كعادة الأطفال، أصرت "نانسي" صاحبة الـ4 أعوام أن تصحب خالها "محسن" أثناء ذهابه إلي عمله، حاول مقاومة رغبتها كثيرا، وادعي أنه سيذهب "ليأخذ حقنة" للتهرب منها، لكن براءتها أخضعته في النهاية، خرجت الطفلة من المنزل ممسكة بيد خالها، ويعلو وجهها الجميل ابتسامة من أحرز نصرا مبينا، لكنها لم تدرك أنها علي موعد مع ذئب بشري سيحطم تلك الابتسامة وسيدنس تلك البراءة بأفعاله الشيطانية.

"محسن كان جالسا مع صاحبه كريم الحلاق.. وبعدها طلب منه يوصل بنت اخته نانسي للبيت"، هكذا قال محمد مجدي، أحد جيران "محسن"، ويضيف "رحب "كريم" وسار مع الصغيرة إلي منزلها، لكنه بعد أن اختفي عن ناظري خالها، كشر عن أنيابه وقرر خيانة الأمانة، تعدي جنسيا علي ذات الأربعة أعوام، وهتك عرضها دون أدني ضمير".

عن ردة فعل الطفلة "نانسي" يقول "مجدي" إنها روت لوالدتها تفاصيل ما حدث من "كريم" وهي تبكي بحرقة، لم تنتظر الأم واتصلت بشقيقها "محسن" وأخبرته بما حدث من صديقه "كريم"، استشاط غضبا وقرر الانتقام بعنف، دون أن يفكر بالعواقب، اتفق مع 3 آخرين، واستدرج صديقه "كريم" إلي شقة أحدهم، وجهزوا له حفلة تعذيب، ضربوه بالسياط والعصي، وفي النهاية عذبوه بالكهرباء، حتي فارق الحياة.

علي ناصية شارع الزعفران بمنطقة بولاق الدكرور، والذي وقع به حادث قتل وتعذيب "كريم. ا"، 30 سنة، حلاق، وقف مصطفي الصعيدي، صاحب سوبر ماركت، يقول عن الحادث إنه ومعظم الجيران لم يعرفوا حقيقة ما حدث إلا مع حضور رجال الشرطة، لكن سبق ذلك عدة مشاهد يمكن ربطها مع الحادث، فقبل القبض علي محسن محروس وبصحبته "كريم" لكن الأخير كان يبدو أنه في حالة إعياء شديدة، كما حضرت خالة "محسن" وفتاة أخرى وطفل الصغير مستقلين توكتوك، بعدها بقليل وصلت سيارة أمام المنزل، وخرج وهو يحمل "كريم" وكأنه فارق الحياة ونقله إلي المستشفى.

يضيف "الصعيدي" أنه علم بعد ذلك تفاصيل الواقعة من الشرطة، ليدرك حقيقة ما جري، وينهي قائلا "صحيح كريم عمل مصيبة في البنت الصغيرة، بس مكانش ينفع محسن يعمل كده، كان في ألف حل ياخدلها حقها بيه؛ أهو ضيع نفسه في الآخر".

"محسن وأسرته كانوا ناس محترمين، بقالهم في المنطقة كام شهر عمرنا ما سمعنا صوتهم"، بهذه الجملة بدأ علي رمضان أحد جيران أسرة محسن محروس كلامه، ويضيف "لم يتوقع أحد ما حدث، فالمتهم بقتل صديقه لا يختلط بسكان المنطقة إطلاقا، دائما في حاله، أقصى ما يفعل هوإلقاء السلام علي جيرانه، لكن ما ارتكبه القتيل في حق نجلة شقيقته أخرجه عن شعوره ودفعه لارتكاب جريمة شنعاء، لا تقل بشاعة عما فعله القتيل".

وعن أسرة المتهم يقول "رمضان" إنهم علي علاقة جيدة بسكان المنطقة لكنها كذلك علاقة سطحية، وكانت شقيقته المتزوجة "والدة نانسي" تزورهم من وقت لأخر، فهي مقيمة في منطقة أخرى، وينهي حديثه قائلا إن كل شئ حدث فجأة حتي أن سكان المنطقة فوجئوا بحضور قوات الشرطة وبعدها القبض علي محسن، وحينها بدأت تظهر الحقيقة.

من جانبها قررت نيابة حوادث جنوب الجيزة، برئاسة المستشار محمد خالد حبس المتهمين "محسن. م" 26 سنة، بائع كبده، "محمد. ف" 40 سنة، حلاق، و"إبراهيم. أ" 24 سنة، خفير بمدرسة، و"عمر. م" 28 سنة، سائق، لاتهامهم بتعذيب وقتل المجني عليه "كريم. أ"، 30 سنة، حلاق.

وكشفت تحقيقات حازم عامر، وكيل النيابة، المتهم الأول "محسن"، طلب من صديقه المجني عليه "كريم" توصيل ابنة شقيقته "نانسي"، "4 سنوات، إلى منزله، إلا أن الحلاق تعدى جنسيا على الطفلة وهتك عرضها، وفور وصولها للمنزل أخبرت والدتها بما حدث لتسارع الأخيرة بإبلاغ شقيقها.

وأضافت التحقيقات أن "محسن" استعان بباقي أصدقائه من بينهم بلطجي شهير بالمنطقة يدعى "عمر عزرائيل" واستدرجوا المجني عليه إلى شقته وتعدوا عليه بالضرب المبرح، وبعدها سكبوا عليه المياه ووصلوه بالكهرباء، حتي فارق الحياة.

تابعت التحقيقات أن المتهم الأول نقل المجني عليه لمستشفى بولاق الدكرور العام، واتصل بوالدته يخبرها بأن نجلها مريض بشدة، وادعي حزنه عليه، في محاولة للتهرب من جريمته، لكن والدة المجني عليه اتهمته بقتل نجلها، وبالتحري تبين صحة ادعاء الأم، وألقي القبض علي المتهم وشركائه.