إنا لله وإنا إليه راجعون

ينعي موقع (مصريون في الكويت www.egkw.com)

المهندس الدكتور/ عبدالله عبدالمقصود

أحد مؤسسي ورئيس رابطة المهندسين المصريين في الكويت سابقا

وعضو مجلس الجالية المصرية سابقا

خالص العزاء لكافة أبناء الجالية المصرية في الكويت ولأسرة وأصدقاء ومحبي الدكتور المهندس عبدالله عبدالمقصود.. غفر الله له ورحمة واسعة.. وأدخله الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون

·         صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر اليوم الثلاثاء بمسجد حسن الشربتلي بالتجمع الخامس.. القاهرة

 

اقرأ حوار سابق مع الراحل الدكتور عبدالله أعده الصحفي سعود الديحاني ونشر في جريدة الراي الكويتية.

ضيفنا اليوم كانت حياته حافلة بالانجازات العلمية بدأ دراسة في مصر فنهل من الميادين العلمية ثم انطلق نحو الواحات العلمية العالمية بدأ عمله في وزارة الاشغال العام 1971 وعاصر كثيرا من اداراتها وباشر العمل في مشاريعها يحدثنا عن حياته العملية في الاشغال فيطرق بدايات عمله فيها ثم يسهب معنا في الحديث عن مشروع المسجد الكبير والذي عاصر إنشاءه وكان أحد المهندسين الذين عملوا فيه أحاديث شيقة ومتنوعة نقف فيها مع ضيف حديث الذكريات فلنترك له ذلك:



أنتمي لعائلة أصلها من محافظة الدقهلية «المنصورة» بجمهورية مصر العربية ولقد ولدت في الزقازيق لأن والدي كان يعمل بها مديراً عاماً للحسابات بالشرقية بإدارة الملاجئ، ثم انتقلنا الى القاهرة واستقر بنا الحال هناك وبعدها انتقل والدي للعمل في جامعة القاهرة.



الدراسة

سكنا في الجيزة وأتممت دراستي الابتدائية والاعدادية والثانوية في الجيزة، وقد درست في البداية في الكتاتيب وأذكر من المدرسين الشيخ عبدالواحد والشيخ نصر ومدير المكتب اسمه محمد أفندي الجنيدي، وبعدها دخلت المرحلة الابتدائية في الجيزة، وأذكر من المدرسين مدرس اللغة العربية الأستاذ عبدالوهاب ومدرس الرياضيات الاستاذ سرور ومدرس مادة العلوم الأستاذ جودت، وفي المرحلة الثانوية درست في المدرسة السعيدية الثانوية في الجيزة، وقد تأثرت في المرحلة الثانوية من الناحية العلمية بمدرس الطبيعة حيث تخصصت في الثانوية تخصص أحياء وقد كانت التخصصات موجودة في الثانوية في مصر: أحياء أو رياضة أو كيمياء أو أدبي، وكان مدرس الطبيعة اسمه فوزي دغيم وكان هذا الرجل كثير العلم في وقته، وكان مؤسساً لجمعية صغيرة اسمها اصدقاء الزراعة، وكنا نذهب لهذه الجمعية لرؤية المراجع والاطلاع على الكتب الكبيرة، وكان صديقي في هذه الدرسة في تلك الفترة الفنان صلاح السعدني وتخرجنا جميعاً في عام 1959، وكان قد حدث ان الامتحانات في هذه السنة تسربت فأعيدت مرة أخرى فامتحنت مرة أخرى وفي المرة الأولى ذهب بي مجموعة الى كلية التجارة فلم أرض بها، وفي العام التالي تخرجت ودخلت كلية الطب في جامعة القاهرة عام 1962.



الجامعة

بعد أن أدخلني مكتب التنسيق في طب القاهرة كان يسمح لي ايضاً بدخول كلية الهندسة ولكن جامعة الاسكندرية وكان عقلي رياضياً فاخترت كلية الهندسة جامعة الاسكندرية وظللت في جامعة الاسكندرية اعدادي هندسة وفي العام التالي نقلت الى جامعة عين شمس، وتخرجت في هذه الجامعة.



