حالة من الخوف والهلع انتابت العديد من أهالي قرى ومراكز محافظة بني سويف، خوفًا على بناتهم، بعد تزايد حالات اختفاء الفتيات في فئات عمرية مختلفة، ونشر صور عدد من الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بأرقام هواتف.
هناك قصص تزعم خطفهم بمناطق متفرقة، الأمر الذي أعاد للأذهان قصة "ريا وسكينة" بعد مرور قرن من الزمان على القصة المعروفة التي توارثتها الأجيال في ظاهرة اعتقد الكثيرون أنها ذهبت ولن تعود، ولكن عادت مؤخرًا بتعدد قصص وروايات اختفاء الفتيات مؤخرًا.
البداية
البداية كانت بقصة "ن.م.م.ح"، الطالبة الجامعية، التي اختفت عقب خروجها من منزلها بمدينة بنى سويف لأداء امتحانات الترم الثانى، نهاية مايو الماضي، وتقدمت أسرتها ببلاغ لمديرية أمن بني سويف.
وكثفت المباحث الجنائية جهودها وافقت النيابة العامة على مخاطبة إحدى شركات المحمول لرصد المكالمات المسجلة على خط الهاتف المحمول الذي قدمته أسرتها بعد إغلاق جهاز الهاتف الخاص بها عقب اختفائها، وحصلت المباحث على أسماء أصحاب الأرقام الواردة وأيضًا التي اتصلت بهم الفتاة قبل إغلاق المحمول، ولكن دون جدوى فما زالت الفتاة مختفية إلى الآن، ولم تعلن الأجهزة الأمنية عن مبرر اختفائها.
فتاة بنى سويف
كما تقدمت أسرة فتاة تدعى "ص.ص.م" 17 سنة، دبلوم فني، ببلاغ لمديرية أمن بني سويف، يفيد اختفاءها من أمام أحد المحال التجارية بالمدينة، محل إقامة أسرتها، بعد أن خرجت الفتاة من منزل والدها بصحبة شقيقتها لشراء بعض المستلزمات، ودخلت شقيقتها لأحد المحال وخرجت لتفاجأ باختفائها في ظروف غامضة.
كما كشفت أسرة فتاة بجنوب بني سويف، تدعى "غ.س.ع" 18 سنة، عن تفاصيل تغيبها من أمام منزلها، في ظروف غامضة، نهاية شهر رمضان الماضي، ولم يتم التوصل إليها أو معرفة مكانها، حيث قال عم الفتاة، أنها كانت تجلس مع والدها أمام المنزل، وتناولت وجبة السحور معه، وبعد مساعدة والدها المريض، للدخول للمنزل، ونقل الفرش والمقعد الذي يجلس به داخل المنزل، ومنذ هذه اللحظة اختفت تمامًا، وحاولت والدتها النداء عليها فلم تجدها، وسط ذهول وحالة من الخوف، الأمر الذي لا يفسر غير باختطافها بعد تحذيرها، من قبل مجهولين، مبينًا أنهم بحثوا عنها في شوارع القرية، وعند أقاربها ولم يجدوها.
دروس خصوصية
كما أعلنت أسرة "نورهان م.م" 17 سنة، طالبة بالمرحلة الثانوية، عن اختفاء نجلتهم، عقب خروجها من مركز دروس خصوصية بالمدينة، وانتشرت صورتها أمس الأول على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وأثارت حالة من التفاعل بين النشطاء، خاصة بعد أن تجاوزت مدة اختفائها الـ24 ساعة، ولكن فوجئ المتابعون والنشطاء بإعلان أسرة الفتاة عن عودة ابنتهم إلى منزلها بعد محاولة اختطافها من قبل شخص مجهول.
وقالت والدتها، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، إن ابنتها كانت عائدة من "الدرس" وقام شخص كبير في السن بسؤالها عن عنوان، مشيرة إلى أن هذا كل ما تتذكره ابنتها، لتستيقظ بعد ذلك وتجد نفسها في قطار متجه إلى مدينة الإسكندرية.
وتابعت أن نجلتها روت لها أن الأهالي سألوها عن هويتها، ولكنها لم تتذكر أي شيء، وعندما فتشوا شنطتها وجدوا "ملزمة درس اللغة العربية" لأحد المدرسين مدون عليها رقمه، فقاموا بالاتصال به وإبلاغه بوجود الطالبة معهم وتم التواصل إلى أن عادت لمنزل الأسرة.
وقال مصدر أمني بمديرية أمن بني سويف ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ إن المديرية تتلقى العديد من حالات البلاغات باختفاء فتيات أو أطفال، ولكن غالبية حالات الأطفال دائمًا يتضح أنهم "تائهون" عن أسرهم وسرعان ما يعودون، أما حالات اختفاء الفتيات، فغالبيتها تكون "بإرادتهن" وهو ما يتم التوصل إليه من خلال وحدات البحث الجنائي، ولكن لا يتم إعلان ذلك على الملأ، حرصًا على سُمعة الفتيات وأسرهن.