تعد طوابير الخدمات الحكومية في مصر، جريمة يتعاقب عليها آلاف المواطنين من المسنين للحصول على حصتهم التي ينتظرونها بفارغ الصبر كل شهر، سواء من معاش أو سلع تموينية، لمواكبة مسيرة الحياة، الإ أن أرواحهم باتت ضحية الانتظار الطويل وعدم مراعاة ظروفهم الصحية، لينالوا شهادة وفاتهم على يد طوابير الانتظار.
«طابور المعاشات» يعتلي قائمة طوابير الغلب للمسنين بمصر، فبالأمس تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» منشورا لوفاة أحد المسنين، أثناء وقوفه بطابور المعاشات في الإسكندرية، بعد غيبوبة مفاجئة نتيجة ارتفاع حرارة الجو، وفارق على إثرها الحياة.
وذكر أحد الشهود عبر موقع التواصل الاجتماعي« فيس بوك»، أن مواطنين اتصلوا بالإسعاف 7 مرات، إلا أن سيارة الإسعاف وصلت موقع الحادث بعد 45 دقيقة، ليجدوا الرجل قد فارق الحياة، وهو ما أثار غضب النشطاء موضحين أنه كبار السن لا يمكنهم تحمل هذه الطوابير خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
«الموت المهين» لم يترك أيضا طوابير تنشيط بطاقات التموين، ففي يونيو من العام الجاري، توفيت عجوز 70 عاما، بعد تعرضها لأزمة اختناق حادة بسبب شدة الزحام، أثناء تواجدها بمبنى مديرية التموين ببنها، لتنشيط البطاقة التموينية الخاصة بها.
وتم إخطار مدير الأمن اللواء سعيد شلبي بالواقعة، وكذلك العقيد محمد الهادي رئيس مباحث التموين، وتحرر محضر بالواقعة، وتم نقل السيدة للمستشفى.
الواقعة ذاتها تكررت في طابور التموين للحصول على السكر المدعم، ففي ديسمبر 2016، سقط مسن يدعى «دميان. ح. أ» 69 عاما، مقيم ببني إدريس، جثة هامدة بعد دهسه أسفل أقدام الأهالي المتدافعين على سيارة الوحدة المحلية لمركز القوصية بأسيوط، للحصول على «كيلو سكر» تمويني مدعم.
وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى القوصية المركزي، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.