تشهد محكمة الأسرة كل يوم عشرات القضايا التى تكون أسبابها عادة عنف الزوج أو الزوجة والاعتداءات اللفظية والجسدية سواء على الزوجة أو الأولاد وفى بعض الأحيان بسبب التحرش الجنسى بالأبناء.. لكن فى بعض الأحيان تكون الأسباب غريبة وغير واقعية خاصة أنه معروف عن المرأة المصرية تحمل قسوة الحياة وعدم هدمها بسهولة.

جلست زوجة على أحد الكراسى مرتدية ملابسها الأنيقة بدا عليها أنها من أسرة ميسورة الحال فى انتظار نظر قضيتها، كانت تنظر إلى الجالسات حولها وتفكر فى أسباب طلبهن للخلع ووسط التفكير سمعت رقم قضيتها لتقف وسط الحاضرين تقص أسبابها الغريبة لطلب الخلع بدأت كلامها قائلة «جوزى مابيعملش لايك على بوستاتى وكمان عملى بلوك من على الفيس بوك بدون سبب» سادت حالة من الصمت والهدوء فى قاعة المحكمة وسط ذهول الحاضرين ونظرات التعجب، وبالرغم من أنها لاحظت استنكار الحاضرين بكلامها.. استكملت كلامها قائلة: أبلغ من العمر 26 عاماً، تعرفت على زوجى أثناء مرحلة الجامعة وارتبطت به كثيراً وتعاهدنا على الزواج عقب تخرجنا، مرت سنوات الجامعة سريعاً وكانت من أجمل أيام حياتى.. أعترف أننى عشت قصة حب رائعة معه وعرفت معنى الحب والاهتمام على يد زوجى.. كان رومانسياً لأبعد الحدود.. كانت لمساته الرقيقة تعطى لبعض المناسبات طابعا خاصا فى ذهنى.. كل يوم كان يمر على كنت أحبه أكثر وأعشقه أكثر.. تخرجنا معاً وتمكنا من الالتحاق بإحدى الوظائف الهامة بالرغم من صغر سننا.. تقدم لطلب يدى وافقت أسرتى على طلبه على الفور لدرجة أن والده طلب من والدى قراءة الفاتحة فى اليوم الأول لمقابلته خاصة بعد أن لمس فيه أنه شاب مثالى ومن أسرة مناسبة.. بعد مرور شهر تمت خطبتنا فى أحد الفنادق الكبرى شاركنى فيه أسرتى وأصدقائى مرت شهور قليلة وتمكنا من إنهاء تجهيز عش الزوجية وبالرغم من انشغال زوجى بتجهيز عش الزوجية وعمله إلا أنه ظل على طباعه الجميلة معى لم يتغير يوماً واحداً تصورت أننى سأعيش هكذا طوال حياتى معه تمنيت إنهاء تجهيزات الزواج سريعاً حتى أنهل من حب زوجى وعشقه لى.. بالفعل تزوجنا فى حفل رائع يستحيل أن يسقط من الذاكرة وسافرنا فى اليوم التالى إلى إحدى الدول الأوروبية لقضاء شهر العسل بالرغم من سفرى إليها مع أسرتى إلا أنها كانت مع زوجى لها طابع خاص رأيتها كأننى لم أشاهدها من قبل.. عدت إلى القاهرة بصحبة زوجى الحبيب وعدنا إلى عملنا وبدأ الفتور الدخول إلى حياتنا.. يوماً بعد يوم بدأت أشتكى إلى زوجى من قله اهتمامه وبدلا من أن يحاول إرضائى اتهمنى بالتفاهة وعدم الإحساس بمسئولية الزواج.. ويوما بعد يوم بدأ فى الابتعاد عنى وليت الأمر اقتصر على ذلك.

لاحظت أنه لم يتفاعل على منشوراتى اليومية على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وعندما سألته عن أسباب إهماله لى تهرب من الإجابة، كما اكتشفت أنه متابع جيد لكل أصدقائه على الفيس بوك شعرت بخيبة أمل كبيرة وإحراج بين صديقاتى خاصة بعدما واجهته بتحول مشاعره عنى وحتى يريح عقله من كلامى ويقطع أى فرصة على قام بعمل بلوك لى لكى يمنعنى نهائياً من التمكن من متابعة صفحته الخاصة على الفيس بوك.. وقتها شعرت بأن الفتور والبرود عرف طريقى فقررت الانفصال عنه.

أقمت دعواى بخلعه لأنه رفض طلب الطلاق وتصور أنه أمر تافه كيف أطلب الطلاق لأنه ألغى صداقتى له على الفيس بوك.. ربما يكون هذا الأمر تافهاً لديه ولديهم أيضاً ولكنه محور حياتى فالفيس بوك هو متعتى الوحيدة فى الحياة بعد انشغال زوجي التام عنى وبما أنه لا يشاركنى حياتى الواقعية رجوته أن يشاركنى حياتى الافتراضية على الفيس بوك ولكنه أبى وعملى «بلوك» وكانت هذه هى النهاية.. نعم أريد أن أخلعه فهو لا يشعر بى ولا يبادلنى نفس الاهتمامات.. والمشاعر.