الالتزام

لقد تمتع جيلي بكثير من الالتزام في هذه الفترة، وسبب اختياري للهندسة هو حبي لمادة الرياضيات حيث تأثرت كثيراً بمدرس الطبيعة فوزي دغيم حيث كنا عندما نذهب الى الجمعية التي أسسها هو نقوم بعمل أبحاث وكان يشدني هذا المجال، وايضاً من العوامل المؤثرة في عصر النهضة الذي فتحه جمال عبدالناصر في مصر حيث كانت هناك نهضة في كل المجالات وكان يتمتع جيل المدرسين الذين درست على أيديهم بالالتزام الشديد في العمل ومراعاة هذا العمل حيث كان المدرس يذهب الى المدرسة لأن يريد ان يعلم تلاميذه.



الذكريات

لقد حظيت بكم كبير من الذكريات وخاصة في جامعة الاسكندرية حيث أسعدني الحظ بالدراسة على أيدي كبار أساتذة الهندسة في مصر والعالم العربي منهم أستاذ الهندسة الوصفية والذي يعد من الأعلام الاستاذ الدكتور أحمد علي كرامة، والدكتور أحمد الروشي والدكتور حماد والذي يعمل ولده في شركة المقاولون العرب الكويتية، وقد شعرت بالسعادة في ثلاث سنوات قضيتها، وايضاً أسعدني الحظ بوجود مجموعة كبيرة من زملائي الذين تقلدوا مناصب قيادية كبيرة في مصر منهم الدكتور محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان.



العمل

بعد التخرج في كلية الهندسة - جامعة الاسكندرية عملت في شركة المقاولون العرب مع المهندس عثمان أحمد عثمان في الفترة من 1968 الى 1970 وكان في هذا الوقت يعمل في المجهود الحربي فعملت في محطة الصواريخ والقاذفات التي على خط القناة وقد كانت هذه المحطة سبباً في فوز مصر في حرب أكتوبر المجيدة وكانت هذه المحطة مضادة للطائرات الحربية.



الكويت

لقد أتيت الى الكويت عام 1970 حيث كان لي كثير من الاصدقاء في الكويت وكانت زوجتي هنا في الكويت هي وأهلها وكنت قد كتبت كتابي وهي في الكويت، وعندما أتيت الى الكويت أحببت عملي بها وبسبب ذلك تركت بعثة لهولندا كنت قد رشحت لها.



الجهراء

كان أول عمل لي في الكويت في محافظة الجهراء حيث قمنا بإنشاء جمعية الجهراء ولم يكن في الجهراء في ذلك الوقت سوى نادي الشهداء ومحطة البنزين وسينما والقصر الأحمر وهذه الجمعية الموجودة حالياً هي التي قمت بإنشائها، واثناء عملي في هذه الجمعية تقدمت بأوراقي لوزارة الاشغال.

وعندما كنت أعمل في جمعية الجهراء لم يكن موجوداً كل هذه الضواحي الموجودة حالياً من العارضية والفردوس وصباح الناصر ولا الدوحة لم تكن بهذا الكبر وكانت سينما الصليبخات موجودة وكان طريق الجهراء عبارة عن طريق واحد ناحية واحدة وكانت على جانبي الطريق بيوت البدو القديمة وكانوا يأتوني في الموقع من يريد المياه ومن يريد الأسمنت كل بحاجته ولم يكن التوسع والعمران الموجود حالياً موجوداً.



الأشغال

عندما قدمت أوراقي لوزارة الاشغال تم اختباري ونجحت في الاختبار وتم قبولي وكان في وزارة الاشغال الادارات الغالبة ادارة المشاريع الانشائية وكانت تسمى بإدارة التنفيذ، والمشاريع الكبرى والطرق، وكانت هناك محطة الأبحاث وفيها المختبرات وكان عند نادي الكويت وكان رئيسها في ذلك الوقت «تي آر البسون» انكليزي الجنسية وعملت بها لمدة عامين ثم نقلت الى ادارة التنفيذ الى مشاريع النوادي البحرية التي في السالمية ومنها نادي السالمية ونادي رأس الأرض ونادي الشعب ونادي هيلتون وكان هناك أيضاً تطوير لميناء الشويخ، فنقلت الى ميناء عشيرج بالدوحة وكانت خالية في هذا الوقت، واستمر العمل حتى الانتهاء من ميناء عشيرج ثم نقلت الى مطار الكويت عام 1974.



