صرخ محام داخل قاعة المحكمة عقب حكم القاضى عليه بالسجن المؤبد يطالب بعدم الرأفة معه، وأن يحول أوراقه للمفتى، مؤكداً أنا أرفض أعيش بعد أن تطاولت أيدى على والدتى وقتلتها وحاولت هتك عرض شقيقتى، أنا مجرم وعقابى المناسب هو الإعدام وليس المؤبد.

أنهار «محمد» قاتل والدته قائلاً أنا أرفض أن يدافع عنى أحد لأنى أستحق الموت لم أتخيل ما فعلته مع أمى، وأن تكون نهايتها على يد ابنها الذى رزقت به بعد سنوات من عدم الإنجاب طافت خلالها هى ووالدى على عشرات الأطباء ومراكز التحاليل الطبية للعلاج بحثاً عن الحلم الذى سيطر عليها لأعوام، وهو إنجاب طفل يزيد حياتها سعادة، ويكون صلة قوية تربطها بزوجها، لم تعلم أن هذا الطفل الذى كانت تسعى إليه هو سوف يكون مصدر تعاستها فى الحياة، وتكون نهاية حياتها على يديه، بكى «محمد» قائلاً: والدتى كانت أحن أم، عاشت طوال حياتها من أجل خدمتى أنا وشقيقتى، ورغم كل صعوبات الحياة لم نجد منها غير الابتسامة والحضن الدافئ حتى فى لحظاتها الأخيرة وأنا أقتلها لم أجد منها غير الابتسامة وهى تتدفق منها الدماء وتقول لى أنا مسامحك وح أدعى لك بالهداية وأن يغفر لك الله، أملى فى ربنا أن تعود إلى صوابك وتحافظ على شقيقتك، هذه الكلمات قالتها والدتى وماتت بعدها مباشرة وهى تبتسم لى وتطلب منى أن أحضنها، سقطت هذه الكلمات على رأسى وكأنها جبل، أيقظنى ماذا فعلت بأمى، هيهات لم أصدق أنا اللى فعلت ذلك فى أمى، قتلت أمى وحاولت اغتصاب شقيقتى، لماذا كل هذا بسبب المخدرات، سامحينى يا أمى وعزائى الوحيد هو إحالة أوراقى إلى المفتى.

قال «محمد» البداية كانت قبل خمسة أعوام عندما مات والدى وقتها ورفضت والدتى أن أتحمل المسئولية بعده من أجل دراستى، كانت دائماً تدللنى وترفض أن يجرح كرامتى أحد، كنت أنا وشقيقتى كل شيء فى حياتها، كانت تحرم نفسها من كل ملذات الحياة من أجلنا، قررت أن تعيش حياة الأرامل من أجلنا ورفضت الارتباط بعشرات الرجال الذين تقدموا للزواج منها حفاظاً على مستقبلى أنا وشقيقتى. خرجت والدتى من بيتها لأول مرة بحثاً عن العمل حتى تستطيع تربيتنا لأن والدى مات فقيراً، بالفعل تمكنت من العثور على عمل بأحد المشاغل.

ظلت تكافح وتسهر الليالى فى الخياطة من أجلنا وعندما حصلت على شهادة ليسانس الحقوق، كانت فرحتها لا تقدر، طلبت منها ترك العمل من أجل صحتها ولكنها رفضت، حتى لأتحمل المسئولية بمفردى، وطالبت منى أن أتدرب فى أحد المكاتب لكى أستطيع أن أفتح مكتب وأضع اسمى عليه، فهى كانت أمنية حياتها، ولكن للأسف اكتشفت أن حلم المحاماة الذى تطلبه والدتى مشواره صعب وطويل، ويحتاج إلى صبر وأموال أيضاً، تعرفت على أصدقاء السوء الذين أخذونى لطريق السجائر ثم سيجارة حشيش، بدأت أحوالى فى التدهور وعلم صاحب المكتب الذى أتدرب فيه أنى أتعاطى حشيش وقام بطردى من العمل، أخفيت على والدتى وأوهمتها بأننى محامى حر وسوف أطرق أبواب المحاكم والبحث عن عمل بمفردى، للأسف لأن والدتى مثل الملائكة كانت تصدقنى، وبعد أن كانت سيجارة حشيش تحولت إلى أقراص مخدرة، بالفعل أول جرعة للقرص شعرت بهدوء بحالتى النفسية، وأنى سعيد وكأنى فى دنيا أخرى، ولكن للأسف بدأت أحوالى الصحية تتدهور، كانت فى البداية أحصل على جرعة المخدر من أصدقائى مقابل إنهاء بعض الأوراق الخاصة بهم والأحكام فى المحكمة، ولكن للأسف بعد أن ظهرت على علامات الإدمان أصبح الجميع فى المحكمة يرفض التعامل معى.

لم أجد وسيلة أحضر بها الأموال غير سرقة أموال والدتى من الدولاب، وشاهدتنى شقيقتى وخفت من افتضاح أمرى قررت أن أكسر عيناها، وذلك بالاعتداء عليها جنسياً، وكنت غير واعٍ، لم أشعر بنفسى إلا وأنا أحاول بالفعل اغتصابها، وأصبح الأمر ليس مجرد كسر عينيها بل سيطر علىَّ الشيطان وكدت أغتصبها، ولم أرحم توسلاتها وانهيارها فى البكاء، وحضرت والدتى فى الوقت المناسب، وأنقذتها من بين يدى، وقتها علمت والدتى بأمرى بأننى مدمن، حاولت أكثر من مرة أن تعالجنى ولكن للأسف كنت أخشى من الفضيحة وليس لدى الإرادة والقدرة على العلاج، وفى يوم الحادث كنت أبحث عن أموال بأى طريقة ووالدتى رفضت إعطائى الأموال هددتها باغتصاب شقيقتى فى حالة منع الأموال عنى، فوجئت بها تتصل وتبلغ رجال الشرطة عنى، جن جنونى وتحولت إلى شيطان يجرى فى كل مكان بالشقة، لم أشعر بنفسى إلا والسكين فى يدى وأقوم بطعن أمى عدة طعنات متفرقة جسدها، حاولت شقيقتى إنقاذها إلا أننى قمت بطعنها بيدها بالسكين محاولاً قتلها، إلا أننى فوجئت بوالدتى تسقط على الأرض وهى تحتضن قدمى والدماء تنهمر من جسدها وتقول لى أنا راضية عنك وتطلب منى احتضانها وتلفظ أنفاسها الأخيرة وهى تبتسم داخل أحضانى، وقتها صرخت «أمى أمى» سامحينى لا تتركينى أنا سوف أتعالج أنا آسف عما فعلته، كنت أجرى مثل المجنون أحاول أن أنقذها ولكن للأسف فات الأوان، بقيت بجوار جثتها أبكى إلى أن حضر رجال الأمن الذين استدعتهم أمى، وحتى هذه اللحظة لم تفارقنى صورة أمى وهى تموت بين يدى.