الأحداث، والوثائق، والمكالمات الهاتفية المسربة، طوال السنوات الستة الماضية التى تلت ثورة 25 يناير 2011، كشفت حقائق مرعبة عن أهداف ومآرب الذين نصبوا أنفسهم ثوريين ونشطاء ونخب يتحدثون باسم الشعب، ويهددون مؤسسات الدولة، ودشنوا للسفالة والانحطاط، ودفع البلاد فى مستنقع الفوضى.
هؤلاء اتخذوا من الشعارات المدغدغة لمشاعر البسطاء، من عينة عيش، وحرية وكرامة إنسانية، وعدالة فى توزيع الثورة، مطية لتحقيق أهدافهم ومكاسبهم الخاصة، من حصد أموال سواء بإجبار الحكومة على تنفيذ مشروعات الدولة بالأمر المباشر، وهو الأمر الذى يمارسه ممدوح حمزة، أو بتلقى أموال من الخارج فى شكل عطايا ومنح لمنظمات حقوقية، أو بمحاولة الاستيلاء على السلطة، وتصدر المشهد العام، وهو ما يمارسه دواسة تويتر وباقى النشطاء.
إذن اندلعت ثورة يناير من أجل حصد الأموال، واقتناص السلطة، حتى ولو على أنقاض البلاد، ولا يهم مصير 92 مليون مصرى، ولا يهمهم مقدرات الوطن، المهم أن البرادعى يصل لحكم مصر بعد جلوسه فى مقهى المعاشات، وأيمن نور يحصد الأموال الطائلة، ويصبح رجل أعمال شهير، وممدوح حمزة يسيطر على كل المشروعات الحكومية، والنشطاء يتلقون تمويلات بملايين الدولارات، ويشترون الفيلات وأسطول العربيات، مثل «دواسة تويتر»، الذى امتلك فيلة فى شارع إيران بالدقى، وأسطول سيارات يضم 3 سيارات BMW.
الدكتور ممدوح حمزة، استشارى هندسى، ودواسة تويتر الذى يدعى أنه خبير اتصالات، والبرادعى رجل قانون، ومعظم ثوار يناير، حاصلون على دبلومات فنية، ومع ذلك لديهم قدرة فائقة فى إبداء وجهة نظرهم فى كل شىء، علوم الذرة والكيمياء، والهندسة الوراثية، وعلم النباتات، وعلوم الفضاء، والمفاعلات النووية، والطب والفلك، والميتافيزيقا، وعلوم البحار، والعلوم السياسية والاقتصاد والإحصاء، من الآخر بيفهموا فى كل شىء.
ويتمتع الدكتور ممدوح حمزة تحديدا، بقدرة عجيبة على توظيف أى حدث لصالحه، وعاشق للأضواء والشهرة، ولتحقيق هذا الأمر لا بد له من إثارة القضايا الخلافية، ووضع كل أنواع البهارات الحريفة، لزوم «الشطشطة» وفتح شهية من يخاطبهم، دون إدراك أن البهارات الحريفة ضررها على الصحة العامة كارثيا.
سهل جدا أن تعارض بقوة، وتسير عكس اتجاه الأنظمة والحكومات، وتتبنى رؤى مختلفة ومتناقضة مع الرؤى الرسمية المطروحة، وتحمل فى جعبتك جرابا ممتلئا بسهام النقد السامة، وتصبح نجما تلهث وراءك وسائل الإعلام فى الداخل والخارج، والمنظمات والجهات الدولية التى تعمل ليل نهار على زعزعة الاستقرار، وإثارة الفوضى، لكن من الصعب أن تكون موضوعيا، ولا تتقلب فى مواقفك كتقلب حبة الذرة فوق النار.
ممدوح حمزة، ودواسة تويتر، عاشقان لتوظيف أى حدث، أو تجمع لينفثا غضبهما الشخصى من النظام، فهما يتشابهان إلى حد التطابق، فقد ظهرا الاثنين فى عصر مبارك، دواسة تويتر كان يحمل شنطة الدكتورة «زينب» زوجة أحمد نظيف، وممدوح حمزة كان يتمسح فى محمد إبراهيم سليمان، قبل أن ينقلب عليه، لأنه وقف حجر عثرة أمام منح مكتبه الاستشارى الهندسى الإشراف على مشروعات حكومية، مفضلا مكتب استشارى تربطه بصاحبه صلة مصاهرة.
ونظرا لتصادم مصلحة ممدوح حمزة الشخصية مع مصلحة حكومات نظام مبارك، قرر إعلان الحرب، وخرج مؤيدا ثورة 25 يناير، متشفيا فى مبارك ونظامه، وبعد ثورة 25 يناير، بدأ فى الصدام مع المجلس العسكرى، وظهر فى تسريب «فيديو» شهير له، وهو يضع خطة الإضراب العام وتعطيل العمل فى كل المصالح الحكومية لإجبار المجلس العسكرى على الرحيل، ممهدا كل الطرق لوصول جماعة الإخوان الإرهابية للحكم.
وعندما وصل الإخوان للحكم، كان يتخيل أن علاقته بقيادات الجماعة، محمد البلتاجى، وعصام العريان وغيرهما، ستمهد الطريق لتذليل كل العقبات أمام مستقبله المهنى، واستئثار مكتبه بتنفيذ المشروعات المهمة، وعندما أعطت الجماعة ظهرها له، انقلب عليها وأيد ثورة 30 يونيو، أملا أن تأتيه الفرصة من جديد، ويظل فى بؤرة الأضواء والاهتمام السياسى.
وعندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاستعانة بالقوات المسلحة فى تنفيذ المشروعات الكبرى، لتحقيق عاملين أساسيين، الأول، السرعة فى الإنجاز، والثانى، الجودة العالية مع أقل التكلفة، انزعج ممدوح حمزة، ورأى أنه خرج خالى الوفاض، وأعلنها صراحة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، عندما سأله أحد المواطنين فى وكالة البلح «أنت فين»، فأجابه: «السيسى خلانى عاطل».
تلك الإجابة تلخص حقيقة الدكتور ممدوح حمزة، موجها سهام نقده للجيش والادعاء بأنه يحكم، ويردد نفس الشعارات والقصص والأفلام التى تجرع منها الشعب المصرى «كاسات» المرار على مدى 5 سنوات كاملة.
ممدوح حمزة، ودواسة تويتر، وحلفائهما، لا نعرف بأى صفة يتحدثان باسم الشعب المصرى، وهل حرمان مكتب ممدوح حمزة الهندسى من الإشراف على بعض المشروعات القومية، وحرمان دواسة تويتر من تولى منصب وزير، السبب الجوهرى لشن هجومهما العنيف ضد نظام السيسى؟ ونقولها بأعلى الأصوات، إن ممدوح حمزة ودواسة تويتر، ورفاقهما خالد على وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى، لم يعد يؤثرون فى تحريك أسرة واحدة أو يقنعونها بالنزول فى الشارع، بعدما سطروا مجدا فى الفشل السياسى طوال السنوات الماضية، وأسهموا فى نشر الفوضى، ولم يكن لديهم أى خطة لإدارة أصغر «كفر» أو «حى صغير» فى محافظة، فما البال بإدارة دولة!
ممدوح حمزة، ودواسة تويتر، يعدان المحرضين لإثارة الفوضى فى مصر قبل وبعد 25 يناير وحتى الآن، ولم يجنحا يوما إلى السير فى موكب الغلابة من الملايين المصريين الباحثين عن لقمة العيش يوميا