◄ الإرهاب سيستمر طالما وجد من يموله.. وينبغى للعالم أن يتفق على تعريف محدد له


◄ الدوحة راهنت على شق الصف العربى وحاولت الوقيعة بين الإمارات والسعودية وإبعاد مصر

 

 

قال الفريق ضاحى خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بإمارة دبى، إن العلاقات المصرية - الإماراتية متينة وقوية، وإن هذا التضامن والوفاق بين البلدين هو السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة من الأحداث العصيبة التى تمر بها حاليا، ومواجهة المخططات التى تستهدف زلزلة الأمة العربية.

وشدد خلفان، فى حوار خاص لـ «الأهرام»، على أهمية المحور الثلاثى (مصر والسعودية والإمارات)، الذى يمثل قلب الوطن العربى، لإنقاذ المنطقة، موضحا أن ظاهرة الإرهاب ستظل ما دام العالم لم يحدد تعريفا متفقا عليه لها، وأنه يجب ألا يتم إعطاء الفرصة للجماعات الإرهابية لاستغلال جوانب الضعف بالإدارات الحكومية فى التسلل إليها، مؤكدا أن الشعب المصرى تكاتف مع القوات المسلحة للحفاظ على استقرار وأمن البلاد، وأن جيش مصر هو صمام الأمان لمصر والعرب.

واعتبر خلفان أن تحقيق النجاحات هو الحل لاختفاء «ظاهرة الإخوان»، وأن السنوات الأربع المقبلة تحمل خيرا كبيرا لمصر، اعتمادا على المؤشرات الاقتصادية الجيدة، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يجب أن يستمر لفترة رئاسية ثانية ليحصد مع الشعب ثمار النجاح..


وإلى نص الحوار:

كيف ترى العلاقات المصرية - الإماراتية حاليا، لاسيما بعد الزيارة الخامسة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دولة الإمارات أخيرا؟

العلاقات المصرية - الإماراتية أخوية ومتميزة ومتينة وراسخة، ليس على المستوى الرسمى أو الحكومى فحسب، بل أيضا على المستوى الشعبى، وهذا دليل على أن هناك قيادات واعية بين البلدين يهمها مد جسور من الود والاحترام المتبادل. وقد رأينا كيف أن الأمور تأزمت بين مصر والخليج فى عهد الإخوان، والآن نرى أن الانسجام والتآزر، الذى كان يتحدث عنه الشيخ زايد متمثلا فى لقاءات المسئولين من الدولتين، وأؤكد هنا أن العلاقة قوية بين الرئيسين، وهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة من الأحداث العصيبة التى تشهدها حاليا، وبدون هذا التضامن والوفاق لا نستطيع أن نواجه مخططات تستهدف زلزلة المنطقة، وأريد أن أضيف شيئا مهما هنا، وهو أننى أتصور أن الحدث الأهم هو نزول الشعب المصرى إلى الشارع وهو يردد مقولته الشهيرة لمرسى «إرحل»، وهذا يعتبر فاصلا ومنعطفا تاريخيا فى مسيرة البلاد.

كيف تقيم الوضع الاقتصادى فى مصر حاليا؟

ينتابنى شعور بالأمل بالنسبة لمصر على المستوى الاقتصادى، وسوف تأتى بشائر ممتازة فى المستقبل القريب، نظرا للتوقعات بوجود النفط والغاز فى الأراضي المصرية القريبة من حدود ليبيا، وأعتقد أن هناك تحسنا فى الأوضاع الاقتصادية بمصر، فهناك أشخاص يتحدثون معى عن أن هناك تحسنا ملموسا فى قطاعات كثيرة داخل البلاد, يجب أن تكون هناك مبادرات من جانب الشعب فى زيادة الإنتاج وتحسين الوضع الاقتصادى بجانب الحكومة والمساهمة مع الدولة والتفكير فى الإنتاجية.

