لم تكن الزوجة الضحية تدري أن تأخرها فى إعداد كوب شاي لزوجها، سيكون السبب فى أن تلقى مصرعها بعدة طعنات متفرقة بسكين مطبخ من زوجها.. في منطقة كوم الغراب بمصر القديمة، وقعت جريمة هزت وجدان السكان والجيران بطلها كهربائي وضحيتها زوجته الممرضة، وإلى التفاصيل.. «الأسطى مجدي قتل مراته فاطمة وهرب»، كلمة تردد عبر ألسنة الجيران يصاحبها الحيرة والذهول والتساؤل، لماذا قتل الأسطي مجدي زوجته؟! فى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا، وقعت مشاجرة بين الأسطى مجدي الكهربائي مع شقيق زوجته أمام المنزل، وتطورت إلى إشتباكات بالأيدي والكراسي، وانقلب الشارع في لحظة وقام الجيران بفض هذه المشاجرة وإنهائها، وبعدها أرغم الأهالي شقيق القتيلة على الانصراف، وقبل هذه المشاجرة لم يكن أحد يعلم أن هناك خلافات بين الكهربائي وأهل زوجته، بحسب تأكيد أحد الجيران، دون أن يخبرنا باسمه. ويستكمل قائلا: «بعد لحظات قمنا بفض المشاجرة، لم تمر سوى دقائق معدودة، فوجئنا بـ”مجدي” يتحدث بطريقة هيستيرية فى الشارع ويقول قتلتها قتلتها والدماء تلطخ يديه». أسرع الجميع إلى شقة جارهم في محاولة لاستكشاف الأمر، و«هنا فوجئنا بزوجته جثة ملقاة وسط الصالة، وبها طعنة نافذة فى الرقبة وطعنة فى البطن وأخرى فى الظهر، وبعدها قامت إحدى الجيران واحتضنتها ومكثت تصرخ وبعدها قمنا بالاتصال بسيارة الإسعاف ولكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة قبل مغادرتها المنطقة».  تعددت الروايات في هذه الواقعة ومعظم الجيران أكدوا أن التفاصيل نقلت لهم عن طريق جيران آخرين، يسرد محسن مجاور-أحد الجيران بعقار آخر من نفس الشارع- أن مشادة كلامية بين الست «أم رضوى» وزوجها، بسبب خلافات أسرية تطورت إلى مشاجرة قام على أثرها المتهم بالتعدي عليها بسلاح أبيض “سكين مطبخ” محدثا ما بها من إصابات أودت بحياتها.

وأضاف «مجدي تحجج وافتعل مشكلة مع زوجته نتيجة خلاف وقع بينه وبين شقيقها ومنعها من الذهاب إليه وعندما رفضت تدخل أحد الجيران وقام بتهدئة الموقف، ولكن الزوج كان لا يزال في حالة غضب وتحجج بكوب شاي وافتعل معها مشكلة وقتلها». يلتقط طرف الحديث الشاب معاذ صاحب الـ30 عاما من أبناء المنطقة، قائلا إنه يتردد بالمكان أقاويل كثيرة من بينها أن الأسطى مجدي كان شديد الغيرة ويشك فى زوجته لكثرة ورود مكالمات هاتفية على تليفونها ونزولها في أوقات متأخرة نظرا لعملها ممرضة بأحد المستشفيات الحكومية، فتشاجر معا لهذا السبب، وقام بإحضار سكين وتطور الأمر وأنهى حياتها بـ4 طعنات حتى وقعت جثة هامدة.

رواية قد تكون هي الأرجح وسط الأقاويل والحكايات داخل مساكن كوم الغراب تحكي الجارة «أم صابر» صاحبة الـ45 عاما قائلة: «أنا جارة فاطمة الممرضة، الله يرحمها، كانت ست محترمة وخدومة، وشقيانة على أكل عيشها، ما بين تربية ولادها وشغلها». وتابعت أم صابر: «المجني عليها وزوجها جيران وعشرة عمر من زمن فات، وإحنا ولاد منطقة واحدة متربيين كلنا مع بعض، ومحترم وطيب وفى حاله، وهو ومراته مربيين عيالهم أحسن تربية فى الصف الثالث الإعدادى، وهى التى روت لرجال المباحث تفاصيل الواقعة». وتابعت «أكبر عيالها هاجر فى الصف الثالث الإعدادى، ومحمد فى الصف الأول الابتدائى وحنين الصغيرة فى الحضانة».

قاتل زوجته بمصر القديمة وسردت الجارة تفاصيل اللحظات الأخيرة لجريمة القتل، قائلة: «سمعت صراخا شديدا من ناحية العقار، جريت حافية ومفزوعة عايزة أعرف حصل إيه، وتفاجأت بممدوح زوج القتيلة بيتخانق ومتعصب مع شقيقها زي المجنون، شاهدت الزوج هنا أمام مدخل البلوك، حسيت في لحظة إن حد فيهم ممكن يؤذي التاني، فجريت على الحاجة أم ممدوح وقلتلها إلحقي ابنك شكله هيعمل مصيبة، فين إخواته».

«ماحدش خطر على باله إنه ممكن يكون قتلها، وافتكرنا إنه طردها بعدما اتخانق معاهم، كان آخر كلامي معاه، ليه كده دى مراتك غلبانة بلاش الشيطان يضحك عليك، شكله كان مخوفني ومشيت وسيبتهم وقفلت الباب، وصعدت لشقة الضحية أطمن عليها وأشوف إيه اللي حصل، وأنا أعتقد أنها اتصلت بشقيقها علشان يتخانق مع جوزها، فقلت أطلع أهديها، وعندما صعدت وجدتها ملقاة فى الأرض وسط بحيرة من الدماء، وهناك دماء حول الرقبة وفى يديها فأخذتها فى حضنى من الفزع والحزن عليها وفضلت أصحى فيها فاكراها في حالة إغماء، وكانت الدماء قد تجلطت مثل كدمات حول الرقبة، فحصل لى ذهول من الصدمة عندما عرفت أنها جثة».

تفاصيل الواقعة ترجع لتلقي قسم الشرطة بمصر القديمة، بلاغا بوقوع مشاجرة وسقوط قتيلة بمنطقة كوم الغراب بدائرة القسم. فعثر على جثة “فاطمة.ف” 39 سنة، ممرضة، ومقيمة بمحل الواقعة، توفيت إثر إصابتها بطعنة نافذة بالرقبة، وجرح نافذ بالصدر وآخر قطعي بالساعد الأيسر.

بالفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين المجنى عليها وزوجها “مجدى.م” 58 سنة، سائق، بسبب خلافات زوجية تطورت إلى مشاجرة، قام على أثرها المتهم بالتعدي عليها بسلاح أبيض، “سكين مطبخ” محدثا ما بها من إصابات تم نقلها إلى مستشفى قصر العيني، لتلفظ هناك أنفاسها الأخيرة. تمكن ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه، وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم، في ارتكاب الواقعة.

بمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الواقعة، وبعرضه على النيابة أصدرت قرارها السابق.