أحدثت فضيحة التحرش الجنسي الجماعية التي وقعت في حفل خيري حضرته شخصيات بارزة من السياسيين ورجال الأعمال الكبار في بريطانيا، موجة غضب، ودفعت رئيسة الوزراء البريطانية إلى التعليق على الأمر، رغم انشغالها في مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا.
وتمكنت ماديسون ماريج، الصحفية في صحيفة فاينانشال تايمز، الكشف عن فضيحة التحرش الجماعية التي وقعت في فندق “دور تشستر” واستمرت 6 ساعات، وتسببت في إغلاق جمعية “ذا بريزيدنتس كلوب” بعد استمرار عملها لـ 33 عامًا، جمعت فيها تبرعات تقدّر بحوالي 20 مليون جنيه استرليني.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن ماريج تنكرت في زي نادلة، واستطاعت توثيق ما حدث في الحفل من انتهاكات جنسية بواسطة أداة تصوير صغيرة، بعد أن سمعت عن حدوث أفعال مماثلة في حفلات عقدت سابقا.
وأخبرت بعض النادلات الصحفية البريطانية أن المسؤولين عن الاحتفالية طلبوا منهن ارتداء فساتين سوداء قصيرة، وملابس داخلية سوداء شرط أن تكون “جذابة”، وأحذية سوداء ذات كعب عالي، وتعجب بعضهن في بداية الأمر لأن الفساتين كانت أقصر من المفترض، ومما اعتدن على ارتدائه.
ويظهر، في مقطع الفيديو الذي صورته ماريج، بهو الفندق حيث يُقام المزاد العلني والذي تذهب تبرعاته لتمويل عملية بناء مستشفيات أطفال، ويتواجد الضيوف والنادلات اللاتي كانت تسكبن لهم المشروبات.
وتقول ماريج إن الحفل كان لائقا ومنظما للغاية في البداية، استمر المزاد وكان الجميع سعيد بالأمسية، إلا أن الأمور انقلبت وتحولت إلى شيء سيء للغاية.
وتابعت قولها، في مقابلة أجرتها معها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)،” كان هناك بعض التصرفات الصادمة والمحبطة جدا”، مشيرة إلى أن الرجال لمسوا النساء بطريقة مهينة، وكرروا الأمر أكثر من مرة ومع أكثر من فتاة.
ورأت الصحفية البريطانية، رجال الأعمال والسياسيين يضعن أيديهن أسفل تنورات النادلات وعلى أفخاذهن، وعلى خصرهن، وحاولوا امسكاهن بطرق غير لائقة.
وقالت نادلة أخرى، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لبرنامج “جود مورنينج بريطانيا”، إنها عاشت ليلة سيئة ومزعجة، ولم يكن الحفل مشابه لأي احتفالية أخرى عملت بها.
وتابعت: “بدأ الأمر بشكل طبيعي، وبعد فترة قصيرة تغير كل شيء، ولاحظنا أن هناك شيء غير طبيعي يحدث”، مشيرة إلى أن الرجال أجبروا الفتيات على الجلوس على ساقيهم، واستدعوهن إلى مائدتهم وأجروا معهن أحاديث جنسية، وطلبوا من بعضهن مشاركتهم في عشاء خاص في غرف نومهم.
شعرت تلك النادلة وغيرها من النادلات إنهن تعرضن للانتهاك، وبالرغم من ذلك، تقول إن هناك فتيات كن سعيدات بما يحدث، وانخرطن في الأمر.
وتسببت الفضيحة في استقالة ديفيد ميلر، أحد منظمي الحفل، من منصبه غير التنفيذي في مجلس الإدارة بوزارة التعليم في أعقاب نشر التقرير الصحفي، فيما دعا أكثر من 170 ألف شخص الحكومة البريطانية لتشديد الحماية القانونية للعاملات من هذه الظاهرة.
وأعربت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، عن غضبها الشديد بسبب ما حدث في الحفل، وقال مصدر في “داونينج ستريت” مقر رئاسة الورزاء البريطانية، إنها صُدمت عند علمها بما حدث.
ولا تعد هذه الفضيحة أول فضائح التحرش الجنسي التي يتورط فيها مسؤولون بريطانيون، إذ نُشرت تقارير، في نوفمبر الماضي، تفيد بحدوث تصرفات جنسية غير لائقة في البرلمان البريطاني، وذلك في أعقاب فضيحة التحرش الجنسي التي طالت وزير الدفاع السابق المستقيل مايكل فالون.