ينتظر الكثيرون اليوم الأربعاء المقبل خطاب «ترامب»، بشأن إدارة البيت الأبيض لعملية السلام بالشرق الأوسط وتحديدًا بين الفلسطينيين، والإسرائيليين، هذا الخطاب الذي يأتي وسط قلق كبير بين العرب، حيث أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية أن «ترامب» قد أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على نيته للقيام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي حذر منه عباس لتشكيله خطورة على عملية الأمن، والاستقرار في الشرق الأوسط.
ومن الممكن لنقل السفارة أن يعيد تشكيل المباحثات، والمفاوضات بشأن عملية السلام، هذا الذي لم يقم به أي من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، حيث اهتم العديد من المحللين السياسيين، والخبراء بتحليل النتيجة المترتبة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مجريات الأمور في الشرق الأوسط من وجهة نظر الكثيرين.
وقال الدكتور جمال عبدالجواد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن «لهذا القرار تأثيرا كبير في الشأن العالمي، حيث يعتبر قرار نقل السفارة إلى القدس هو تقويض لعملية السلام، كما سيساهم في هدم أي تسوية سياسية بين الفلسطينيين، والإسرائيليين من الممكن أن تحدث».
وأضاف «عبدالجواد» في تصريحات إلى «المصري لايت» أن «هناك قوانين دولية تحدد الأراضي بين الإسرائيليين، والفلسطينيين، بالإضافة إلى العديد من القرارت الدولية التي صدرت على مدار أعوام عديدة بخصوص الوضع دخل القدس، فبصدور هذا القرار، يعني ذلك نسف كل المواثيق، والقرارات التي صدرت لتنظيم الأمور، بل وتقويض أي فرصة لوصول إلى إتفاق شامل، ونهائي».
أما العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، فقد رأى أن «قرار نقل السفارة يشكل تهديدًا صارخًا على عربية القدس، ووصف ذلك القرار بالإهانة الكبيرة للمقدسات الإسلامية، والمسيحية، واليهودية داخل مدينة القدس».
وأشار «راغب» في تصريحاته إلى «المصري لايت» إلى أن «هذا القرار سوف ينهي كل الجهود المستمرة منذ أكثر من ربع قرن من أجل حل الدولتين»، مضيفا: «إن المفاوضات في مسألة حل الدولتين كانت تأمل في العودة إلى حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967، وإعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من القدس الشرقية، هذا الأمر الذي سيتوقف بالكامل، وسيصبح مجرد خيال عندما يعلن ترامب عن انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس».
كما ذكر العميد حسين راغب، أن «الأمور ستسير فقط بعد هذا القرار في المضي نحو حل الدولة الواحدة فقط، وليس حل الدولتين، الأمر الذي سوف يجعل الفلسطينيين يعيشون داخل وطنهم، وهم مواطنين من الدرجة السابعة»، على حد تعبيره.
وأضاف «راغب»: «أنه بناء على ذلك، سوف تحل السلطة الفلسطينية نفسها، وتعود المقاومة في شكلها المسلح، وظهور منظمة التحرير الفلسطينية من أجل مكافحة الاحتلال، وعودة الكفاح المسلح كما كان في الماضي».
وتوقع «راغب» أنه من الممكن أن يخفف «ترامب» من وطأة الخبر، من خلال إعلانه عن نقل السفارة خلال 6 أشهر، لكي يحاول مسك العصا من المنتصف.
«سيفتح أبواب جهنم في المنطقة، والعالم» هكذا عبر المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، وعضو المجلس الثوري أسامة القواسمي، في بيان منه في وقت سابق بشأن مسألة إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأضاف «القواسمي» في البيان أن «القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وفقًا للشرعية الدولية، والقرارات الأممية ذات صلة بالقضية الفلسطينية، التي كان آخرها قرار 2334، وأن حركة فتح لن تسمح بالاعتداء على الموروثات الثقافية، والتاريخية، وأن الحركة سوف تبذل كل ما في وسعها لحماية القدس، وحماية المقدسات التي لها خصوصية واضحة في قلب كل عربي».