سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على الشيخ القطري عبد الله آل ثاني، حيث أشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الزج به في الأزمة الخليجية يمثل محاولة جدية من الكتلة التي تقودها المملكة العربية السعودية إلى إجبار الدوحة بهدف تقديم تنازلات.
واعتبر التقرير أن الظهور المفاجئ للشيخ عبد الله آل ثاني يجسد انعطافة جديدة في الأزمة الراهنة، لاسيما بعد أن نفت المملكة العربية السعودية وحلفائها نواياها حول تغيير القيادة القطرية، منوهًا إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية وصفت اجتماعات الشيخ القطري، مع الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان، بأنها انتصار للجهود الدبلوماسية، على الرغم من إعلان الحكومة القطرية أن الشيخ كان في زيارة شخصية.
وكان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، التقى وليَّ عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان في جدة نهايات الأسبوع الماضي، حيث أسفر اللقاء عن قرار ملكي سعودي بالسماح للحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية عبر المنفذ البري المغلق في ظل قرار مقاطعة الدوحة. الأمر الذي فاجأ القيادة القطرية التي غيّبت الخبر عن وسائل إعلامها في البداية.
وقال عبد الله آل ثاني، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": " شكراً يا خادم الحرمين، وشكراً يا ولي العهد، على استقبالكم وإكرامكم أخاكم وقبول وساطته، وهذا طبع "إخوان نورة".
وبحسب التقرير، قال عبد الخالق عبد الله، المحلل السياسي في الامارات العربية المتحدة، إن الترويج له على الأرجح يشكل جزءًا من خطة لممارسة المزيد من الضغط على أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي رفض التجاوب لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأضاف عبد الله: "أن المملكة العربية السعودية لديها العديد من أدوات الضغط التي لم تستخدمها حتى الآن، لكن التحالف لا يتبع سياسة تستهدف تغيير القيادة القطرية، متابعًا قوله: "ولكن إذا قررت المملكة العربية السعودية أن هناك حاجة لذلك، يمكنها تعبئة دعم داخل المجتمع القطري والأسرة الحاكمة "للدفع إلى انقلاب في القصر".
كما أكد التقرير أن الشيخ عبدالله آل ثاني هو سليل من فرع العائلة الحاكمة القطرية، والذي كان في السلطة لعقود من الزمن حتى عام 1972، لافتًا إلى أنه قد تم إعدامه شقيقه، في عام 1972، من قبل جد الشيخ تميم.
وبحسب "بلومبرج"، تحول الشيخ القطري إلى أكثر الشخصيات شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في غضون ثلاثة أيام فقط، حيث اجتذب حسابه الشخصي أكثر من 250،000 متابع، كما وصفته صحيفة "البيان" الإمارتية بأنه "صوت العقل وبأنه شخص مقبول على نطاق واسع داخل أسرة آل ثاني على وجه الخصوص ، والقطريون بشكل عام ".
من جانب آخر، نقل التقرير عن أندريس كريج، المحاضر في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينجز بلندن، قوله إن الشيخ عبدالله آل ثاني هو رجل أعمال ولديه مصالح تجارية في الخليج والمملكة المتحدة، لكنه يفتقر إلى الدعم العام الذي من شأنه أن يساعده على دفعه إلى السلطة.
كريج، شدد على أن ظهوره يمثل وسيلة لإخبار القادة القطريين والقوى العالمية بأن الأزمة لم تنته بعد.
جدير بالذكر، تلعب الكويت دور الوسيط بين الدول المقاطعة لقطر والدوحة منذ انفجار الأزمة في الخامس من يونيو من العام الجاري، حينما أعلنت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.
وكانت قد اتهمت الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شئون الدول الداخلية واستهداف أمن واستقرار المنطقة. وعرضت وسائل إعلامية سعودية وإماراتية وبحرينية على مدار الأسابيع الماضية مجموعة من الأفلام الوثائقية تبرز دور قطر في دعم تنظيمات إرهابية في المنطقة واحتضان أشخاص على قائمة الإرهاب الدولي.
وأغلقت دول البحرين والسعودية والإمارات حدودها البرية والبحرية والجوية أمام قطر في وقت سابق من الأزمة