طالت الشائعات والاتهامات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في السنوات الأخيرة، وتحديدًا في الفترة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وانتهت بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منافسته هيلاري كلينتون، في عام 2016، حيث أن بعد انتهاء موجة من الاضطرابات والتغييرات أصابت الولايات المتحدة الامريكية، إثر فوز «ترامب» وسط آراء متفاوته واعتراضات من قِبل الأمريكيين، خرج «ترامب» بتصريحات صعقت الكثيرين على مستوى العالم بشأن «فيسبوك».

في منتصف أكتوبر 2017، اتهم الرئيس الأمريكي «ترامب» مُرشحته المنافسة في الإنتخابات الرئاسية «كلينتون»، بالغش في الانتخابات بالتعاون مع «فيسبوك»، عبر شنّ موقع التواصل حملات داعمة لفوزها خلال الأيام الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، وكشف بتغريدة عبر صفحتة الشخصية على «تويتر» قائلًا: «المُحتالة هيلاري كلينتون أنفقت ملايين الدولارت على الانتخابات الرئاسية أكثر مما أنفقته أنا»، وتابع: «فيسبوك كان في صفّها وليس في صفّي».

تلك التعليقات التي قلبت الأمور رأسًا على عقب، وفتحت النار على موقع «فيسبوك»، وأخذت أصابع الاتهام تلحق بموقع التواصل، متهمين إياه بالإنخراط في السياسية، هذا الموقع الذي يزوره يوميًا الملايين حول العالم، ويعبّرون خلاله عن آرائهم السياسية دون أن ينغمس مؤسسي الشركة بأصابعهم في مثل تلك المشاركات السياسية.

لذلك نفى حينها مؤسس «فيسبوك»، مارك زوكربرج، اتهامات «ترامب» حول تأثير أخبار مغلومة عبر الموقع على نتائج الانتخابات الرئاسية، ورد في 27 سبتمبر 2017، وفقًا للموقع الإخباري «واشنطن بوست»، متعجبًا من كلمات «ترامب» واتهاماته لمؤسس «فيسبوك» بالتواطأ مع الإعلام المعارض.

خلال تلك الفترة، خرجت السلطات الأمريكة باتهامات لروسيا بدعم المرشّح «ترامب»، معتبرين ذلك تدخلًا في الانتخابات، لكن على الجانب الآخر نفت موسكو هذه المزاعم أو نشرها أي إعلانات دعائية عبر «فيسبوك» لتأييد «ترامب».

بعد مرور عدة أشهر هدأت الأوضاع والتعليقات حول الانتخابات، منذ أواخر 2017، حتى تجددت الإتهامات، في 17 مارس الحالي، بتفاصيل جديدة بشأن جمع شركة تحمل اسم «كامبريدج أناليتيكا» لتحليل البيانات، معلومات عن 50 مليون مُستخدم لـ«فيسبوك» دون معرفتهم، وهو ما أشعل الغضب بين مستخدمي الموقع.

وعلّق «زوكربرج» بعد صمت دام 5 أيام، متعهدًا بإتخاذ الخطوات لتعزيز حماية البيانات واستعادة ثقة المستخدمين في الموقع، وأضاف: «نعمل على فهم ماذا حدث وكيف يمكن ضمان عدم تكراره مجددًا».

وتضاربت بعد المشكلة الأخيرة الإتهامات بين دعم «فيسبوك» بصورة غير مباشرة لـ«ترامب» أو إصابته بالضرر أثناء المنافسة الانتخابية، عبّر التلاعب بالأراء أو تسريب البيانات، وليس تلك الإتهامات الأولى من نوعها بشأن حقيقة حماية بيانات المُستخدم في «فيسبوك» أو تسريب بيانات من خلال تقنيات «فيسبوك».

من هنا، نرصد إليكم في السطور التالية مشاكل واختراقات تلحقت بالمُستخدم وبياناته يوميًا، من خلال استعماله «فيسبوك»، والتي قد تعرّض حياته إلى الخطر في حالة لم ينتبه، وذلك حسب موقع «facecrooks».

تلاشي الخصوصي مع تحديثات «فيسبوك»

على رأس القائمة، أضرار تصيب المُستخدم بفعل تعديلات «فيسبوك» المُستمرّة، حيث بين الشهر والآخر ينعش العاملين بالموقع الخصائص والتقنيات التي يستعملها مالك الحساب، وهو ما يرجع جميع إعدادات الخصوصية إلى سابق عهدها، كأنك لم تضغط على زر الخصوصية، وينتقل بالبيانات من الخاصة إلى العامة وهو ما يشكّل خطرا.

ورغم أن «فيسبوك» يوضّح التغييرات بلائحة تشرح التعديلات باللغة الإنجليزية إلى أن الكثيرين لا يدركونها، خاصة المقلّين في استعمال وفتح حساباتهم، لذا هما أكثرعرضة للاختراق عبر عصابات الإنترنت.

