لم تتوقع مروة بنت أسوان التي تُعد عمرها على أصابعها العشرة أن تتوّج يوماً ما بفضل هوايتها التي تُمارسها بخجل أمام باب منزلها بل وأن تصبح على بعد خطوة من احتراف اللعبة بدلاً من بيع المناديل بجانب دراستها!
وتعود القصة حينما رأت مروة أناساً يجتمعون بجوار أحد جوانب النيل حيث اعتادت أن تبيع بضاعتها "المناديل" هناك، وهم يمارسون هوايتها "العدو" فقررت الاقتراب أكثر للتعرف عليهم وحينما رأت أطفالاً بعمرها قررت المشاركة معهم.
وكما تحدثت مع بعض المشاركين عقب سباق المارثون قائلة "لقيتهم بيرمحوا فقلت أرمح"، طلبت مروة من مسؤولي شركة The TriFactory منظمي مارثون أسوان الخيري لصالح مؤسسة مجدي يعقوب للقلب المشاركة في السباق.
لمياء حسن مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالشركة المنظمة قالت "لم تكن ترتدي الزي وكذلك لم تدفع الـ 200 جنيه قيمة الاشتراك في السباق ولكن ذلك لم يُمثل أزمة بالنسبة لنا فالسباق خيري لذا سمحنا لها بالمشاركة".
وتابعت قائلة:"خلعت حذائها واستعدت للسباق مع المشاركين لتسبقهم جميعاً وتتوّج بالميدالية الذهبية للسباق".
ونُظم المارثون الخيري يوم الجمعة الماضية 2 فبراير يتسابق فيه عدد من الأطفال لمسافة كيلو متر، ويتم تكريم أول ثلاثة بنين وثلاثة بنات به بالميداليات.
وأضافت مسئولة الشركة المنظمة "اعترض البعض في البداية على منحها الميدالية الذهبية ولكننا صممنا على منحها إياها فهى لم تغش ولم تخالف قوانين السباق وعدم دفعها الاشتراك لا يُمثل أزمة لها، بل قررنا أيضا مكافئتها بالاشتراك في أي سباق لنا يُنظم بأسوان دون تحمل أي تكاليف".
وتُعد هذه السنة الثانية التي يُنظم فيها السباق؛ حيث كانت البداية بمشاركة 900 متسابق من 29 دولة بمشاركة مجدي يعقوب؛ حيث يختار المشاركون، السباق بين 3 مسافات 42 كم "ماراثون كامل"، 21 كم "نصف مارثون" أو 10 كم كما يمكن للأطفال دون 10 سنوات أن يشاركوا بمفردهم أو مع ذويهم في سباق مسافته 1كم.
اليوم انتهى وعادت الفتاة سعيدة إلى منزلها لتستعد ليومها التالي المُعتاد بالخروج لبيع بضاعتها على جانب النيل، ولكن يبدو أن القدر أراد أن يمنح بنت أسوان فرصة لإظهار موهبتها؛ حيث قابلت في يومها الأول مجموعة من المتسابقين الذين قرروا التنزه عقب انتهاء المارثون فطلبت الخروج معهم ولكن لم يوافقوا في أول يوم لعدم استئذانها لوالديها، ولكن في اليوم التالي وافقوا على اصطحابها.
"كانت أحلى حاجة في الرحلة وساعدتنا وأسعدتنا بصورة كبيرة جداً"، هكذا بدأ مروان علاء الدين، أحد المتسابقين في المارثون حديثه عن مروة الذي قرر مشاركة قصتها مع متابعيه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهو الأمر الذي لاقى رواجاً كبيراً.
ويُشيد مروان في حديثه بشخصية بنت العشر سنوات التي كانت تبحث عن عروض ترفيهية جيدة لهم في الرحلات لكي تسعدهم:"كانت حابة تتفسح معانا وكانت لابسة الميدالية وهي فخورة بها وكانت بتفاصل لينا مع المراكبية.. بالمناسبة والدها مراكبي ولكنها كانت حابة تبسطنا".
"في يوم شفنا طلاب خارجين من مدرسة فبقولها أنتي ليه مبتدرسيش قالتي أنها بتدرس ولكن هتبدأ من بداية الأسبوع.. أنا انبسطت جداً بطموحها عشان كده شاركت الناس قصتها وبعد انتشارها، في ناس بتحاول تساعدها أنها تكلم أندية تتبناها وهاحاول مساعدتها انها تروح لأحد الأندية دون المتاجرة بها".. هكذا أتم مروان حديثه معنا.
يلا كورة علم أن مدرب أحد الأندية الكبيرة قد أبدى اهتماما بـ "مروة" واعدا بتبني موهبتها في القريب العاجل، رافضا الاعلان عن الأمر قبل موافقة مجلس الإدارة.


