عثر عامل نظافة على جثة طفلة في الحادية عشر صباح السبت الماضي، تجمّع على إثرها سُكّان منطقة المحمودية بالنهضة أمام صندوق قمامة، ليروا جثة لطفلة لم تتعد الـ8 سنوات وبها آثار تعذيب.
أبلغ الأهالي سريعا قسم شرطة السلام ثان، بعثورهم على جثة طفلة ملفوفة داخل "جوال"، وعلى الفور انتقل رجال المباحث والإسعاف لمكان الواقعة، بدأوا تحريات موسعة للوصول لحقيقة مقتل الطفلة، لكن لم يتعرف عنها الأهالي حتى توصلوا لصاحب جراج بجوار الحادث.
ويروي صابر، صاحب الجراج في حديثه أنه لم يتمكن من التعرف على الجثة بسبب آثار التعذيب ولكن إبنه تمكن من التعرف عليها مضيفًا ملامح الطفلة كانت غريبة عليَّ رغم معرفتي بمعظم الأهالي، لكنّ ابني فارس 6 سنوات، تعرَّف عليها أنها إبنة بائعة الخضار.
وانتقل رجال المباحث يصحبهم "عم صابر" لمنزل "صابرين" بائعة الخضروات، فلم يجدوها داخله، وطلب رجال المباحث من صاحب الجراج أن يقتفي أثرها، وتبين أنها تسكن في المنطقة من شهرين ولديها طفلين أيمن البالغ من العمر سنتين والمجني عليها ملك.
وأوضحت سيدة تقطن في العمارة أن بائعة الخضارة هاربة من أهلها وتضيف أنها تزوجت في الفيوم وعندما حُكم على زوجها بالحبس، هربت من أهلها إلى المنطقة، وأنها تذهب إلى سوق العبور في الثامنة صباحًا لشراء الخضروات وتعود لبيعها في المنطقة.
وفي الثامنة مساءً كان عم صابر، وصل إلى سوق العبور للبحث عن والدة المجني عليها، لمراقبتها استجابة لطلب رجال المباحث، حتى وجدها تحمل طفلها الصغير وتتحسس بيدها فوق رأسه، وتفيض الدموع من عينيها، فيما تمشي بخطوات متثاقلة غير متزنة، لاستكمال "جمع الخضار" والتي امتدت حتى العاشرة مساءً.
أحسّت والدة الطفلة بمراقبة صاحب الجراج لها، فعادت من فورها إلى شقتها وخرجت تصرخ أنها لا تجد إبنتها، إلى أن أصبح رجال الشرطة في مواجهتها، فادعت ضياع ابنتها وأدلت بأوصافها لهم، فأخبروها بالعثور عليها مقتولة، فانهارت الأم من فورها.
وبدأ رجال المباحث مناقشة والدة المجني عليها حول آخر مرة رأتها فيها، فأخبرتهم أنها تركتها في الثامنة صباحًا وذهبت للسوق ولم تتهم أحداً بقتلها، وبتضييق الخناق عليها اعترفت بتعذيب ابنتها حتى الموت.
وأضافت المتهمة أمام المباحث أن ابنتها ملك كانت تلعب مساء الجمعة، وأيقظت شقيقها الصغير، فأثارت غضبها وضربتها بالرأس والصدر، وأطفئت أعقاب السجائر في جسدها، ولصقت فمها بـ"سائل أمير" حتى تكف عن البكاء، لكن الصغيرة لم تتحمل ذلك العذاب ففاضت روحها إلى بارئها. وكشف "محمد.ع"، بقال، أحد جيران المتهمة أمام المباحث أنها تتعاطى المواد المخدرة، ودائما ما تعتدي على الطفلة، وفي أحد المرات كسرت إصبعها دون سبب.
وقررت نيابة حوادث شرق القاهرة حبس المتهمة 15 يوما على ذمة التحقيقات في اتهامها بقتل طفلتها، وتسلمت تقرير مركز السموم بالطب الشرعي الذي أثبت تعاطي المتهمة للمواد المخدرة. وأدلت المتهمة باعترافات تفصيلية عن الواقعة في تحقيقات المستشار أحمد ربيع، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، بأنها ضرب الطفلة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ووضعتها داخل "شوال" وألقتها في القمامة.