في واقعة هي الأولى، جاءت محط اهتمام وسائل الإعلام الدولية والعربية، مزق عدد من عمال النظافة في مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، اليوم الإثنين، العلم القطري، واعترضوا موكب مندوب تميم، الذي يزور القطاع لمتابعة مشاريع الدوحة.

انتفاضة العمال
وانتفض عدد من المواطنين والعمال في وجه المندوب القطري محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، عقب الانتهاء من المؤتمر الصحفي الذي عقده بالقطاع، وبعد أن طفح بهم الكيل من تجاهل الدوحة لمطالبهم.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن العمال انتظروا المؤتمر الصحفي؛ نظرًا لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ عدة أشهر، آملين في أن يحمل السفير القطري أخبارًا مبشرة لهم، بعد تردي أوضاعهم المعيشية بشكل كبير.

وأشارت إلى أن العمال وجدوا المؤتمر مخيبًا للآمال، بعد تجاهل منحة الإغاثة القطرية لقضية رواتبهم، ما أدى إلى انفجار بعضهم بالصراخ والهتاف، فيما حاول البعض الآخر الوصول إلى سيارة "العمادي" قبل أن تمنعهم عناصر الشرطة من ذلك.

حرمان من الرواتب
وأعلن العمادي خلال المؤتمر تقديم قطر منحة مالية، يخصص جزء منها للمستشفيات بقطاع غزة، لا تشمل رواتب عمال شركات النظافة في مستشفيات القطاع، المضربين عن العمل منذ 8 أيام؛ لحرمانهم من رواتبهم ومستحقاتهم من المستشفيات التي تديرها حركة حماس في غزة.

دعم حماس
وكان سبب مهاجمة الفلسطينيين للسفير، حديثه عن مسئولية السلطة الفلسطينية في تأخر حصولهم على رواتبهم، ودفاعه عن مسئولي الوزارة التابعين لحركة حماس في قطاع غزة.

واتهم المحتجون قطر بدعم حماس، وتجاهل الاحتياجات الإنسانية الملحة للمواطنين في قطاع غزة.

واعترض عمال النظافة موكب العمادي، وقاموا بتمزيق علم الدوحة وصور تميم بن حمد؛ اعتراضًا على عدم حل الدوحة لأزمتهم.

رمي بالأحذية
وأظهر مقطع فيديو غضب العاملين في المستشفى من المندوب محمد العمادي؛ إذ رموه بالأحذية، ومزقوا علم قطر، ونزعوا شعارات المساعدات القطرية.

وبرر المهاجمون فعلتهم بأن المساعدات القطرية غير حقيقية، وتهدف إلى تعزيز الانقسام الفلسطيني.

بيان غزة
وفي محاولة لتخفيف وطأة الهجوم الشعبي على المندوب القطري، أصدرت وزارة الصحة بغزة بيانًا، ادعت عودة الحياة للمرافق الصحية بعد المنحة القطرية، رغم عشرات البيانات المتتالية التي تحدثت فيها عن وصول الأزمة لمستويات خطيرة على صعيد الأدوية والوقود والنظافة.

وشركات النظافة المتعاقدة مع وزارة الصحة ملت المناشدات لحل أزمتهم على مدار 4 أشهر؛ إذ لم تؤتِ ثمارها، ما اضطرها إلى الإعلان عن وقف العمل في مستشفيات القطاع.

ويعمل في قطاع النظافة 832 عاملًا، حيث لم يتلقوا رواتبهم منذ 4 أشهر، وتبلغ قيمة التعاقد الشهري لخدمات النظافة 943 ألف شيكل (11.3 مليون شيكل سنويًا).