أشاد الدكتور عباس شراقي، الخبير المائي، بجهود الدولة فى التوسع فى إنشاء محطات تحلية مياه البحر وذلك فى ظل العجز المائي التى تعانى منه مصر حاليًا.
وأشار إلى أن مصر تعانى من عجز مائى حقيقى يقدر بحوالى 40 مليار متر مكعب منهم 20 مليار متر مكعب يتم تعويضهم من مياه الصرف الزراعى والمياة الجوفية و20 مليار الأخرى يتم استيرادها كمحاصيل نظرًا لعدم قدرتنا على زراعتها فى ظل العجز المائي.
وأوضح" شراقى" أن الدولة توسعت بشدة فى إنشاء محطات تحلية مياه البحار فى السنوات الأخيرة ، موضحًا أن إجمالى ما تم تحليته من مياه البحر حتى الأن لا يتجاوز نصف مليار متر مكعب نظرًا للتكلفة العالية التى تتكلفها إنشاء المحطات فضلًا عن تكلفة المتر المكعب الواحد من مياه البحر البالغ تكلفتها حوالى 20 جينها فى المتوسط .
ونوه "الخبير المائي"، بأن العجز الحقيقى الذي تعانى منه مصر هو فى مياه الزراعة وليس على مستوي مياه الشرب أو الصناعة ، وفى المقابل هناك استحالة من تطويع المياة المحلاه فى تعويض النقص فى مياه الزراعة نظرًا لهذه التكلفة العالية التى تبلغ مليارات الجنيهات.
وأضاف" الخبير المائي"، أن التوجه للمياة المحلاه يخدم بشكل أكبر كل المدن الساحلية سواء مدن البحر الأحمر وخليج السويس والبحر المتوسط وداخل سيناء لأنها تحتاج لمياه عذبة وأيضا العاصمة الإدارية الجديدة والجلالة ، بتطويعها فى خدمة مياه الشرب والصناعة والسياحة وفى هذه الحالة تكون مياه اقتصادية حتى وإن بلغت تكلفة المتر المكعب الواحد فيها 20 جنيها.
واستطرد "شراقى"، أن تحلية المياه لن تسد العجز المائي فى مصر وليس هناك دولة فى العالم تعتمد على المياه المحلاة فى الزراعة .
وعن تعويض العجز المائي المستقبلى الناتج عن سد النهضة ، أكد "الخبير المائي"، أن مدرسة الري فى مصر والتى تعتبر من أعرق مدارس الري فى العالم من خلال خبراتها ودراساتها لديها القدرة على تجنيب مصر أي عجز ناتج عن سد النهضة ولن يظهر العجز على مستوي الزراعة لسنوات بعيدة ، موضحًا أن مصر لديها مخزون فى بحيرة ناصر يستطيع أن يعوض الفقد من خلال هذا المخزون الاستراتيجي الذي يبلغ حوالى 90 مليار متر مكعب بالإضافة إلى النسبة الثابتة التى لاتمر و تقدر بـ32مليار مترمكعب أي بإجمالى 120 مليار متر مكعب موجودة حاليًا بالبحيرة ، مضيفًا أنه يستخدم منها جزء فى وقت الأمطار فضلًا عن أنها تمثل عامل أمان كبيرا فى حال وجود أثار سلبية مستقبلية على مصر الفترات المقبلة من وجود سد النهضة.
وتابع : أن المزارع المصري لن يشعر أبدًا بأي أثار سلبية لسد النهضة على الزراعة خلال السنوات القادمة وذلك بسبب وجود السد العالي الذي يمثل صمام الأمان الفعلى القادر على حماية مصر من أي مخاطر كما حدث فى فترة الثمانينات ولمدة سبع سنوات متتالية.
وطمأن "الخبير المائي"، المخاوف التى تساور الجميع بشأن التأثيرات السلبية لسد الهضة، مؤكدًا أنه لن يسبب أي أثار سلبية فى نقص المياه وهذا بفضل وكفاءة ومهارة مدرسة الري وكمية المياة الموجودة حاليا السد العالى وبالإضافة مخزون بحيرة ناصر المرضى جدا وبالتالى نحن قادرين على التغلب على مشكلة المياه ولكن تبقى المشكلة السياسية التى أحدثها التعنت الاثيوبي الخارق للاتفاقيات الموقعة والمواثيق الدولية الذي يمثل انتهاك لمصر ونرفضه جملة وتفصيلًا.
كان اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قد أعلن أن الدولة تعمل على إنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر في العالم في منطقة العين السخنة بطاقة 164 ألف متر مكعب في اليوم لتغذية المنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس، فضلا عن 3 محطات عملاقة أخرى بطاقة 150 ألف متر مكعب في اليوم في العلمين الجديدة وشرق بورسعيد والجلالة.