باللون الأحمر، وبخط عريض، تُكتب جملة "مطلوب عشائرياً"، وفي بعض الأحيان تضاف إليها عبارة "لا يُباع". هذه الكلمات الأربع كفيلة بمنع بيع أو شراء أو استئجار أي عقار خُطّت على جدرانه.
كُتبت هاتان الجملتان على عدد من البيوت والمحال التجارية في العراق، وهما تشيران إلى "تورط" صاحب العقار أو أحد أفراد عائلته بمشكلة عشائرية، قتل أو قضية "شرف" أو ربما أسباب أخرى غير معروفة.
ولا تعني كتابة "مطلوب عشائرياً" على منزل أو عقار أن صاحبه بالضرورة تسبب بمشكلة ما أو ألحق ضرراً بآخرين، فهناك حالات "ظُلِم" فيها أشخاص ليس لديهم أي ذنب.
ظاهرة الكتابة على جدران أو أبواب العقارات ليست جديدة في العراق، فهي من ضمن عادات وتقاليد المجتمع العراقي منذ سنوات طويلة، لكنها برزت بعد عام 2003 بشكل كبير وأخذت في بعض الأحيان مساحة أكبر من حجم المشكلة الحقيقية.
لا يأتي كاتب الجمل على العقارات خفيةً أو في الليل. على العكس من ذلك، فإنه يأتي أمام الناس وفي أحيان كثيرة يأتي ومعه مجموعة تُطلق بعض العيارات النارية في الهواء من أجل إعلام سكان المنطقة بفعله.
تنتشر مجموعات أشبه بـ"العصابات العشائرية" بحسب تعبير الباحث الاجتماعي سعيد كريم، ويقول عنها: "تبحث عن الاستفادة من أية فرصة أو مشكلة، وتستخدم الآليات العشائرية للحصول على مكاسب مادية من الطرف الآخر من خلال طرق ابتزاز تعتبرها هي أسلوباً عشائرياً طبيعياً".
يعيش (س. ع.) في منزل مستأجر بمنطقة الحرية شمالي بغداد بعدما كان يملك منزلاً سعره 300 ألف دولار ومساحته 250 متراً مربعاً في منطقة أخرى من العاصمة العراقية.
هذا الرجل وعائلته المكونة من سبعة أفراد وجدوا أنفسهم في لحظة ما داخل بيت مساحته 75 متراً مربعاً خارج بيتهم القديم.
تحمّل (س. ع.) وزر ما فعله شقيقه الذي "دخل بشراكة عمل مع أصدقاء له وسرق أموالهم"، بحسب قوله، ليضعه هو وإخوته الآخرين بمواجهة عشيرتين يطالب أبناؤها ما يُقارب الـ400 ألف دولار أمريكي.