توفيت الطالبة المصرية مريم مصطفى مساء أمس داخل مستشفى في بريطانيا، بعد تعرضها لواقعة اعتداء وحشي على يد 10 فتيات إفريقيات، على خلفية مشاجرة عنيفة داخل أتوبيس في شوارع العاصمة البريطانية لندن.
وفاة مريم
وكشف الإعلامي جابر القرموطى، أن الطالبة مريم عبد السلام تعرضت للاعتداء والسحل على يد 10 فتيات في بريطانيا، موضحا أنه تلقى اتصالا هاتفيا من أسرة الطالبة، أكدوا خلاله وفاتها.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «صالة التحرير» تقديم الإعلامية عزة مصطفى المذاع على فضائية «صدى البلد» أن المستشفى الذي كانت تتلقى الفتاة العلاج فيه أجرى لها جراحة خاطئة، مشيرًا إلى أنها أجرت 13 جراحة خلال 10 أيام فقط.
وأوضح أن السلطات البريطانية أفرجت عن اثنين من الفتيات المتهمات بالاعتداء على مريم بعد تحقيقات أجريت معهم، مشيرا إلى أن السفارة المصرية في لندن الجهة الوحيدة التي تحركت في القضية والمجتمع المدنى في مصر لم يحرك ساكنا.
دفن الجثمان
وأكد ناصر كامل سفير مصر في بريطانيا، أن هناك بعض المعلومات لدى وزارة الخارجية لن يتم الإفصاح عنها في الوقت الحالى بالنسبة لوفاة الطالبة المصرية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لنفس البرنامج أن الدولة تتكفل بنقل جثمان الطالبة المقتولة، لدفنها في مصر، مشيرا إلى أن القنصل العام ومستشار السفارة يقفان بجوار أسرة مريم في المستشفى.
وأوضح أنه جار حاليا تحريك دعوى قضائية أمام السلطات البريطانية للحصول على حق الطالبة، مؤكدا أن هناك شبهة إهمال أدت لوفاة الطالبة، موضحا أن قضية مريم جنائية وليست سياسية والمتهمات في القضية معروفات للشرطة البريطانية والسفارة تتابع الحادث.
واتهم المهندس حاتم عبد السلام والد الطالبة مريم، السلطات البريطانية والمستشفى بقتل ابنته، قائلًا: «حسبى الله ونعم الوكيل ابنتى شهيدة وربنا المنتقم الجبار قادر أن يأخذ لى حق ابنتى».
وقال في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء» تقديم الإعلامي وائل الإبراشى المذاع على فضائية «دريم» : «لا توجد تحقيقات جادة في الاعتداء العنصري على ابنتي، مشيرا إلى أن المستشفى لم يبلغ الشرطة في لندن أن هناك حادث اعتداء من الأساس».
وأوضح «المتهمات بالاعتداء على ابنتى التزموا الصمت في التحقيقات ولم يكشفوا سبب ضربها بهذه الوحشية، وان الشرطة رفضت منحنا فيديو واقعة الاعتداء داخل الأتوبيس»، مؤكدا «الدولة والسفارة المصرية لم يقصرا في ملف ابنتي».
حق مريم
وقال الدكتور عماد أبو حسين، المستشار القانوني للسفارة المصرية إن حق الطالبة لن يضيع وسيتم محاسبة المخطئ سواء المعتدين على الطالبة أو مسعف المستشفى الذي تجاهل تعرض الراحلة للضرب المبرح.
وأضاف أبو حسين، في مداخلة هاتفية لبرنامج «على مسئوليتي» تقديم الإعلامي أحمد موسى المذاع على فضائية «صدى البلد»، أن مسعف المستشفى ذكر في تقريره أن الطالبة وصلت إلى المستشفى بعد إصابتها في القلب، وتجاهل الإصابة التي تعرضت إليها الطالبة في المخ إثر تعرضها للاعتداء الوحشى.
وأكد أن السلطات البريطانية ألقت القبض على فتاتين وأفرجت عنهما، مشيرا إلى أن ما حدث مع الراحلة جناية قتل، وتم تغيير مسار القضية التي تنظرها جهات التحقيق في لندن.
واتهم السلطات البريطانية بالتقاعس في سرعة القبض على المتهمين، مؤكدا: «حق مريم مش هيضيع».
وقال السفير خالد رزق، مساعد وزير الخارجية للشئؤون القنصلية والمصريين في الخارج، إن وزارة الخارجية لن تترك حق الطالبة المصرية مريم مصطفى التي توفيت اليوم في لندن.