وما توقعاتك لمستقبل مصر السياسى؟

أعتقد أن الأربع سنوات القادمة فى مصر تعتبر فى غاية الأهمية، ويجب أن تكون تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإن ما زُرع يجب أن يُحصد ويؤتى ثماره، فبعد أربع سنوات مضت كان هناك تخطيط مستمر للمستقبل، فالرئيس السيسى أحدث نقلة نوعية فى مصر، فهو الذى أنقذ البلاد واستطاع الشعب أن يثق فيه، واليوم وبشهادة صندوق النقد الدولى فإن الاحتياطى النقدى المصرى يتعافى، حيث أكد الصندوق أن الإصلاحات الاقتصادية ماضية بخطى ثابتة وفى الاتجاه السليم، كما تؤكد التقارير الدولية المحايدة أن البطالة انخفضت، وهذا النمو يعتبر إنجازا يجب أن تتم المحافظة عليه، وأن الرئيس السيسى وحكومته يستحقون أن يُكملوا فترة أخرى.

وماذا عن الوضع الأمنى؟

مصر عادت كما كانت عليه فى السابق، واستطاعت أن تضع الأمن على رأس أولوياتها، وأعتقد أن الشعب تكاتف مع القوات المسلحة للحفاظ على استقرار مصر وأمنها، فالجيش المصرى هو صمام الأمان للبلاد، وعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى ليبيا وسوريا، نجدهما حاليا فى وضع صعب جدا، وهذا يعنى أن تحرك القوات المسلحة لإنقاذ مصر كان خطوة موفقة وصحيحة، وإن لم يتحرك الجيش، لأصبحت مصر فى نفس الدوامة وفريسة للجماعات الإرهابية.

ما مدى أهمية المحور الثلاثى مصر والإمارات والسعودية حاليا، لاسيما فى ظل الأزمات المتتالية التى تشهدها المنطقة؟

مصر والسعودية والامارات يمثلون قلب الوطن العربى، وطالما أن هذا القلب ينبض نبضة قلب واحد فالأمة العربية بخير، والدول الثلاث تعتبر الدول المحورية فى المنطقة، وقد سمعت من أحد صناع القرار أن هناك توجها فى الفترة القادمة من قبل رؤساء الدول الثلاث للاجتماع مع بعض القادة العرب العقلاء، الذى يمكن أن تبنى معهم نسيجا من التضامن والعلاقات لعقد مؤتمر عربى يعيد الوحدة للأمة العربية ويعيد اللحمة العربية على الوضع الذى كانت عليه من قبل، وذلك لوضع رؤى واستراتيجيات جديدة فى المنطقة.

كيف نقضى على ظاهرة الإرهاب التى استشرت فى جسد الأمة العربية والعالم أجمع؟

هنا أسأل هل الإرهاب سينتهى؟، فطالما أن العالم لم يحدد تعريفا متفقا عليه للإرهاب، فسوف تظل الأمور والوضع كما هو عليه، ومعنى ذلك أن هناك أحدا يريد للإرهاب أن يستمر، وعمليات الجماعات الإرهابية تظل مستمرة وموجودة، ولا أتوقع أن الإرهابيين سوف ينتهون تماما، بل يمكن أن يضعفوا وتقل عملياتهم.

ولذلك أرى أنه يجب ألا نعطى لهؤلاء الإرهابيين الفرصة لاستغلال جوانب الضعف فى بعض الإدارات الحكومية، فيتسللون ويتوغلون فيها، فالإدارات الحكومية فى البلاد العربية مازالت ضعيفة ويجب أن تتغير، وإذا كانت هناك إدارة رشيدة وقوية لها رؤى وأهداف وتعمل بشفافية وتحاسب المسئول الفاسد، فإن هذا من شأنه أن يقطع الطريق على هؤلاء الإرهابيين أن يتسربوا وسط المجتمع.

هل تعتقد أن «الإخوان» مازال لهم تأثير على الساحة السياسية؟

الإخوان ضعفوا تماما لدرجة أن الثقة فيهم اختفت، والحل فى اختفاء ظاهرة الإخوان هو تحقيق النجاحات. لقد جاء الإخوان وقالوا إن عندهم مشروعا نهضويا، وبعد أربع سنوات من الحكم فى تونس، قال راشد الغنوشى، أحد كبارهم، إنه متبرئ من الإخوان، وهذا دليل على أنه اقتنع أن إدارة تنظيم وجماعة شىء وإدارة دولة شىء آخر.

