كان الطريق صعبا وطويلا وشاقا، وحافلا بفرحة التأهل وخيبة الإقصاء، حتى التأهل لمونديال روسيا، ومعرفة كل منتخب لمنافسيه في صراع العرس العالمي في موسكو.
وأصبح التركيز الآن موجهاً إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018، بعد الإنتهاء من مراسم القرعة النهائي في الأول من شهر ديسمبر في قصر الكرملين في موسكو.
تستهلّ الدولة المستضيفة، منافسات العرس الكروي العالمي أمام المنتخب السعودي على ملعب لوجنيكي بتاريخ 14 يونيو في إطار المجموعة الأولى التي ضمّت الممثل العربي الآخر منتخب مصر إلى جانب منتخب أوروجواي.
وجاءت نتائج القرعة النهائية لمونديال روسيا كالتالي:
المجموعة الأولى: روسيا - السعودية - مصر - أوروجواي
المجموعة الثانية: البرتغال - أسبانيا - المغرب - إيران
المجموعة الثالثة: فرنسا - أستراليا - بيرو - الدنمارك
المجموعة الرابعة: الأرجنتين - أيسلندا - كرواتيا - نيجيريا
المجموعة الخامسة: البرازيل - سويسرا - كوستاريكا - صربيا
المجموعة السادسة: ألمانيا - المكسيك - السويد - كوريا الجنوبية
المجموعة السابعة: بلجيكا - بنما - تونس - إنجلترا
المجموعة الثامنة: بولندا - السنغال - كولومبيا – اليابان
وبالنظر إلى مجموعة منتخبنا المصري، والتي رآها الكثيرون من محللي ومتابعي كرة القدم، وتحديدًا المصريين، مجموعة متوازنة وربما أيضًا في المتناول، يبقى السؤال هل هي بالفعل كما قالوا، وهل يوجد مجموعات سهلة وأخرى مستحيلة وحديدية في كأس العالم? الإجابة بالطبع لا فالبطولات المجمعة الكبرى دومًا ما تقول عكس ذلك.
توهم الواهمون بأن مصر وقعت في مجموعة تستطيع من خلالها المرور إلى الدور الثاني، بل وأنهم رسموا مشوار منتخب الساجدين حتى الدور الثاني، وأنه من الممكن أن يلاقي بطل أو وصيف المجموعة الثانية في دور ال16، المجموعة التي أفرزت لنا منتخبات البرتغال بطلة أوروبا وإسبانيا بطلة العالم 2010، والمغرب التي لم تخسر في التصفيات وإيران التي صعدت من قارة آسيا.
في الحقيقة التاريخ لا يكذب أبدًا، والعبرة كما يقولون بالخواتيم، فمن كان يرشح الدنمارك التي دخلت كأس أمم أوروبا 1992 بدلًا من يوغوسلافيا أن تتوج باللقب وعلى حساب منتخب ألمانيا العريق.
من كان حتى يتخيل أن تخرج إيطاليا بطلة العالم 4 مرات من الدور الأول في كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، بعد أن احتلت مؤخرة مجموعتها التي كانت تضم أوروجواي ونيوزيلندا وسلوفاكيا، وكان الجميع وقتها لا يرشح الآزوري فقط لعبور دور المجموعات بل ويحصد اللقب لما لا وهو حامل اللقب في 2006 في بطولة كأس العالم في ألمانيا.
احتلت إيطاليا وقتها ذيل مجموعتها برصيد 3 نقاط، وخرجت من البطولة تجر أذيال الخزي والعار رفقة كبار نجوم العالم وقتها (بيرلو، كانافارو، جاتوزو، زامبروتا، كيلليني، دي روسي، بوفون) وبقيادة المدرب الداهية مارشيلو ليبي!.
حتى البرتغال في يورو 2016 لم يكن أحد يتوقع أن يحصد رفاق كريستيانو رونالدو اللقب على حساب المرشحين الأقوياء وقتها التتويج بالبطولة أمثال (فرنسا صاحب الأرض، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا).
بيساطة كأس العالم هو حدث عالمي لا يتكرر إلا كل 4 أعوام، والجميع يريد إثباته ذاته أمام العالم، مدربون يبحثون عن المجد رفقة منتخبات بلادهم، ولاعبون يريدون الاحتراف في أعرق فرق العالم، فمن يقول لك أن هناك ضعيف وقوي فهو في الحقيقة لم يقرأ التاريخ جيدًا، فكأس العالم والبطولات المجمعة الكبرى للمنتخبات والفرق دائمًا ما يحدث فيها المفاجآت التي لا يتوقع الكثيرون ولا الواهمون بفهم كرة القدم، والأمثلة كثيرة ذكرنا بعضها، لعلها تكون عبرة لمن يعتبر!.
منتخبنا أمام مهمة كبيرة، بل حرب دامية لإثبات نفسه أمام العالم في هذا العرس العالمي، الذي صعدنا إليه بالدم والدموع الممزوجة بالفرحة التي غابت عنا 28 عامًا، فكأس العالم لا يعترف إلا بالدم والقتال للوصول للهدف المنشود.