وأضاف «رزق»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «رأى عام» المذاع على فضائية «ten»، أن هناك إهمالا واضحا من قبل المستشفى المسئول عن علاج الراحلة، مشيرا إلى أنه سيتم التواصل مع السلطات البريطانية لسرعة محاسبة المتورطين في الحادث منعا لتكراره مرة أخرى مع أي مصرى هناك.
وأكد أن ما تعرضت له الطالبة مريم جريمة لن نسكت عليها، مشيرا إلى أنه تم تكليف المستشار القانونى بالسفارة المصرية في لندن لمتابعة القضية وتحديد أوجه قصور المستشفى البريطانى في الواقعة لمقاضاته جنائيا.
القصاص
ونعت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج الطالبة المصرية مريم مصطفى عبد السلام بعد الاعتداء عليها في بريطانيا، وتوجهت السفيرة نبيلة مكرم بخالص التعازي لأسرة الفقيدة.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، أنها أوفدت اللواء سمير طه مساعد الوزير لشئون الجاليات، للاطمئنان على حالة الفتاة قبيل وفاتها؛ ليتابع الموقف مع السفارة المصرية بلندن التي تنظر حاليا إجراءات مقاضاة المستشفى التي دخلتها الفتاة، إضافة إلى مطالبة وزيرة الهجرة بتصعيد المحاسبة الجنائية لقتلة الطالبة المصرية عقابا على جريمتهم الشنيعة مؤكدة: اننا لن نترك القضية إلا بالوصول للقصاص من الجناة.
وكانت وزيرة الهجرة تواصلت مع السفير ناصر كامل، سفير مصر في بريطانيا، فور وقوع حادث الاعتداء على الطالبة المصرية مريم ببريطانيا، حيث أشار إلى أن السفارة تواصلت مع أسرة الفقيدة لتقدم سبل الدعم المعنوى لها والمساعدة في إنهاء إجراءات شحن جثمانها لمصر، مؤكدًا أن تعامل المستشفى البريطاني التي دخلتها مريم مع حالتها يدعو للتساؤل وسيتم معاقبتها في حالة ثبوت تعمدها الإهمال الطبي بحق مريم.
وأضاف أن هناك تواصلا مستمرا بين السفارة ووزارتي الخارجية والداخلية البريطانيتين لمتابعة القضية، كما رشحت السفارة محاميا مصريا لتمثيل أسرة مريم قضائيًا للمطالبة بحقها أمام المحكمة البريطانية من الفتيات اللاتي تعدين عليها واللاتى تم إلقاء القبض عليهن مؤخرًا، وسوف يتم توجيه اتهام القتل لهن بعد وفاتها.
محاسبة الجناة
وتقدمت وزارة الخارجية بخالص التعازي لأسرة مريم عبد السلام، ضحية الاعتداء الآثم في مدينة نوتنجهام ببريطانيا.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزارة الخارجية تتواصل مع أسرتها عبر السفارة والقنصلية العامة المصرية في لندن، مشيرًا إلى توجه القنصل العام في لندن علاء الدين يوسف فور علمه بوفاة المواطنة إلى مدينة نوتنجهام للوقوف بجانب أسرتها وتقديم الدعم اللازم لها، فضلًا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل جثمان الفقيدة إلى أرض الوطن بناء على طلب الأسرة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن القنصلية العامة في لندن ستتابع بالتنسيق مع مستشارها القانوني ومحامي الأسرة كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بواقعة الاعتداء على الفقيدة حتى يتم القصاص من الجناة، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في توفير الرعاية اللازمة للفقيدة، واستيفاء كافة الحقوق القانونية الأخرى للأسرة.
تفاصل الواقعة
وكانت والدة مريم قالت إن ابنتها تعرضت للاعتداء من قبل 10 فتيات بريطانيات من أصول أفريقية، موضحة أن الفتيات سحلوا المجني عليها لمسافة 20 مترا في أحد الشوارع المزدحمة بالمارة، دون أن يتدخل أحد لإنقاذها.
وتابعت: «ابنتى استطاعت الهروب من الفتيات واختفت في أحد الباصات لكن الفتيات واصلوا الاعتداء عليها بالضرب حتى فقدت وعيها وأتصل سائق الباص بسيارة الإسعاف»، مؤكدة أن الشرطة البريطانية لم تلق القبض على الفتيات، بالرغم من مرور أسبوع كامل على الواقعة.
وأوضحت أنه تم احتجاز ابنتها بأحد المستشفيات تصارع الموت؛ بسبب شراسة الاعتداء عليها من قبل الفتيات إلا أنها توفيت أمس داخل المستشفى.