سئمت السيدة الثلاثينية من العيش في كنف زوجها الذي لا يشغل باله سوى البحث عن الآثار ومرافقة السحرة والمشعوذين بحجة البحث عنها ومعرفة أماكنها.
لم يمر يومًا على الزوجين دون خلافات، إلا أن الزوجة اعتادت عليها وأصبحت بمثابة روتين يومي، حتى ضرب الإهمال في كل جوانب الحياة الأسرية وتيقنت الزوجة أنه لابديل عن الانفصال.
كانت تنظر الزوجة إلى ابنتها وتخشى عليها مستقبل مظلم، إذا وقع سيناريو الانفصال، ومع ذلك فشلت كل محاولاتها في التعايش مع الزوج المختل، وأخيرًا حازت على الطلاق مع خسارة ابنتها التي تركتها مع الأب ووالدته، بعد أن اختارت زوجًا آخر.
واختار هو أيضًا الزواج من أخرى، وبقيت الفتاة بين والدتها وجدتها، التي كان انتقل إليها ما أصاب ابنها من هوس بالبحث عن الآثار طمعًا في أن تحوّل قطعة آثار قديمة مجرى حياتهم.
وأثناء بحث الأب وشقيقه عن مقبرة أثرية أسفل منزلهما طلب منهما أحد السحرة أن يُقدما قربانًا للجن وأن تكون فتاة كي يستجيب حارس المقبرة من الجن ويفتح لهما باب الكنز.
لم يفكر الأب طويلًا وقرر أن يُضحي بابنته، لم تشفع له براءتها ولا حداثة سنها، لم ير أمامه سوى الذهب الذي تخيل أنه وراء أبواب المقبرة المزعومة، فاستغل نومها وقام بخنقها بحجاب رأس "إيشارب" حتى فارقت الحياة.
وأُخبرت الأم أن ابنتها توفيت، فشكّت الأم في وجود شبهة جنائية، فأسرعت إلى رجال المباحث في مدينة الصف بمحافظة الجيزة، وأخبرتهم بواقعة الوفاة وبشكوكها في أن والد الفتاة ربما يكون وراء قتلها.
توجه رجال المباحث إلى مكان البلاغ، فأخبرهم والد الضحية وجدتها بأنها توفيت نتيجه لف حجاب رأس "إيشارب" حول رقبتها أثناء نومها دون قصد منها، ولم يجد وقتها رجال المباحث ما يُدين الأب وصرحوا بدفن الجثة.
وظلت القضية مفتوحة لثمانية أشهر أمام رجال البحث الجنائي منذ حدوثها في أبريل الماضي، وبعد أن أثبتت التحريات عدم وجود شبهة جنائية قررت النيابة حفظ التحقيقات فيها.
وبعد مرور 20 يومًا على إغلاق ملف القضية، ظهر دليل جديد يدين الأب وشقيقه ووالدتهما في مقتل الفتاة بسبب بحثهم عن الآثار، وصدر إذن من النيابة بضبطهم وإحضارهم، وألقي القبض عليهم، وحبسوا على ذمة التحقيقات.