قال سميح المعايطة - كاتب أردني، إنه رغم كل ما تحمله العمليات الإرهابية في أي بلد من أبعاد إجرامية في استهداف الإنسان والمقدسات وحق المواطن في حياة طبيعية، إلا أن بعض موجات الإرهاب في بعض الدول، تكون ضمن برنامج ما يهدف صانعو الإرهاب وممولوه إلى تحقيقه من خلال القتل والدم والتفجيرات وكل أشكال العمل الإرهابي.
وأضاف خلال مقالا له نشر بسكاي نيوز عربي: تفكيك الدول وإضعاف مكانتها واحد من أهداف موجات الإرهاب، وكذلك بث الفتن الطائفية والعرقية بين مكونات المجتمع، وأيضا السعي لإفقاد ثقة المواطن بدولته وزرع قناعة لدى المواطنين بأن دولتهم عاجزة عن حمايتهم وتوفير الحد الأدنى من الأمان لهم .
وتابع: مصر واحدة من الدول التي مرت بموجات مختلفة من الإرهاب خلال عقود عديدة من تاريخها وحاضرها، ودائما كان لكل موجة إرهابية إطار سياسي ابتدأ من الثلث الأول من القرن الماضي وحتى اليوم، ودائما هنالك من يرى في الإرهاب أداة لتنفيذ أجندة سياسية، لكن القاسم المشترك هو استنزاف الدولة المصرية التي تمثل ثقلا عربيا كبيرا، وضعفها أو سقوطها أو استنزافها يعني تغييرا في معادلة الإقليم.
وفي هذه المرحلة تعيش مصر تحت نيران الاستهداف الإرهابي، الذي تعتبر سيناء مركزه الجغرافي والتنظيمي لكن الامتدادات حاضرة في مدن مصرية عديدة، ودائما الهدف المؤسسة العسكرية المصرية وقلبها الجيش المصري، والمسار الإرهابي واضح وتتعدد غاياته ومنها إضعاف صورة الجيش المصري وإظهاره ضعيفا أمام عمليات التنظيمات الإرهابية.
وأيضا استنزاف الجيش في مطاردة الإرهابيين سواء في الرصد أو المتابعة الأمنية أو القيام بعمليات عسكرية، وكذلك إسقاط أكبر عدد ممكن من الشهداء والجرحى من أبناء المؤسسة العسكرية مع محاولة تكثيف العمليات الإرهابية في بعض المراحل لزيادة الخسائر ومحاولة رسم صورة بأن الجيش يخسر أعدادا كبيرة في كل عملياته.
وعلى الصعيد السياسي فإن العمليات الإرهابية تمثل نوعا من الاستهداف للدولة المصرية من أطراف ودول تريد إضعاف الدولة ومعاقبتها على مسار تتبناه أو قرارات وتوجهات سياسيه داخليه وخارجية.
إن دولة بحجم ومكانه مصر ليس من السهل إسقاطها أمنيا أو سياسيا، لكن هذه التنظيمات ومن يوجهها تريد إضعاف صورة الدولة المصرية وإظهارها عاجزة عن مواجهة هذه التنظيمات، وهو سياق يحقق ما أشرت إليه من سعي دؤوب لاستنزاف الجيش المصري وهيبة الدولة المصرية في زمن تفكيك الدول بنشر الإرهاب فيها وأدوات أخرى.