«رغي المزين .. أو الكوافيرة» لم يعد يقتصر على كونه عادة سيئة مزعجة يتسم بها كثير من أصحاب تلك المهنة، بل قررت مالكة كوافير للسيدات بمنطقة البساتين، اتخاذه وسيلة لحصد المجوهرات والمصوغات والمدخرات من منازل زبوناتها، إذ اتخذت من حديث الكوافيرات المعتاد بالساعات خلال تزيين السيدات، وسيلة لإيقاعهن ومعرفة أسرار بيوتهن والتعرف على خريطة وجود من بالمنزل وعدد سكانه وميعاد عمل كل فرد ومتى يكون المنزل خاليًا، حتى تأمر أتباعها بسرقة المنزل فى الوقت المناسب، والدخول إليه دون عناء بنسخة من مفاتيح “زبونات الكوافير الغافلات”.

تعدد جرائم السرقة بنطاق قسم شرطة البساتين، بات صداعًا فى رأس قوات الأمن، إذ تعددت بلاغات سرقة المصوغات والمدخرات من المنازل دون وجود طرق مثيرة للريبة كاقتحام المنزل بكسر الأبواب أو النوافذ أو غيره، وكان جليا أن السارق يدخل المنزل بطريقة طبيعية دون عناء، ولفت انتباه رجال الأمن أن أغلب أصحاب البلاغات من السيدات، فتم التحري عنهن لإيجاد رابط يكشف غموض الجرائم محل البحث.

وأخيرًا تمكن رجال المباحث من الوصول إلى معلومات عن نشاط مريب لمالكة كوافير ونجليها ومساعدها، إذ يترددون على محال للصاغة ويعرضون كميات كبيرة من المصوغات الذهبية للبيع، وربط رجال المباحث بين تردد عدد من صاحبات بلاغات السرقة على محل المتهمين، وبتكثيف التحريات تبين أنهم وراء تلك الجرائم. وتم ضبط المتهمين “فتحية.م.ف” 38 سنة، مالكة كوافير للسيدات، “شيماء.م.م” 23 سنة كوافيرة، “شريكة الأولى”، و”على.و.ع” 17 سنة طالب “نجل الأولى” ومقيم بذات العنوان، وشقيقته “مايا” 12 سنة، طالبة.وتبين من مناقشة المتهمين أنهم قرروا تكوين تشكيل عصابي تخصص نشاطه الإجرامى فى ارتكاب وقائع سرقات المساكن بأسلوب “المفتاح المصطنع”، واتضح قيام المتهمتين، الأولى والثانية بمغافلة المترددين عليهما بالمحل، وسرقة مفاتيح الشقق محل سكن الزبائن واستخراج نسخة منها، وتتبع نجلي الأولى للضحايا حتى معرفة محل سكنهن، وذلك بعدما تكون المتهمتان قد جمعتا كل المعلومات اللازمة عن ضحاياهما من خلال استدراجهن فى الحديث خلال تلقى خدمات التزيين بالكوافير لمعرفة مواعيد وجودهن بمساكنهن.

واعترف المتهمون بنشاطهم الإجرامى فى مجال سرقات الشقق السكنية، وكشفوا على ارتكابهم 26 حادث سرقة مساكن، وأرشدوا عن كل المسروقات لدى عملائهم من أصحاب محلات المشغولات الذهبية، وتبين إنفاقهم مبالغ مالية كبيرة من متحصلات السرقة على متطلباتهم الشخصية، وباستدعاء المجني عليهن تعرفن على المضبوطات واتهموهم بالسرقة.