اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية أن الوضع باليمن حاليا يشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي والعالمي، في وقت أعلنت فرنسا واليابان إغلاق سفارتيهما لتنضما بذلك إلى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين اتخذتا الإجراء نفسه بوقت سابق، بينما أبقت إيطاليا سفارتها مفتوحة.

وقالت هيلاري كلينتون بمؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بواشنطن إن بلادها ترى تداعيات عالمية للحرب باليمن والجهود الجارية للقاعدة بهذا البلد لاستخدامه قاعدة لشن ما سمتها هجمات إرهابية على مسافات بعيدة خارج المنطقة.

وأكدت الوزيرة أن قرار إعادة فتح السفارة الأميركية باليمن والتي أغلقت قبل يومين بسبب ما وصفته بأنه تهديدات القاعدة، سيتخذ حسبما تسمح الظروف.

وفي الدوحة نفى وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي في حديث للجزيرة وجود أي تدخل عسكري أميركي مباشر ضد القاعدة في بلاده.

إغلاق سفارات

تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان فرنسا واليابان إغلاق سفارتيهما بصنعاء أمام الجمهور حتى إشعار آخر لأسباب أمنية.

وقالت الخارجية الفرنسية إن سفيرها باليمن طلب من رعاياه توخي أعلى درجات الحذر "نظرا للوضع الحالي" كما نصح بتجنب السفر إلى اليمن ما لم توجد ضرورة ملحة لذلك.

وبررت فرنسا ذلك بأن "مجموعات تنتمي إلى تنظيم القاعدة هددت السفارات الأجنبية باليمن". علما بأن المخابرات الغربية باتت تشدد الرقابة على هذا البلد بأعقاب محاولة تفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت الأميركية يوم الاحتفال بعيد الميلاد.

وكانت السفارة اليابانية باليمن أعلنت في وقت سابق اليوم إغلاق أبوابها بسبب ما وصفته بتهديدات "إرهابية".

وذكرت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) أنه تم وقف الأعمال الخاصة بطلبات التأشيرات وخدمات قنصلية أخرى، مشيرة إلى أنه لا يتوفر لدى موظفي السفارة معلومات مفصلة حول هجمة محتملة على مقر السفارة.

وأشارت الوكالة إلى أن استئناف العمل في السفارة يتوقف على الوضع الأمني بالمنطقة.

وتغلق السفارتان الأميركية والبريطانية باليمن أبوابهما منذ أمس الأحد.

من جهتها أعلنت إيطاليا أنها لن تغلق سفارتها باليمن حيث أكد وزير خارجيتها فرانكو فراتيني أنه ليس هناك أي خطر مباشر يهدد أمن السفارة.

في الوقت نفسه عبر فراتيني عن أمله بأن يسرع الاتحاد الأوروبي في وضع إستراتيجية وقائية للتعاون ضد الإرهاب، مؤكدا أن الوقت المناسب لبحث هذا الموضوع.

إجراءات أمنية

من جانبها، عززت السلطات اليمنية الإجراءات الأمنية حول منشآت أجنبية بأعقاب ما وصفتها بتهديدات من تنظيم القاعدة باستهداف المصالح الغربية في البلاد.

ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر أمنية أنه يجري البحث عن ست سيارات تحمل أسلحة ومتفجرات يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة، تستعد لتنفيذ هجمات انتقامية .

وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية يمنية إن عنصرين من تنظيم القاعدة لقيا مصرعهما كما اعتقل ثالث خلال اشتباكات مع قوى الأمن، وأوضح مراسل الجزيرة أن القتال دار بمديرية أرحب شمالي العاصمة حيث فرضت إجراءات أمنية مشددة.

وتحدث صادق أمين أبو راس نائب رئيس الوزراء عن تشاور وتنسيق مع الأميركيين قبل شن غارات على مواقع محتملة لتنظيم القاعدة، لكنه أكد في حديث للجزيرة أن تنفيذ تلك العمليات يتم بأيد يمنية.

وتقول وكالة رويترز إن الولايات المتحدة ودولا غربية تسعى لدعم حكومة اليمن خشية أن يستغل تنظيم القاعدة حالة انعدام الاستقرار بالبلاد لشن مزيد من الهجمات على السعودية المجاورة وما وراءها.