تحدّث موقع "ديبكا" الإسرائيلي، الخميس، عن تنامي حدة التوترات العسكرية في مِنطقة الخليج، وسط تهديدات إيرانية بإمداد المتمردين الحوثيين في اليمن بصواريخ بعيدة المدى، لتوجيه ضربات تستهدف مطارات وموانيء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال "ديبكا" القريب من الاستخبارات الإسرائيلية على موقعه الإلكتروني إن طهران حذّرت الرياض من تداعيات استمرارها في فرض حصار على الموانيء اليمنية، وهدّدتها بتوجيه ضربات جوية ضد الموانيء البحرية والمطارات في المملكة العربية السعودية ودبي وأبوظبي، باستخدام صواريخ الحرس الثوري التي زوّدت بها المتمردين الحوثيين. ووجّهت هذا التحذير إلى حكوماتهم عبر قناة عُمانية.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، أبلغ الإيرانيون الرياض بأن قطع شريان الحياة في اليمن من شأنه أن يُعرّض المملكة النفطية وحلفاءها لـ"الانتقام العيني".
وأضافت مصادر "ديبكا" الاستخباراتية والعسكرية: "ما يجعل التحذير أكثر خطورة، هو أن الحرس الثوري يضخ إمدادات جديدة من الصواريخ السطحية الجديدة إلى اليمن بحرًا. ورغم احتفاظ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات بأساطيل في منطقتي خليج عدن والبحر الأحمر للوصول إلى جميع أنحاء اليمن، إلا أن أيًا منها لم يتدخل في شحنات الصواريخ. ومن شأن هذا الإجراء أن يؤدي إلى وقف الشحن الإيراني ومواجهة السفن الحربية الإيرانية المسلحة والغوّاصات المُرافقة لها".
وأفادت المصادر بأن الخبراء الإيرانيين تمكنوا مؤخرًا من إطالة نطاق الصواريخ الباليستية التي يتم شحنها إلى اليمن. وأشاروا إلى أن صاروخ بركان H2 البالستي بعيد المدى -الذي استهدف الحوثيون من خلاله مطار الملك خالد الدولي في الرياض، السبت الماضي، وتم اعتراضه- يصل مداه إلى أكثر من 1000 كيلو متر. فيما يتراوح مدى أحدث طراز منها ما بين 1.500 و 1600 كيلومتر. ولكن يبقى من غير المعلوم ما إذا كانت طهران زوّدت الحوثيين بصواريخ عالية الدقة مماثلة لتلك التي أمدّت بها حزب الله اللبناني.
واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة أجراها الإثنين الماضي، حزب الله بوقوفها وراء إطلاق الصاروخ الباليستي على مطار الرياض من شمال اليمن. ولم يكشف السعوديون تفاصيل عملية الإطلاق، وتوضيح كيفية وتوقيت اعتراضه.
ومع التوتر العسكري المتزايد في منطقة الخليج في الأيام القليلة الماضية، أشار "ديبكا" إلى نشر الإمارات بطاريات صواريخ دفاعية في موانيء خليفة وزايد والمرفأ، ووضعت القوات الجوية الإماراتية في حالة تأهب قصوى.
وأصدر الادعاء العام في طهران، اليوم الخميس، حكمًا بإيقاف صدور صحيفة "كيهان" الرسمية المُقرّبة من المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، لمدة يومين، بعدما دعت الحوثيين، الاثنين الماضي، على صفحتها الأولى، إلى إطلاق صواريخ باليستية، وذلك في محاولة لتخفيف الإحراج الدولي، بينما واصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إصرار بلاده على مواصلة دورها في المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء إيرانية، الاربعاء، نقلاً عن الادعاء العام الإيراني، بأن قرار توقيف صحيفة "كيهان". يقتصر على يومي السبت والأحد المقبلين، وأنه اتُّخِذ "نظرًا لتجاهل الصحيفة تحذيرات حول مراعاة المصالح والأمن القومي"، وبعد شكوى تقدم بها مجلس الأمن القومي الإيراني.
ونقلت وكالة "إيرنا" الرسمية عن الادعاء العام، قوله إن عنوان الصحيفة يتعارض مع "سياسات ومبادئ النظام في القضايا والأمن الإقليمي".
وهي المرة الأولى التي يتوقف فيها إصدار صحيفة "كيهان"، بعد إصدارها في 1941. وتعد الصحيفة الأولى التي تمثل وجهة نظر النظام، وهي من وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري.
كما تنقل الصحيفة آراء مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، ويُعدّ رئيس التحرير من بين المسؤولين الذين يجري تعيينهم بإشراف مباشر من المرشد الإيراني.
وكانت صحيفة "كيهان"، ضمن تأييدها إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية، اعتبرت في عنوانها الرئيسي أن "الهدف التالي لصواريخ جماعة الحوثي مدينة دبي".
وجاء تأكيد الصحيفة في حين حاول قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري نفي أي دور لإيران في تزويد الصواريخ الباليستية. ولم ينفِ جعفري محاولات إيران لتزويد الحوثيين بالسلاح، لكنه ذكر أن طهران "لا تملك إمكانيات لإرسال الصواريخ إلى اليمن". وصرح بأن جماعة الحوثي المدعومة من طهران "عملت على زيادة مدى الصواريخ".
بدوره، نفى رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري في تصريح لوكالة "فارس" أن تكون الصحيفة تلقت رسميًا بلاغًا حول التوقيف، يومي السبت والأحد، وتابع أنه لا يتوقع توقيف الصحيفة بسبب موقفها من اليمن، مُضيفًا أنه اطلع على قرار التوقيف عبر وسائل الإعلام.
وتعرضت "كيهان" إلى انتقادات واسعة على الصعيدين الدولي والمحلي بسبب تأييدها إطلاق الصواريخ، وكشف المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت عن نية الملاحقة القضائية للصحيفة.
وكانت الصحيفة لمحت في افتتاحيتها إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردّاً على الخطاب الأمريكي والمواجهة مع طهران، في إشارة إلى تطبيق عقوبات "كاتسا" ضد الحرس الثوري، وتوجه الإدارة الأمريكي لاحتواء دور طهران الإقليمي، الذي تعتبره تهديدًا للاستقرار.