هل هناك أمل فى حل الأزمة القطرية والتوافق مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب؟

قطر مع الأسف أعطيت لها دور تلعبه فى المنطقة، وبالفعل لعبت هذا الدور فى فترة محددة، وكان هذا الدورأكبر من حجمها، فقبل 14 عاما مما يسمى بـ»ثورات الربيع العربى»، تم إعطاء هذا الدور لقطر، وقد تحدث فى ذلك الوقت مجموعة من الخبراء الإستراتيجيين العالميين فى معهد كبير بدولة أوروبية عن دور قطر القادم فى المنطقة، وكانت هناك إشادة مبالغ فيها عن هذا الدور.

والمتابع للمشهد السياسى حاليا يعرف تماما أن هذا الدور أعطى لقطر وكان يُراد به الفوز بالجائزة الكبرى وهى سقوط مصر، ولكن هذا السيناريو فشل بفضل وعى الشعب المصرى والجيش، الذى قطع الطريق عليها. وبذلك المشهد، تم إخراج نظام «الحمدين» من السلطة ولَم يخرجا برغبتهما، لاسيما بعد فشلهما فى إنجاح ثورات الربيع العربى، «فكارت» حمد بن خليفة احترق، و»كارت» حمد بن جاسم احترق أيضا، ويبقى «كارت» تميم، الذى يواجه حاليا عزلة عربية, ويعجبنى رد فعل الرئيس السيسى تجاه هذه الأزمة بهدوئه، فنحن يجب أن ندير ظهرنا لهذه الأزمة، ولا نعطيها هذا الزخم الإعلامى والاهتمام بها.

لكن الدوحة مازالت تحتضن «الإخوان»؟

احتضان قطر للإخوان يجعلهم كما لو كانوا فى سجن، يمكن أن يكون لهم متنفس الآن فى بلد آخر مثل تركيا، ولكن بالرغم من ذلك، هناك احتمالات بفوز أحزاب أخرى فى مواجهة حزب العدالة فى تركيا، وفى هذه الحالة لن تكون أنقرة أيضا محطة أمان لهم. فقطر اليوم أمامها خياران، إما أن تأتى فى هذا الركب وتمتثل لمطالب الرباعى الدولى لمكافحة الإرهاب، وأهمها عدم التدخل فى شئون البلاد، وإما أن تغرد خارج السرب الخليجى والعربى، فالدوحة كانت تتدخل على مدار 20 عاما فى الشأن المصرى من خلال آلتها الإعلامية «الجزيرة».

ولماذا تصر قطر على التغريد خارج السرب من وجهة نظرك؟

الدوحة كانت تراهن على شق الصف العربى، وعلى الوقيعة بين الإمارات والسعودية ولكنها فشلت، كما حاولت إبعاد مصر وتنحيتها عن الإمارات والسعودية وفشلت فى ذلك أيضا، وهذا ما يجعلها تصر على موقفها، وبالتالي تطول فترة حل الأزمة، فالكثيرون يعرفون أن القرار ليس فى يد الشيخ تميم بن حمد، ولكنه يملى عليه.

وهل لهذه الأسباب تتجه قطر للاستقواء بالخارج وتتقرب إلى إيران وتركيا؟

الإيرانيون لا يثقون فى قطر، والشعب القطرى لا يثق فى طهران بنسبة 79%، ولا يريد أن يتعامل معها، وهذا ليس كلامى، لكنه استطلاع للرأى أجراه صحفى أجنبى يعتبر محايدا فى هذه الأزمة، وكذلك 90% من الشعب القطرى لا يؤيدون حزب الله اللبنانى ولا الحوثى باليمن فى توجهاتهم بالمنطقة، فعائلة تميم تُمارس حكما لا ينسجم مع رغبات الشعب القطرى، فالشعب فى واد وحكومته فى واد آخر.