«جوزى اختفى بعد شهرين من جوازنا ومعرفش مكأنه فين لحد دلوقتى ولا أعلم ما السبب وراء هذا هروبه»، بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن والأسى بدأت «ناهد»، تروى مأساتها لقاضى محكمة الأسرة بعدما أقامت دعوى خلع ضد زوجها.

تقول «ناهد»: سيدى القاضى.. زواجنا كأن زواج صالونات، جاء عن طريق أحد أقاربى، فوافقت عائلتي دون تفكير أو حتى السؤال عنه وعن أهله، بعدما رفضت كل من تقدم لخطبتى لأننى لم أجد من بينهم الشخص المناسب لىّ، وحينما وصلت لسن الثلاثين اعتبرتنى أسرتى أنى «عانس»، تحملت نظراتهم التى كأنت تقتلنى، جعلونى أشعر بأننى مذنبة وكأن علىّ أن اوافق على أى شخص يتقدم لخطبتى، وبدأت معاملتهم تتغير تجاهى وأصبحوا يتجاهلون وجودى ولا يتحدثون معى.. تحملت كل ذلك إلى أن أخبرنا أحد أقاربى أنه لديه عريس من عائلة معروفة وأنه شخص على خلق وسمعته طيبه بين الناس.. فوافقت كى أتخلص من المأساة التى أعيشها مع أسرتى بسبب تأخر زواجى.

وتابعت «ناهد»، تم الزواج سريعاً خلال أشهر قليلة، لم أستطع خلالها تجهيز كل شيء للفرح كأى عروس، فزوجى كان يريد إتمام الزواج فى أسرع وقت بحجة أنه ميسور الحال وجاهز وليس لديه ما يؤخر زواجنا.. فأخبرته أسرتى أنهم لم ينتهوا من شراء متطلبات الزواج.. فأكد لهم أنه سيتولى مسئولية شراء باقى احتياجاتى على نفقته الخاصة.. مما أثار تعجبى وجعلنى أفكر ما السبب وراء رغبته فى إتمام الزواج بتلك السرعة، فلم أجد إجابة، فوافقت على الزواج وبالفعل تم الزفاف «مكنتش متخيلة أن فرحى يبقى بالشكل ده لم أشعر بالسعادة فى ليلة زواجى كأى بنت.. حاجات كتير معرفتش أعملها زى ما كنت بتمنى ولكنى تغاضيت عن كل ذلك من أجل أسرتى.

واستكملت: مر أول أسبوع فى الزواج وكان شخصاً جيداً، كان يعاملنى معاملة طيبة لم أر منه ما يجعلنى أخاف منه، لكننى لاحظت أنه دائماً لا يتحدث معى ويجلس بمفرده كأننى لا أعيش معه، فى بادئ الأمر اعتقدت أن ما يحدث أمر طبيعى خاصة أن زواجنا جاء سريعاً ولم نتعرف على بعض كأى زوجين، ولكن عندما استمر الوضع إلى ما يقرب من شهر.. فكرت فى التحدث معه لمعرفة هل هذه عادته، وأنه دائماً ما يجلس بمفرده أم هناك شىء ما يخفيه عنى، خاصة بعد أن تملكنى شعور بأنه تزوجنى رغماً عنه، وأنه لا يشعر تجاهى بأى مشاعر، ولكنى ترددت فى ذلك خوفاً من أن تصبح شكوكى حقيقة وتتحول حياتى إلى جحيم.. وبعد تفكير قررت مواجهته فسألته مراراً وتكراراً عن سبب ابتعاده عنى ولكنه كان يتهرب من الإجابة عن تساؤلاتى.. حتى عاد إلى عمله بعد انتهاء إجازة الزواج، وكان يعود كل مساء يتناول العشاء ويجلس داخل غرفة النوم بمفرده ولم يتحدث معى، تحملت كل ذلك وكتمته بداخلى ولم أشكُ لأهلى أو أهله من تصرفاته.. منعاً للمشاكل وحفاظاً على بيتى، خاصة أنه لم يمر على زواجى إلا أسابيع قليلة.. وبعد شهر ونصف تقريباً خرج لعمله ولم يعد كعادته فى المساء.. بحثت عنه أنا وعائلتى فى كل مكان ولكن دون جدوى فقد اختفى تماماً، «كأنه فص ملح وداب»، «وكأن الأرض انشقت وابتلعته، حتى الآن لا أعرف عنه شيئاً ولا أعلم مصيرى هل أصابه مكروه أم تركنى وتزوج من أخرى، وفى نهاية المطاف طلبت منى أسرتى إقامة دعوى خلع، فى بداية الأمر رفضت ذلك، فأنا لم أر منه إلا كل الخير .. ولكن مع فترة غيابه التى طالت قررت إقامة دعوى خلع ضده.. سيدى القاضى أريد أن أعيش حياة طبيعية فأنا لا أعلم هل ما زالت متزوجة.. أم طلقنى زوجى دون علمى.. أم أصبحت أرملة فلا أعلم مصيرى حتى الآن .. أرجوك سيدى القاضى ارحمنى من العذاب.

ورغم إقامتى قضية الخلع.. ما زالت رحلة بحثى عنه مستمرة.. أريد أن ألقاه.. كى أعرف منه لماذا تزوجنى ولماذا تركنى.. وما هى عيوبى.. وكيف يفعل بى ذلك؟.. هل أهرب من لقب عانس إلى لقب مطلقة.. لماذا كل هذا الظلم، ولكن كل أسئلتى لا أجد لها إجابات؟.. كل الأسباب لدى زوجى الهارب