تشهد عدة عواصم عربية نشاطا دبلوماسيا مكثفا لدراسة أفكار أميركية لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, في الوقت الذي أقرت فيه تل أبيب بناء حي استيطاني جديد بالقدس الشرقية وسط تنديد من السلطة الفلسطينية.
فقد توجه الملك الأردني عبد الله الثاني إلى الرياض للقاء نظيره السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وقال بيان للديوان الملكي الأردني إن الملكين بحثا تطورات الأوضاع بالمنطقة لا سيما إطلاق مفاوضات جادة تعالج جوانب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما نقل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل رسالة من ملك السعودية إلى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. وقال الفيصل إنه تم الاتفاق مع الأسد على ضرورة لم الصف العربي. وأضاف في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء إن رسالة الملك السعودي للرئيس السوري تتعلق بالأوضاع السائدة بالمنطقة والعقبات التي تعترض عملية السلام.
وفي منتجع شرم الشيخ التقى الرئيس المصري حسني مبارك وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. وبحث الجانبان تطورات الأوضاع بالمنطقة وجهود تحريك عملية السلام وتنسيق المواقف العربية.
موقف موحد
وقال مسؤولون مصريون ودبلوماسيون عرب إن القاهرة والرياض تسعيان إلى بلورة موقف عربي موحد يوفر مظلة لعباس لاستئناف المفاوضات التي يصر الرئيس الفلسطيني على ضرورة وقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية قبل الموافقة على استئنافها.
وكان نفس المنتجع شهد أمس محادثات بين الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس كلا على حدة.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير جهاز المخابرات العامة عمر سليمان واشنطن الجمعة المقبلة لبحث المقترحات الأميركية الجديدة بشأن إحلال السلام بالشرق الأوسط.
وتأتي تلك التحركات فيما أفاد تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية أمس أن الإدارة الأميركية طرحت مؤخرا خطة سلام جديدة تقضي ببداية التوصل إلى اتفاق إقليمي قبل الخوض في قضايا الحل الدائم وبينها القدس واللاجئون.
ووفقا للخطة الأميركية فإن نقطة الانطلاق للمفاوضات هي التوصل إلى تسوية بين الموقف الفلسطيني بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 والموقف الإسرائيلي المطالب بحدود آمنة، وأن يكون أحد أسس التسوية تبادل أراض.
استيطان متواصل
وتزامنا مع النشاط الدبلوماسي المكثف صادقت إسرائيل على إقامة حي استيطاني جديد مكون من أربعة مبان سكنية بجانب معهد يهودي بالقدس الشرقية المحتلة, وسط تنديد من السلطة الفلسطينية التي اعتبرت الإجراء دليلا على عدم جدية تل أبيب في مساعي السلام.
وقال المتحدث باسم بلدية القدس ستيفان ميلر بعدما أعطت لجنته للتخطيط الضوء الأخضر لإنشاء المجمع الذي سيضم 24 وحدة سكنية في جبل الزيتون بالقدس إنه فيما يتعلق بالبلدية فإن البناء يمكن أن يبدأ على الفور.
وفي أول رد على الإعلان, قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن المشروع "دليل على أن إسرائيل تحاول إحباط الجهود العربية والدولية الهادفة لإنقاذ عملية السلام".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد استبعد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي القدس المحتلة من قرار وقف الاستيطان مؤقتا بالضفة الغربية لمدة عشرة أشهر.