الأزهر في مرمى الهجوم مجدداً لعدم تكفيره تنظيم «داعش». مُطالبات عدة خرجت من سياسيين وإعلاميين تُطالب المشيخة بتكفير «الدواعش» بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجداً بقرية الروضة بمدينة العريش، الجمعة، وأدى إلى سقوط 305 شهداء، و185 مُصاباً.
الإعلامي عمرو أديب، انتقد في برنامجه «كل يوم» على فضائية «on e»، وكيل الأزهر، عباس شومان، لرفضه تكفير «داعش»: «هو مش حاسس بالمصيبة. وكيل الأزهر مش فاهم إن الناس دول مستندين بالقرآن والسنة، وعندهم فقه، وعندهم شيوخ ماشيين عليهم ملايين من المسلمين. إزاى أنت متعرفش يا مولانا؟!».
وأضاف أديب: «لما أنت مش عارف إن ده عنده فكر وشريعة.. هتعالجه إزاى؟ والناس دى عندها فكر وجاي من شيخ من شيوخ الإسلام المعتبرين الموجودين اللى أنت بتدرسه في الأزهر. اللى يقتل ده مش فِكر؟ أومال اللى قتلوا السادات دول عندهم إيه، بيض بالبسطرمة. فكِر طبعا، وكان لديهم مفتى اسمه عمر عبدالرحمن».
وأضاف أن رفض الأزهر تكفيرهم يرجع إلى أن المشيخة لا تحكم على أي شخص، مسألة التكفير تفتح أبواب لا يُمكن إغلاقها، متابعاً: «نقول إن ما قاموا بهذا الحادث ليسوا من المسلمين، لا يُمكن أن يقوم مسلم بقتل أخيه داخل مسجد، أما أن نُطلق أحكام عامة على جماعات لا نعرفها ولا نعرف مكوناتها ولا نعرف من الذين يقومون بعمليات فيها، فالقواعد العلمية بالشريعة الإسلامية لا تُمكن من ذلك«.
مُطالبة الأزهر بتكفير «داعش» هذه المرة لم تكن الأولى. بدأت المُطالبات عام 2014، مع ظهور التنظيم الإرهابي في سيناء، وارتكابه جرائم في العراق وسوريا، حينها خرج الأزهر ببيان يؤكد فيه أنه «لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه».
وأضاف أن أفعال هؤلاء «ليست أفعال أهل الإسلام، بل هي أفعال لا تصدر من مسلمين، والمتطرفون وداعش بُغاةٌ من حيث ادعائهم الخلافة الإسلامية، وهم محاربون، فقاموا بإشاعة الفساد، وهتك الأعراض، وقتل الأنفس، ثم انتهوا إلى تكفير الأمة فتحقق فيهم الحرابة والبَغي، فهم أشد من بدعة الخوارج، وقتال المسلم كفر، وقد قتلوا المسلمين، فقد حكموا على أنفسهم بالكفر بأفعالهم».
بعد البيان بعام، وتحديداَ في ديسمبر 2015، جدّد شيخ الأزهر، رفض للتكفير، في لقاء مع طلاب جامعة القاهرة: «لكي تكفر شخصاً يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به».
وتساءل: «ما حكم شخص يؤمن بتلك الأمور ويرتكب إحدى الكبائر، هل يصبح كافرا؟. هناك مذاهب أخرى، تقول إن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو مؤمن عاص، فلو أنه مات وهو مصرٌّ على كبيرته لا تستطيع أن تحكم عليه أنه من أهل النار، فأمره مفوض لربه».