مطار الكويت

عندما نقلت الى مطار الكويت عام 1974 كانت منطقة المطار عبارة عن صحارى خالصة ليس فيها اي شيء بها الحيوانات ورعاة الغنم، ولأن الكويت في هذا الوقت كانت بمثابة عامل رئيس من حيث استراتيجية التجارة ومن حيث النهضة التي كانت بها فكان لابد من انشاء مطار مجهز كبير، وكان مطار الكويت أول مطار في المنطقة يبنى بالمنفاخ وبدأنا العمل في عام 1974 وانتهى عام 1979 وكان عبارة عن مبنى مع مواقف الطائرات مع مبنى البضائع بمواقف الطائرات مع مواقف السيارات.

وكنت أعمل اثناء فترة انشاء المطار مساعد مدير مشروع وكان مدير المشروع المهندس بكر الطباع فلسطيني وكنت أعمل مساعداً له وكانت الشركة التي تنفذ المشروع شركة لبنانية - هولندية.



المسجد الكبير

أنهينا مطار الكويت عام 1979 وذهبت أنا والمهندس بكر الطباع الى المسجد الكبير وبعدها نقل الطباع الى مشروع آخر واستلمت انا ادارة المسجد الكبير وقد أقيم المسجد على مساحة 45 ألف متر مربع وكان مصمم المشروع عراقيا اسمه محمد مكية وكان التنفيذ لشركة كويتية شركة المباني المتحدة وكان مديرها محمد تقي وكنا في ذلك الوقت لنا الصلاحية لاتمام العمل على الوجه الأكمل حيث تتمتع وزارة الاشغال بالدور الرقابي الجيد من متابعة العمل.

ويتكون المسجد من الصالة الرئيسية وملحق به مدخل سمو الأمير وملحق به من الخارج صالة للصلاة ثم البهو ثم الصحن وتحته أربعة أدوار سيارات، وعندما زار الشيخ الوالد سعد العبدالله بلاد المغرب العربي طلب ادخال الزليج المغربي والتصميمات المغربية في قصور الملك حسن الى المسجد الكبير حيث كان يتمتع بذوق جمالي، وكان سمو الأمير جابر الأحمد رحمه الله يدلي لنا بتوجيهاته يوم كنا نباشر تنفيذ بناء المسجد الكبير.

وقد أنهينا العمل في المسجد عام 1984 ولكنه افتتح عام 1986.



الإعـــلام

كان الشيخ ناصر المحمد الأحمد رئيس مجلس الوزراء كان رئيساً للإعلام في هذه الاونة وكان يريد أن يطور محطات الارسال التلفزيوني وكان المهندس عبدالرحمن الحوطي وكيلاً لوزارة ثم وزيراً للاشغال فطلب منه تعيين مهندسين يشرفون على هذا المشروع فذهبت أنا مشرفاً على هذا المشروع ومديراً لمشاريع الارسال وكانت المحطات في المطلاع والروضتين وفيلكا وكبد وكان يتعجلنا كثيراً وطلب منا إنهاء محطة المطلاع في ستة أشهر وفعلاً انهيناها في ستة أشهر وارتفاع برجها 350 متراً وبعدها فيلكا.

واثناء التنفيذ لمشاريع الإعلام من عام 1986 الى 1990 جاء الغزو العراقي الغاشم على الكويت وسافرت أنا وأولادي الى مصر وقد حدث الغزو ونحن نفكر في انشاء محطة ارسال في الخفجي ولكن للحالة الحربية لم نقم بها، وكنت في هيئة الأمم المتحدة لحصر التعويضات وأرسلوا لي جواب شكر، وبعدها أشرفت على مبنى وزارة الكهرباء والاشغال، وبعدها أصبحت مستشاراً لمهندسي وزارة الاشغال في المشاريع الخاصة الى استقالتي عام 2004 وبعدها قمت بإنشاء شركة مع صديق كويتي للمقاولات والاستشارات الهندسية.



الشيوخ

لقد تعاملت مع ثلاثة من شيوخ الكويت الكرام من آل صباح بطريقة مباشرة وغير مباشرة وقد لمست بالفعل وعن قرب التواضع الشديد واللمسات الفنية والهندسية والتي تتميز بالذوق العالي ولاحظت أن العدل هو سمة من سمات حكام الكويت منذ القدم.



