تهرب حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق من الإجابة عن سؤال حول وقوف بلاده وراء الأزمات في مصر، قائلا إن بلاده هي أكبر داعم اليوم لتونس مع أن حكومتها ليست من الإخوان.
وكانت مصر قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وأشارت في بيان إلى أنه "في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لاثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر".
وخلال حوار مع شبكة "بي. بي. أس" الأمريكية، قال بن جاسم إنّ الأزمة مع قطر صدّعت مجلس التعاون الخليجي وأنّ استدعاء قطر لكل من تركيا وإيران من أجل الدفاع عن نفسها لا يحمّلها مسئولية إدخال هاتين الدولتين إلى منطقة الخليج.
بن جاسم الذي شغل أيضًا منصب وزير الخارجية سابقا، أشار إلى أن القطريين تفاجأوا بأنه بعد مشاركة الأمير تميم بن حمد آل ثاني في قمة الرياض الأخيرة التي حضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتهى الكلام عن عزل إيران بالعمل على عزل قطر، والقول إن علاقاتها مع إيران مميزة وإنها تدعم الإرهاب وتموله.
وفي نفس السياق، قال بن جاسم إنّ قطر تقف في سوريا في موقع مختلف مع إيران، مضيفًا "نعم واصلنا العمل على علاقات جيدة مع إيران، لأنها جارة ونتشارك سويا حقل غاز وهذا أمر طبيعي.. لكن هل علاقتنا مع إيران موجهة ضد دول مجلس التعاون الخليجي؟ هذا بالطبع غير صحيح".
وردا على سؤال بشأن دعم قطر لإيران، أجاب بن جاسم "القول إنّ قطر تدعم إيران هي مزحة كبيرة، لا يوجد أي حدث دعمنا خلاله إيران، لدينا علاقات طبيعية مع هذا البلد لكننا لسنا على رأس سلّم لائحة من لديهم علاقات جيدة مع إيران، لو كنّا كذلك لما كنا نواجه الإيرانيين في سوريا، ليست هذه المشكلة، المشكلة أن هناك بعض الدول تريد إملاء سياساتها على دول أخرى، لكننا دولة ذات سيادة، ولدينا الحق في ممارسة سياستنا الخاصة إذا لم تتعارض مع القانون الدولي".
أما بخصوص استضافة الدوحة لعناصر من حركة "طالبان"، فأشار بن جاسم إلى أن الولايات المتحدة طلبت من قطر استضافة خمسة عناصر من الحركة لكي يقوموا بمفاوضات، وتابع "شعبنا سيكون سعيدًا إذا أرادت الولايات المتحدة استرجاعهم".
وبشأن اتهام قطر بدعم الإرهاب، ذكر بن جاسم أنّ بلاده كانت شريكة للأمريكيين منذ ما بعد 11 سبتمبر 2001، قائلا إن الجيش الأمريكي أتى إلى قطر واستخدم كل التسهيلات الخاصة بالقطريين.
وبخصوص لائحة الإرهاب الأخيرة التي أعلنت عنها الدول المقاطعة لقطر مؤخرًا وقالت إنها مرتبطة بالدوحة، سأل المسئول القطري السابق "هل أرسلوها لنا ورفضنا التعامل مع الأمر؟ لم نر هذه اللائحة سابقا. ربما بعض الذين ذكرت أسماؤهم يجب فعلًا متابعتهم، لكن هل هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر؟ أين القانون الدولي؟".
وعن الإخوان قال رئيس الوزراء القطري السابق "إن الإخوان هو اسم كبير، ويشمل جماعات مختلفة، بعضهم جزء من مكون البلد الذي يتواجدون فيه، ويشاركون في البرلمان في بعض البلدان، بعضهم يستخدمون العنف ونحن لا نتفق مع هؤلاء، بعضهم سلميون".
واعتبر بن جاسم أن المشكلة الأهم اليوم هي أن الولايات المتحدة التي تعد حليفا للجهتين، ليست واضحة بكيفية عملها على معالجة الأزمة المستجدة، وقال "يجب أن يكونوا أكثر عدلًا في نظرتهم للأزمة".
ووجه بن جاسم نقدا لترامب بقوله إن الأخير يصدر أحكاما على قطر بدون الوقوف على الأدلة الصحيحة، مضيفا "نتوقع من حلفائنا أن يكونوا عادلين لا أن يساعدوننا".