يتوقع كثيرون أن تواجه مصر نقصا فى مواردها المائية، إلا أن الدولة والقيادة السياسية والحكومة، يسيرون بخطى ثابتة وعلى محاور عدة لتفادى آثار هذه المشكلة المتوقعة، والبحث عن صيغ أكثر تطورا وتحديثا لاستغلال الموارد المائية المتاحة، وتعظيم الاستفادة منها، وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى المحاصيل الغذائية الاستراتيجية.
الحكومة ممثلة فى وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج التقطت طرف الخيط من رؤية الرئيس وتحركاته، فقررت الوزيرة نبيلة مكرم دعوة مجموعة من العلماء المصريين فى الخارج، من أصحاب الإنجازات العالمية فى مجال الزراعة والرى وإدارة الموارد المائية، لمؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، ونجحت فى جمع 23 عالما وخبيرا مصريا دوليا فى مجالات الزراعة والموارد المائية وتطوير المجتمعات الزراعية والطاقة، ورحب محافظ الأقصر محمد بدر باستضافة المؤتمر يومى 25 و26 فبراير الجارى.
فى هذا الإطار، أشارت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، إلى أن المياه والموارد المائية قضية أساسية، لهذا جمعت الوزارة 23 عالما وخبيرا، منهم 12 عالما وخبيرا فى شؤون المياه والرى وإدارة الموارد المائية، متابعة: "مصر زاخرة بالعلماء والخبراء، وما تقوم به الوزارة من مد جسور التواصل بين العلماء بالخارج والوطن، خطوة على طريق طويل لتحقيق النهضة القائمة على أسس علمية، وتطبيق التنمية المستدامة 2030".
يأتى فى مقدمة العلماء المشاركين فى المؤتمر، الدكتور هانى سويلم أستاذ إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة والمدير التنفيذى لوحدة "اليونسكو للتغيرات المناخية وإدارة المياه" فى جامعة أخن بألمانيا، وهو من كبار علماء العالم فى إدارة الموارد المائية، وقد أنشأ أول مركز فى الشرق الأوسط للتنمية المستدامة وأبحاث تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، كما أعد استراتيجية لمصر لإدارة المياه والطاقة لإنتاج الغذاء اعتمادا على الموارد المائية المحدودة، كما تضم قائمة المشاركين الدكتور سامح قنطوش، أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية، وهو صاحب مشروعات بحثية تناولت تأثير السدود على دول حوض النيل.
وتشارك أيضا الدكتورة إيمان غنيم مدير معمل الأبحاث للاستشعار عن بعد بجامعتى نورث كارولينا وويلمنجتون الأمريكيتين، وهى خبيرة استكشاف المياه الجوفية وتطوير الزراعة، بجانب خبرتها فى استخدام التكنولوجيا الجغرافية المكانية المتقدمة (نظم الاستشعار عن بُعد، والرادار عن بُعد، ونظم المعلومات الجغرافية) فى دراسة الموارد الطبيعية (مثل استكشاف المياه الجوفية والتنمية الزراعية)، والأخطار الطبيعية (الفيضانات والجفاف وتآكل التربة وارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة لتغير المناخ)، فضلا عن دراسة كيفية إدارة الأراضى الرطبة الساحلية.
ومن المشاركين الدكتور محمد يوسف، خبير هندسة الأنهار والملاحة الداخلية فى هولندا، وهو أحد خبراء برنامج الاستثمار وإدارة مخاطر الفيضانات وتعرية ضفاف الأنهار، ويعد خبيرا فى هندسة الأنهار المتكاملة والملاحة الداخلية لأكثر من 20 عاما (منذ عام 1992) من الخبرة الدولية فى دراسات النهر مع التركيز على نقل الرواسب والهياكل الهيدروليكية، وإدارة مخاطر الفيضانات، ودراسات سهولة التنقل (النقل المائى الداخلى)، والتجريف، وإدارة النهر بشكل عام؛ مع سجل حافل قوى فى نمذجة وتصميم أنظمة الأنهار المركبة.
الدكتور رجب رجب، أخصائى الهيدرولوجيا وإدارة الموارد المائية، ضمن المشاركين، وقد برز فى عدة مجالات منها إدارة الموارد المائية والجفاف، والرى والصرف، والتربة، واستخدام المياه رديئة النوع لإنتاج المحاصيل، وأثر تغير المناخ على الموارد المائية، ويحظى بخبرة فى العمل لدى عدد من الجامعات ومراكز البحوث، وخبرة ميدانية واسعة على أثر تنفيذ عديد من المشروعات فى شمال أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والهند، ومن هذه المشروعات مشروع التكنولوجيا الحيوية، وعلاجات المياه المستعملة وإعادة استخدامها، واستخدام المياه المستدامة لتأمين إنتاج الأغذية فى المناطق الجافة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويحضر كذلك الدكتور أمجد المهدى، أستاذ إدارة المياه باستراليا، وهو خبير دولى يتمتع بخبرة 22 عاما على المستويين المحلى والدولى فى مجال المياه والبيئة والموارد الطبيعية والمجالات الأخرى ذات الصلة، ويمثل استراليا أمام المفوضية الدولية للرى والصرف الصحى، بعدما اعتمدته متحدثا رسميا فيما يتعلق بمجالات المياه والموارد الطبيعية وذلك خلال انعقاد المنتديات المحلية والدولية، والدكتور عمرو العجرودى، المهندس المعتمد والمحترف فى موارد المياه والمتخصص فى تحديات الموارد المائية فى المناطق القاحلة، والدكتور محسن العرباوى، واضع الميزان القومى المائى لمصر والذى أشرف على فريق وضع قواعد تشغيل السد العالى، والدكتور سالم محمد شوحان خبير التخطيط الاستراتيجى فى قطاع المياه والمتخصص فى بناء القدرات لمواجهة الفقر المائى.
وضمن القائمة أيضا، الدكتور أيمن عياد، مدير مفوضية الاتحاد الأوروبى للتعاون فى المياه والمرافق، ومدير قطاع المياه والمرافق فى وفد الاتحاد الأوروبى لمصر، والدكتور بهاء خليل الباحث المشارك فى قسم هندسة الموارد العضوية بجامعة ماك جيل الكندية، والمتخصص فى إعادة تصميم وتقييم شبكات المراقبة البيئية والهيدرولوجيا الإحصائية ونمذجة جودة المياه، والدكتور محمد عبد الحميد داود، أستاذ بالمركز القومى لبحوث المياه، واستشارى أول موارد المياه بحكومة أبوظبى، وأنهى عددا من الدورات التدريبية فى هولندا والولايات المتحدة وإنجلترا وإسبانيا وكندا وفرنسا والسويد فى مجال إدارة موارد المياه.