فى ليلة اتسمت بالسواد هرولت الصغيرة مسرعة إلى غرفتها وأغلقت الباب وجلست خلف الجدران، وقد انطفأ بريق عينيها وامتلأت بالدموع، بعدما نهرتها والدتها بسبب عدم قدرتها على أداء أعمال المنزل، كانت الصغيرة والتى لم تتجاوز عامها الثانى عشر تشعر بالغربة مع والدتها التى كانت دائما تنهرها وتصفها بالفاشلة، وتفضل شقيقتها عليها لأنها أكثر ذكاء منها، حتى وأدت ابتسامتها وبهتت ملامح وجهها، لم تتخيل الأم أن كلماتها كانت أحجارا سقطت على ماء ساكن فهزته ثم سكن كل شيء، وكانت سموما جاءت بعدها النهاية.

بدأت الواقعة التى شهدتها منطقة الهرم عندما أقدمت طالبة بالصف الخامس الابتدائي على إنهاء حياتها بشنق نفسها بـ"كيس مخدة" وربطه بنافذة غرفتها.

وتبين من التحريات أنه بعد إنهاء الأم إعداد الطعام بالطابق السفلي صعدت لغرفة ابنتها

للاطمئنان عليها وبالطرق على باب الغرفة لم تستجب لها فاستعانت بابنتها الأخرى "سارة" 9 سنوات التى دخلت الغرفة عبر نافذة وفتح الباب، واكتشفت الأم قيام ابنتها بالانتحار بـ"كيس مخدة" مربوط بنافذة شرفة الشقة فقامت بانزالها واستعانت بابن زوجها وشقيق المتوفاة من الأب لمحاولة إسعافها إلا أنها كانت قد فارقت الحياة.

وأكدت الأم فى أقوالها أمام رجال المباحث أن ابنتها المنتحرة كانت دائمًا تشعر بأنها تفرق بينها وبين شقيقتها الأخرى وأن الأخيرة أكثر ذكاءً منها، وعدم الاهتمام لشأنها مما دفعها للانتحار، مضيفة أن المتوفاة كانت تشعر بغيرة شديد من شقيقتها.

وأمر اللواء عصام سعد، مدير أمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة وتولت نيابة الحوادث التحقيق فى الواقعة، وقررت نقلها إلى مشرحة زينهم وانتداب الأطباء الشرعيين لتشريحها، وإعداد تقرير بالصفة التشريحية.