نخفضت أسعار اللحوم داخل محال الجزارة، واستعد الجزارون لاستقبال الزبائن، توقع البعض زيادة البيع والشراء، لكن خاب ظنهم، حيث بقى الحال كما هو عليه، بضاعة ظلت بلا زبائن، وأسعار انخفضت بلا أى تأثير، وجزارون أمسكوا السكين فى انتظار تقطيع قطعة لحم لمن يطلبها.

كان حمادة شحاتة يقف داخل جزارته بمنطقة الناصرية، يتحدث مع عاملين معه وهو يقوم بتقطيع قطعة لحم أمامه، يضحك وهو يردد بسخرية: «لما اللحمة رخصت الناس ماجتش تشترى ليه؟».

انخفض سعر كيلو اللحم 10 جنيهات فى جزارته، ولكن يبقى الحال كما هو عليه، تنظر الزبائن على اللحم المعلق، وترحل بعدها دون شراء: «الناس تعبانة أصلاً، معهمش فلوس لا للرخيص ولا للغالى، مفيش إقبال حتى لما رخصت». يؤكد «حمادة» أن قلة الشراء طالت الأسماك والفراخ، وأن الزبائن لا تشترى اللحوم إلا كل أول شهر فقط، بعد قبض المرتب: «لو كيلو اللحمة وصل 200 جنيه والناس معاها فلوس هياكلوا لحمة، لو وصل 100 جنيه والحال كما هو عليه، عمر ما حد يشترى، فيه أولويات عند الناس، ربنا يفك كرب الجميع».على خزينة أحد محال الجزارة بالسيدة زينب، جلست أم خالد، تساعد زوجها الجزار، هى المسئولة عن الحسابات، وعلى الرغم من انخفاض أسعار كيلو اللحم داخل الجزارة 20 جنيهاً، حيث قل السعر من 130 إلى 110 جنيهات لم يُقبل الناس: «أيوه اللحمة رخصت بس مفيش مبيعات، حتى التجار مش عارفين نشترى منهم، مابنكونش بعنا عشان نشترى لحمة منهم تانى».

ترى «أم خالد» أن هناك الكثير من المواطنين لا يهتم بنزول السعر: «فيه ناس متعرفش أصلاً رخصت ولا مرخصتش، ومسألوش، ولا فارقة، الناس ماشيين قلقانين خايفين وزعلانين، والمبيعات مش بتزيد رغم نزول السعر». تعبر بغضب عن أن بعض وسائل الإعلام كانت سبباً فى عزوف الناس عن شراء اللحم: «مرة شفت برنامج المذيعة بتخوف الناس وتقول على اللحمة فاسدة عند كتير من الجزارين، يعنى مش كفاية محدش بيشترى، لأ بنخوف الناس كمان». وقفت حميدة صلاح أمام أحد الجزارين بمنطقة فيصل، لتكتشف أن الكيلو قل سعره خمسة جنيهات، فرحلت دون شراء: «مفرقتش كتير، كده كده معدية الـ100 جنيه، لما ترخص أكتر ممكن أشترى».