العائلة

تزوجت عام 1971 ورزقت بأول مولود هو الدكتور محمد دكتور صيدلي فتح شركة مع صديق كويتي له، والمولود الثاني هو الدكتور أسامة دكتور عظام في مستشفى الفروانية، والمولود الثالث الاستاذة أميرة تعمل صحافية كانت تعمل في جريدة الوفد في مصر وتزوجت وسافرت الى دبي مع زوجها والرابع مهندس ميكانيك يعمل في الأحمدي فالأربعة من مواليد الكويت.



الدكتوراه

عندما سافرت لمراجعة الأعمال الكويتية في أميركا ساعدني احد اصدقائي للالتحاق بإحدى الجامعات في ولاية كاليفورنيا فحصلت على درجة الدكتوراه من هناك في الادارة Mangment.



الشركة

عندما استقلت من وزارة الاشغال عام 2004 بعد قضاء 33 عاماً فيها فتحت شركة للمقاولات والاستشارات الهندسية مع صديق كويتي فيها جزء للمقاولات يقوم به شريكي وجزء للاستشارات الهندسية أقوم أنا عليه، وقد كنا صديقين منذ القدم، وهو المهندس مجيد الأستاذ، وعندما تشاركنا توطدت علاقتنا أكثر وأكثر.

وعندما فكرت في هذه الناحية بعد الاستقالة أسافر أم أجلس في الكويت فقررت أن أجلس هنا في الكويت فقد قضيت أربعين عاماً من عمري في الكويت فهذا يعتبر جزءاً كبيراً من حياتي وبقائي في الكويت هو لحبي لها.



الأصدقاء

لقد ظللت فترة من الزمن على اتصال مع رئيس المهندسين المهندس براك التركي الى رمضان الفائت أذهب إليه في ديوانيته، ومن اصدقائي ايضاً رياض الغريب، وعبدالعزيز الزنكوي، ولي اصدقاء كثيرون من الجهراء.



الحج

كانت أول حجة عام 1971 أول ما أتيت الكويت وأول ما عملت أتيت أخذت والدتي من الكويت وذهبت للحج وكانت حملة شخص يدعى الموسى ولما الطيران انتشر كثيراً فكانت بالسيارات ولم تكن مكة مزدحمة مثل الآن، والثانية كانت عام 1974 وكانت مع والدتي ايضاً والحجة التي تليها كانت عام 1976 مع زوجتي، وحججت حجة أخرى في الثمانينات.



والدتي

لقد توفي والدي وأنا في سن الثالثة عشرة فالتزمت والدتي بتكملة المسيرة بعده، وقد تعلمت من والدتي الكثير من خبرات الحياة، حيث كانت تتميز بالوازع الديني حيث كان والدها رجل دين في الأزهر فتعلمت منها حب الدين والصلاة وحب سماع القرآن، وكانت طبيبة وقد كانت والدتي تملك أرضاً بالمنصورة تصرف علينا وقد كانت تتمتع بالطيبة وكانت خدومة.



الحب

ينظر الكثيرون الى الكويت انها مجرد نقود وفلوس ورواتب مرتفعة وفرق عملة ولكن يعلم الله اني أنظر إليها بحب فهي حياة بالنسبة لي فهذا ما أشعر به فأحس وأشعر عندما أخرج منها اني غير سعيد أو لا أحيا فعندما أسافر الى مصر اجعل المذياع او التلفزيون على محطات الكويت.



الغزو

عندما حدث الغزو العراقي الغاشم على الكويت دمعت عيناي وبكيت بكاء مريراً لو أن والدي توفي ما بكيت عليه هكذا، وقد لاحظت هذا الموضوع وبكاء الكثيرين عندما غنى عبدالله الرويشد وسعاد العبدالله في الليلة المحمدية فقد بكت مصر جميعها.



مصر والكويت

العلاقة بين مصر والكويت منذ قديم الزمن لها طابع آخر عن بقية الدول ولا يقول هذا الا الشخص الواعي فالعلاقة متأصلة قبل ظهور النفط، وبالبعثات والكتب الدراسية والأزهر فهناك تأصل في العلاقة المصرية - الكويتية.



الأحفاد

لقد تزوج جميع أبنائي ما عدا ابني الكبير ولكنه سوف يتزوج خلال الأشهر المقبلة وقد رزقني الله بسبعة أحفاد أربع بنات وثلاثة شبان.