بملابسه المميزة الحمراء، وشنطته الممتلئة بالهدايا المختلفة هذا العام وغير التقليدية، قرر أن يتجول «سانتا كلوز» أو المعروف بـ«بابا نويل» المصرى فى إحدى المناطق الفقيرة، وهى «جزيرة الدهب»، موزعا هدايا عبارة عن سلع تموينية مكونة من زيت وسكر.
«السنة دى بابا نويل حب يكون مختلف عن السنين اللى فاتت ويغير من الهدايا اللى بيجيبها ويجيب هدايا مفيدة ومطلوبة فى الوقت الحالى».. هكذا قال عبدالرحمن خالد، الطالب بكلية التجارة، ويعمل مصورا حرا وصاحب فكرة «بابا نويل»، لافتا إلى أنه قرر أن يفاجئ الناس بهدايا توافق احتياجات المواطن المصرى، وبعد تفكير مع صديقه باسم، وجد أن أفضل هدايا ممكن تقديمها للمواطنين هى السلع التموينية.
وأوضح «عبدالرحمن» أن صديقه «باسم» هو من ارتدى ملابس بابا نويل، وحمل هو كاميرته ليوثق أعمال الخير لبابا نويل، وينشرها على صفحته بموقع التواصل «فيسبوك»، حتى يتمثل الجميع بها، وقال: «قررت أعمل حاجة للخير السنة دى، وقولت أعملها بشكل مختلف وممزوجة بفرحة، فقلت مفيش أحسن من السلع التموينية اللى كل بيت بيحتاجها واخترت جزيرة الدهب وبقت الناس تساعدنى هناك وتودينى البيوت المحتاجة ووزعت عليها».
3 كراتين زيت و5 أكياس سكر هى هدايا حقيبة «بابا نويل» والتى تكفل بها «عبدالرحمن» بتكلفة 1000 جنيه وقال: «الناس محتاجة اللى يحس بيها ومحدش متخيل كمية الفرحة والابتسامة اللى كنا بنشوفها على وشوش الناس الغلبانة، وأنا مستعد أكرر اليوم ده تانى لو جمعية أو أى جهة ساعدتنا».
سانتا كلوز «القدس»
بينما يظهر سانتا كلوز مبتسماً، حاملاً الهدايا، يحكى الحواديت للأطفال، ويحقق لهم أمانيهم فى استقبال عام جديد، فإن صبية آخرين فى بقعة ملتهبة فى العالم لن يحصلوا على الهدايا ولن يتراقصوا مع «سانتا»، أو يحتفلوا آمنين فى بيوتهم، بل يسيرون على درب الكبار، يتبادلون رمى الحجارة مع جنود الاحتلال الإسرائيلى فى مدينة القدس التى تشتد خلالها المقاومة الفلسطينية مع اقتراب أعياد الميلاد، بعد القرار الأخير للرئيس الأمريكى بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها، وينتشر ارتداء الشباب الفلسطينى ملابس «بابا نويل» كنوع من التخفى فى مواجهة جنود الاحتلال: الحجارة فى مواجهة الرصاص.
فمع اقتراب أعياد الميلاد يبدو من المألوف ظهور شباب فلسطينى متنكرين فى ملابس سانتا كلوز لإحياء ذكرى القديس نيكولاس، لكنه هذا العام جاء ليحمل بُعداً أعمق مع تخفِّى كثيرين منهم فى زى سانتا للوقوف فى مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلى والخروج فى تظاهرات غاضبة ضد القرار الأمريكى، بخلاف حَمْل كثير منهم أعلام فلسطين أمام مصورى الوكالات ووسائل الإعلام العالمية للتأكيد على أن القدس ستظل عربية، فى أبسط رسالة رمزية للتعبير عن كيفية قضاء احتفالات عيد الميلاد بين الرصاص وتهديدات الجنود الإسرائيليين فى فلسطين، وسط أنباء عن استعدادات أمنية قصوى من الجانب الإسرائيلى لتأمين القدس ومزيد من الضغط والاعتقالات ضد الشباب والصبية الفلسطينيين خلال الأيام المقبلة فى فترة الاحتفالات.
وعلى جانب آخر يظهر بعض الشباب الفلسطينى فى زى سانتا كلوز وهو يحمل شجرة الكريسماس ويحاول تجاوز الأسوار والجدار العازل حول المدينة التاريخية، لتتصيده قوات الاحتلال وتترصده، أو يحملون أجراساً صغيرة ويسيرون فى الشوارع للإعلان عن إحياء أعياد الميلاد فى حزن على ضياع المدينة بعد قرار «ترامب».
وتحولت مظاهرة فى رام الله مؤخراً إلى أعمال عنف واعتقالات فى استمرار للموقف الفلسطينى الملتهب الرافض للقرار.