اعتادت «سماح» سماع عبارات الغزل من طلاب مدرسة البنين المجاورة لمدرستها طوال سنوات دراستها فى التعليم الفنى والذين كانوا ينتظرونها أثناء خروجها من المدرسة عقب نهاية كل يوم دراسى وكانت تتجاهلهم جميعاً بعد أن حددت هدفها بمواصلة التفوق فى الدراسة لضمان النجاح حتى تنتهى من دراستها سريعاً حتى تستطيع الحصول على فرصة عمل تساعد من خلاله أسرتها.

رغم نشأتها فى أسرة فقيرة بإحدى قرى محافظة البحيرة، فإن سماح أصبحت حديث شباب القرية نظراً لجمالها الفتان وقدها الممشوق وسحر عينيها التى استولت على قلوب الشباب الذين اصطفوا أمام منزلها لطلب الزواج منها، إلا إنها رفضتهم جميعاً نظراً لفقرهم الشديد وعدم قدرتهم على تحقيق أحلامها التى لا حدود لها وأصرت على الارتباط بعريس ثرى حتى يعوضها سنوات التقشف والحرمان التى عاشتها مع أسرتها ويحقق لها مطالبها من أحدث ماركات الملابس الجاهزة والسيارة الفارهة والعطور الباريسية وأحدث أنواع المكياج التى تتابعها بشغف بمجلات الموضة.

ولم يطل انتظارها، حيث تقدم لها رجل تجاوز الستين من عمره، لكنه يملك شركة كبرى والعديد من المشروعات الاستثمارية ويعيش بمفرده داخل شقة فى أرقى أحياء المدينة بعد وفاة زوجته.

ورغم اعتراض أسرتها بسبب كبر سن الزوج، فإن سماح أصرت على الزواج منه وأكدت لوالدها أن العريس هو الوحيد القادر على إسعادها.

وبعد أسابيع قليلة تم الزفاف فى حفل بسيط

واصطحب العريس زوجته الشابة إلى منزل الزوجية وفور دخولهما شقتهما أكد لها العريس أنه مرهق وسوف ينام وتناول أحد الأقراص وفى لحظات استغرق فى نوم عميق.

وظلت العروس ساعات طويلة تتجول فى شقتها حتى وقعت عيناها على (كيس) صغير به أدوية وعندما فتحته وجدت العديد من أنواع الأدوية والعلاج.

وفى الصباح، سألت سماح عريسها عن أسباب وجود تلك الأدوية وكانت إجابته صادمة بالنسبة لها عندما أجابها بأن الأدوية خاصة به، حيث يعانى من أمراض القلب والفشل الكلوى وصرخت فيه لماذا لم يبلغها بأنه مريض، فكان رده أنه لم تأت فرصة للحديث عن المرض الذى يعانى منه.

ومرت الأيام والليالى حيث تحولت إلى ممرضة لزوجها وبدأت تندب حظها العثر الذى أوقعها مع ذلك العجوز، ورفضت أن تبلغ أسرتها.

وبعد عدة شهور، مات الزوج وجاء ابنه إلى شقة الزوجية وقام بطردها حيث إن والده باع له جميع ممتلكاته وأنها ليس لها أى حقوق.

وعادت سماح إلى القرية تحمل لقب أرملة ذبل جمالها وبعد عدة شهور ارتبطت سماح بعلاقة عاطفية مع حسن ابن قريتها والذى يصغرها بعدة سنوات ورأت فيه أنه سوف يروى عطشها للحب وتعددت اللقاءات المحرمة

بينهما داخل منزل أسرتها أثناء تواجد والديها فى الحقل والتى كان ثالثهما الشيطان يقضيان أوقاتاً فى المتعة المحرمة.

ولم يحفظ «حسن» أسرار تلك اللقاءات وأبلغ بها أحد أصدقائه من أجل التباهى والافتخار بعلاقته بمن كانت حلم جميع شباب القرية.

وخوفاً من الفضيحة، قررت سماح إنهاء العلاقة مع حسن الذى رفض وهددها بالفضيحة وأنه يملك تسجيلات لمكالمات تليفونية إباحية بينهما وأيضًا فيديوهات، وبعد تفكير عميق وجدت سماح حل مشكلتها وإنهاء الفضيحة المنتظرة.

وقامت بالاتصال بحسن وأكدت له رغبتها فى قضاء سهرة رومانسية معه وتم الاتفاق على أنها سوف تنتظره فى السابعة صباحاً بمقابر القرية وعقب وصوله طالبته بالجلوس، ثم فاجأته بإلقاء حفنة من الرمال على عينيه، حيث أصيب بحالة من العمى المؤقت وخلعت الإيشارب الخاص بها ولفته حول عنقه ولم تتركه إلا وهو جثة هامدة وسحبته إلى مقبرة تحت الإنشاء واستولت على تليفونه المحمول الذى يحمل وقائع فضائحها.

عثر أحد الاهالى على جثة حسن أثناء زيارته المقابر لقراءة الفاتحة على أمواته.. وسارع بإبلاغ أهل القرية الذين أبلغوا نقطة الشرطة.. وانتقل رجال المباحث وتبين أن القتيل تم خنقه حتى الموت.. وعلى الفور حامت الشبهات حول فاتنة القرية الأرملة الطروب، وخاصة أن القتيل قد روى لصديقه ما كان بينهما.. ألقى القبض عليها وتم اقتيادها إلى قسم الشرطة ومواجهتها بالمعلومات التى حصل عليها رجال الأمن.. حاولت الإنكار ولكن فى النهاية اعترفت بقتله وقالت فى اعترافها: «كان لازم أقتله هرباً من الفضيحة.. إنه كان يعتزم نشر سرنا فى القرية» ورفض الابتعاد عنها وأصر على مواصلة علاقتهما المحرمة، فقررت الخلاص منه، وتلك كانت نهاية جميلة القرية التى لم ترض بواقعها وأرادت أن تتمتع بالثراء والأموال ولكن تنتهى حياتها خلف القضبان.