أسباب تمسك قطر وأميرها بيوسف القرضاوي، المصنف على قائمة الإرهاب المصرية السعودية البحرينية الإماراتية، وأسرار رفض الدوحة تسليمه إلى القاهرة.
وقال التقرير إن القرضاوي، المصري الأصل القطري الجنسية، هو الرجل القوي النافذ والمؤثر في قطر، والذي لا ترد كلمته، ولا يعصي له أحد أمرًا، وإن الدوحة حاربت لمنع إدراج اسمه من قبل على قوائم الإرهاب الأمريكية، وترفض الآن تسليمه لمصر.
وأعير بموافقة الحكومة المصرية للعمل في دولة قطر عام 1961، وربما لا يصدق كثيرون أن الرجل الذي عمل مأذونًا شرعيًا في قريته صفط تراب بالمحلة الكبرى محافظة الغربية، ومن خلال مهنته هذه، انضم إلى الإخوان وتقرب لقادتهم في المحلة، ومن المحلة انطلق للقاهرة ليلتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ويعمل في جناح الجماعة السري الذي كان يخطط آنذاك لقلب نظام الحكم.
وأضاف أن عام 1995 كان فاتحة الخير بالنسبة للقرضاوي وأصبح مقربًا من العائلة الحاكمة يقدم لها الفتاوى التي تعزز سلطتها ومكانتها ونفوذها، بل كان يقدم الفتاوى التي تجعل كل أعضاء جماعة الإخوان والتنظيمات التي تفرعت منها مجرد أداة في يد النظام القطري.
وفي يونيو من ذلك العام، انقلب ولي العهد الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة، وهنا كان دور القرضاوي الذي لم ينسه الأمير الجديد، فقد أفتى القرضاوي صراحة بأن الشرع يجيز انقلاب حمد على والده، وقال نصًا إن مصلحة الأمة تجيز ما فعله الشيخ حمد، وكان مبرره أن ما حدث كان استجابة لإرادة الأمة والشعب القطري، فالقطريون هم الذين طلبوا من حمد أن ينقلب على أبيه.
فتوى القرضاوي جاءت انتقامًا من الأمير السابق الشيخ خليفة، الذي كاد يطرده من قطر.
وعقب انطلاق قناة "الجزيرة"، خصصت القناة بدعم وتوجيهات من الأمير برنامجًا للقرضاوي، الذي سعى لتعزيز نفوذه في قطر، وتقديم الدعم المالي والمعنوي لجماعته الأم جماعة الإخوان التي توافد قادتها وأنصارها على قطر، إما للعمل أو للحصول على دعم مالي وبمباركة القرضاوي.
استغلت قطر القرضاوي ومكانته الجديدة في إضفاء الشرعية الدينية على مواقفها وتصرفاتها، وذلك من خلال فتواه التي تجمع كافة المتناقضات وتفضحها وسائل التواصل ومواقع "يوتيوب".
قطر ووقت أن كان الأمير على علاقة جيدة بسوريا وحزب الله كانت فتاوى القرضاوي تضفي هالة على الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وتصفهم بأنهم من يقودون الأمة لمواجهة مؤامرات الغرب ضد العرب.
أصدر القرضاوي فتوى تبرر مواقف قطر من حرب العراق، حيث أفتى وأجاز للمسلمين في أمريكا بالقتال مع الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان.
أفتى القرضاوي بعدم جواز تصويت المسلم السوداني لصالح انفصال الجنوب السوداني، لأن هذا كان موقف قطر الرسمي.
تحدث القرضاوي سابقًا عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بكل حب وتقدير وصفه براعي الثقافة، وعقب اندلاع ثورة تونس انقلب عليه وصفه بـ"الغبي" تماشيًا مع الموقف القطري.
في مواقف متناقضة له، أفتى القرضاوي بضرورة خروج الشباب للثورة على النظام المصري الأسبق برئاسة الرئيس حسني مبارك لأن هذا كان موقف قطر الذي عبرت عنه قناة الجزيرة بوضوح.
وعقب وصول الإخوان للحكم، أفتى القرضاوي بعدم الخروج على الحاكم ووصف من سيخرجون بالخوارج، لأن وجود الإخوان في الحكم كان هو الهدف القطري، الذي سعت من خلاله للتدخل في الشأن المصري.
أفتى القرضاوي بقتل معمر القذافي، كما انتقد الرافضين لاستضافة قطر لمونديال 2022.