأول لم يسمح بذلك، أحيل العشيق والزوجة إلى المفتى بعد تداول القضية في العديد من الجلسات، لحظات من الندم ودموع التماسيح بدت على الزوجة، أما العشيق فقد كان متبلد المشاعر ولم يظهر أى رد فعل بعد سماعه قرار النيابة بإعدامه، فمن استباح حرمة غيره وأقام علاقة محرمة مع زوجته فأى ندم وأى إحساس سيشعر به، إنه تحول إلى حيوان فى ثوب إنسان افتقد كل المشاعر الإنسانية، ولم يتحلى سوى بالغرائز الشيطانية، وهنا انتهت القضية التى شغلت أهالى القرية لأسابيع وشهور طويلة، الكل كان له رأيه ووجهة نظره فيما حدث.