وأشار«facecrooks» إلى أن شاب قصّ موقع تعرّض إليه على موقع «Reddit»، لافتًا إلى أن كارثة تسببت في اختطاف جِدة مقابل دفع آلاف الدولارات، بعدما أخبرها أحد المخادعين عبر «فيسبوك» أن حفيدها في السجن ويحتاج إلى المال، وتوصّل الشخص إلى المعلومات عبر محادثات على صفحتها الشخصية تجمعها بحفيدها.

ترتيب الإعلانات والتعليقات دون ضوابط

يكشف «فيسبوك» بسهولة سلسلة علاقاتك بمجرد إضافتك تعليق على فيديو أو صورة، من خلالة نشر تلك الفيديوهات أو الصور كمعلومات رئيسية في صفحات أصدقائك الشخصية، وقد تلاحظها حينما تجد تعليق صديقك على فيديو أو صورة بارزًا على صفحتك كـ«Newsfeeds» دون اختيارك ذلك، ما يسهّل على المخترقين التوصُّل إلى تفاصيل وتعليقات الحسابات من خلال دائرة الأصدقاء، وحتى وأن كان بعضهم بدُول بعيدة.

يمنح «فيسبوك» الفرصة للمؤسسات ومالكي البرامج، نشر إعلاناتهم وتعليقاتهم حتى وإن كانت ضارة، ويراها المُستخدم أمامه إجباريًا، لذلك يعاني المُستخدم من صعوبة التحكم في الأخبار التي لابد أن تأتيه كـ«Newsfeed»، والتفاصيل والتعليقات التي يرغب في إخفائها من صفحته الرئيسية.

فعملية التحديث التلقائية الغير منضبطة لـ«فيسبوك» تزعج المُستخدم ويعجز عن التحكم في صفحته الشخصية، من هنا يعجز مالك الحساب الفصل بين الأخبار الهامة من خلال قوائم للأصدقاء أو الأخبار.

خطورة حذف أو تعطيل حسابك الشخصي

يقع المُستخدم في مشكلة لا يلاحظها حينما يضغط زر الـ«تعطيل» لحسابه الشخصي أو غلق الحساب، لكن الحقيقة فأن تلك الخاصيتان لا تحمي حسابك الشخصي، بل تتيح للشركة استعمال حسابك الشخصي أو بيع المعلومات على صفحتك، خلال فترة التعطيل أو الحذف.

لكن الحل لحماية بياناتك في حالة كنت ترغب في حذف الحساب، هو الدخول إلى «Facebook’s help section»، وتقديم طلب حذف حسابك والانتظار 14 يومًا أو أكثر قبل الحذف وهي فكرة تضمن حمايتك حسابك بعد حذفه.

الألعاب وانتهاك الخصوصية

تستمتع بالتأكيد بقضاء أوقات الفراغ وأنت تلعب باستخدام «فيسبوك»، فللألعاب دور فعّال في تفريغ الطاقات السلبية المشحونة والمعبأة في عقلك، لكن «هل الألعاب في فيسبوك آمنة؟».

يوضح «facecrooks» أن تلك الألعاب تخترق خصوصية المُستخدم، حيث أن غالبية الألعاب عبر «فيسبوك» تجلب إليك مُستخدم آخر لتلعب معه دون أن تعرفه وبذلك يمكنه الوصول من خلال اسمك إلى صفحتك مباشرة وبياناتك في حالة لم تكن تغلقها بخيارات الخصوصية وتضمن الأمان.

خاصية إضافة الأصدقاء والـ«QUIZ»

خطورة خاصية «Friend Finder»، لا يمكن تجاهلها حيث يساهم «فيسبوك» في اقتراح أصدقاء مشتركين وجدد عبر التقاط بياناتك من بريدك الإلكتروني، ما يخترق بذلك «فيسبوك» خصوصيتك وحرية اختيارك ما أن كنت توافق استعماله بياناتك الشخصية أم لا، ويقترح أصدقاء لا تعرفهم أو مدى خطورتهم على حياتك.

بالإضافة إلى الـ«QUIZ» التي تطرح الأسئلة وتحدد الشكل النهائي لشخصيتك، تطلب اقتحام صفحتك واختراق بياناتك، لذا إنتبه وفي حالة رفضك الدخول على حسابك، أضغط على زر الرفض أو التجاهل.

وبتلك الطريقة يساهم «فيسبوك» في سهولة انتقال البيانات واختراق الصفحات الشخصية ما يعرّض حياة المُستخدم إلى الخطر بالإضافة إلى الصفحات المعدّة من عصابات الإنترنت، والهادفة إلى التواصل والإيقاع بالمُستخدم، وبالتفكير قبل الضغط على الموافقة من الممكن الحفاظ على البيانات وحياتك.