فى الساعات الأخيرة من إحدى الليالى، سيطر عليه القلق، ولم تغفل عيناه، إلى أن هاتف كل من يعرفه ممن يدرسون المجالات الطبية، واستعان بمواقع التواصل الاجتماعى، ليجد تفسيرا واضحا يثلج صدره، لنتيجة تقارير «تحليل» شقيقته المريضة «بالنقرس»، والذى ظهر ليلاً.
مينا رجائى، شاب عشرينى، طالب بكلية العلوم، مثله مثل معظم كثير من الناس، لا يستطيعون الاطمئنان على ذويهم، ولا يستطيعون فهم محتوى الفحوصات والتقارير الطبية، وتجربة مينا فى الساعات الثقيلة من الليل، التى قضاها حتى يأتى اليوم الثانى، ويستطيع أن يطمئن على أخته عند الطبيب المعالج، لتكن تلك اللحظة الفارقة، والسبب وراء ابتكاره تطبيق «طمنّى».
ردود أصدقاء مينا المختصين، جعلت التساؤلات تزداد بداخله، بعد أن أخبروه أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص، يتوجهون لهم بتقارير طبية، لا يقدرون على فهم محتواها الطبى، طالبين مساعدتهم مثله، ليقرر مينا مستغلاً مجال عمله بتصميم تطبيق إلكترونى فى يوليو 2017، وبدأ بتنفيذه أكتوبر 2017، يقوم على قراءة محتوى التقارير الطبية إلكترونيا، وتقديم تفسير لهم، من خلالها يستطيع الفرد غير المختص طبياً فهمها.
يقول مينا: «من حوالى سنة مرضت أختى وعملنالها تحاليل، ولما طلعت مكنتش فاهم التقارير وقعدت أسأل أصحابى، واللى عرفته منهم إن فى ناس كتير زيى كده»، ويضيف: «من ساعتها وأنا قررت أساعد الناس بأبلكيشن طمنى».
استعان مينا فى الوصول لحلم التطبيق، بتشكيل فريق عمل تكون من ثلاثة أفراد آخرين، هم ميرنا تامر، كلية العلوم، قسم الميكروبيولوجى، ووائل نشأت، كلية العلوم قسم علوم الحاسب، ومارى نادى كلية العلوم قسم الميكروبيولوجى، ليكونوا فريقا، ويهموا فى إدارة وتصميم «الأبليكيشن».
وذكرت ميرنا أن مرضى السكرى كثيراً ما يشتكون من ارتفاع وانخفاض السكر فى الدم ولا يستطيعون المقارنة بين التقارير السابقة، والحالية، وتقول: «فى ناس كتير بيبقوا مرضى سكر ومرة واحدة بيعلى وهما بيبقى عندهم الجهاز ومش عارفين يقارنوه بالتقارير اللى فاتت أو بمعنى أصح مش عارف إيه النسبة الطبيعية».
بينما وضح أندرو مجدى، أخصائى التحاليل، أن الأبلكيشن له دور كبير فى رفع الحرج عن الإخصائيين فى تبليغ المريض بنتائج التحاليل التى قد تكون حساسة للمريض أو صادمة له، ويقول: «من خلال شغلنا فى التحاليل الأبلكيشن مفيد جدا للمريض، بيوفر له مجهود كبير مثلا لو بيته بعيد عن المعمل».