أثار خبر القبض على طفل يبلغ من العمر ست سنوات بالشرقية، ضجة كبيرة خلال الساعات القليلة الماضية، قبل أن يتم إخلاء سبيله، بعدما قيل إن السبب في القبض عليه هو سرقته بعض الحقائب وداخلها سلاح ناري مرخص.
وتساءل الكثيرون عن حقيقة صحة الخبر من عدمه، خاصة أن الأطفال هم رمز للبراءة والصدق والعفوية.
أصغر لص
انتقلت لمكان إقامة الطفل في منطقة الحريري التابعة لمدينة الزقازيق، وتحديدا خلف مدينة الفالوجا المهجورة التابعة لجامعة الزقازيق ، لتكشف الأسباب وراء إقدام أصغر لص كما لقبته المواقع والصحف على ذلك الفعل، حيث ذهبنا هناك لنتبين هذا الأمر، ولكننا فوجئنا بعدم رغبة الأهالي في التحدث إلينا لتخوفهم، وقالوا لنا بالنص:«انتوا عاوزين مننا إيه تانى إحنا كل بيت فيه شخص محبوس ومتلفق له عدة تهم، اتقوا ربنا فينا، وحاولنا إقناعهم بالتصوير معنا إلا أنهم رفضوا وطلبوا التحدث إلينا فقط».
ضحية التفكك الأسري
في البداية، قال "عماد ع" 21 عاما، أحد أقارب الطفل: أن محمد ضحية للتفكك الأسري، حيث إنه يعيش منذ فترة مع زوج والدته، بعد انفصالها عن والد الطفل، ونظرا لضيق الحال الأسرة خاصة بعد إنجابها بنتا وولدا، قرروا أن يلحقوه بإحدى ورش "دوكو" السيارات، من أجل أن يتعلم صنعة وينفق على نفسه، مضيفا: الطفل طيب جدا ولم يتورط في السرقة خالص، بل تصرف بعفوية والموضوع اتفهم غلط.
واستطرد في الحديث قائلا: مش كفاية إن الدنيا جت عليه، كمان عاوزين يقضوا عليه بدل ما يساعدوه ويخلوه زى أقرانه من الأطفال ويلحقوه بالمدرسة، ويتعلم علشان يكون حاجة كويسة في المستقبل، ويقدر يخدم بلدهحسبي الله ونعم الوكيل.
اضطراب نفسي
فيما أكدت الحاجة أم على، كما تحب أن يلقبوها: إن زوج أم الطفل رجل مش كويس ولم يراعي ربنا في رعايته، وأجبر أمه على أن يلتحق الطفل بالعمل في الورشة، وحرمه من اللعب في الشارع، مشيرة إلى أنه أصيب باضطراب نفسي بسبب تلك المعاملة السيئة.
أقوال صاحب الورشة
فيما أشار عم عبده، صاحب الورشة، إلى أن الطفل وأسرته تعرضوا لـ«البهدلة» بسبب تصرف الطفل وإخفائه للحقيبة التي بداخلها سلاح ناري مرخص "طبنجة"، مملوكة لطبيب صاحب السيارة التي كانت تحتاج لطلاء، والذي قدم بلاغا للجهات المعنية بذلك.
كان اللواء رضا طبلية مساعد الوزير مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من اللواء محمد والي مدير المباحث الجنائية، يفيد قيام الرائد “حسين أبو فول” رئيس مباحث أول الزقازيق ومعاونيه بضبط "محمد م. م" 6 سنوات مقيم بقرية الحريري بالزقازيق، لقيامه بسرقة حقيبتين بإحداهما سلاح ناري عبارة عن طبنجة مرخصة.
وتم التحفظ على المتهم والمضبوطات وتحرر محضر بالواقعة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وبالعرض على النيابة العامة قررت إخلاء سبيله، بعد أخذ التعهد اللازم عليهم بحسن رعايته من أحد أفراد عائلة طليق زوجته والمقيمين بالزقازيق.