أعلن أمين عام ميليشيا بدر، هادي العامري، أمس، وصول ميليشيا الحشد الشعبي إلى الحدود العراقية – السورية، مؤكدا أنه سيتم البدء بعملية عسكرية لتطهير الحدود.
 
وقال العامري في حديث إلى «السومرية نيوز»، أن «الحشد الشعبي وصلت قبل قليل إلى الحدود العراقية – السورية»، مبينا أن «هذه القوات تمركزت في قرية أم جريص الواقعة على الحدود».
واضاف أن «هذه المنطقة ضمن مسؤولية الحشد الشعبي من أبناء شمر، والتي هي من مسؤولية النائب عبد الرحيم الشمري»، مردفا: «نحن الان في هذه المنطقة التي تعتبر المنفذ الحدودي باتجاه سوريا».
 
وأكد العامري «غدا (اليوم) سنبدأ بعملية تطهير الحدود العراقية – السورية، انطلاقا من ام جريص، باتجاه قضاء القائم».
 
وكان القيادي في «الحشد» أبو مهدي المهندس، أفاد بأن «الحشد» تمكنت من تحرير مناطق واسعة تبعد 20 الى 25 كيلومترا عن الحدود العراقية – السورية، مشيرا الى استمرار العمليات باتجاه الحدود.
 
وتشارك «الحشد» في الحملة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة لهزيمة «داعش» في الموصل ومحافظة نينوى المحيطة بها. وتضم مستشارين عسكريين إيرانيين.
 
وتستهدف الحكومة العراقية السيطرة على المنطقة الحدودية مع سوريا، بالتنسيق مع الجيش السوري المدعوم من إيران، حيث سيمنح ربط الجانبين الرئيس السوري بشار الأسد ميزة كبيرة في حربه المستمرة منذ أكثر من ست سنوات على مقاتلي المعارضة.
والمنطقة على الجانب العراقي من الحدود مباشرة إما تحت سيطرة «داعش»، وإما القوات الكردية. ويسيطر أيضا «داعش» على مناطق في سوريا.
 
وتركز القوات المسلحة العراقية جهودها على طرد التنظيم من مدينة الموصل المعقل الرئيس له في العراق.
 
وأفاد مصدر أمني بأن «داعش» قتل 13 فرداً من القوات الحكومية، بينهم ضباط، ودمّر خمس عربات عسكرية، بعد أن أوقعها في كمين بمجمع طبي، شمالي الجانب الغربي للموصل، مما أجبرها على الانسحاب، بعد ساعات من سيطرتها على المجمع.
 
وقال المصدر (برتبة رائد في قوات الرد السريع): إن «القوات العراقية سيطرت بالفعل على كامل مدينة طب الموصل، بعد أن قتلت عددا من مسلحي التنظيم وفرار الآخرين». واستدرك بالقول: «إلا أنه في الواقع كان فخا، فمع حلول الظلام خرج عشرات المسلحين المجهزين بوسائل قتالية عالية المستوى مع مجموعة من الانتحاريين الذين يرتدون الأحزمة الناسفة من أنفاق مُعَدّة في وقت سابق للتنقل بين موقع مدينة الطب والمناطق المحيطة بها».
 
وأوضح المصدر أن «التنظيم دفع خلال الهجوم بـ 6 انتحاريين؛ 4 يرتدون أحزمة ناسفة، واثنين يقودان دراجتين ناريتين، وأكثر من 30 مسلحاً يحملون أسلحة متوسطة وخفيفة وقاذفات الصواريخ».
 
وأشار إلى أن «القوات العراقية استطاعت في بداية الأمر صد الهجوم، إلا أن عدم معرفتها بجغرافية المكان، وعدم توافر غطاء جوي، أجبراها على التراجع لمنع استنزافها وتكبدها خسائر أكثر في الأرواح والمعدات». وأكمل المصدر إن الاشتباكات المسلحة بين مهاجمي التنظيم والقوات الحكومية اندلعت حتى فجر أمس، اضطرت الأخيرة إلى الانسحاب نحو فندق الموصل الدولي القريب من مدينة طب الموصل».
 
وفجر أمس الأول، بدأت القوات العراقية هجوما لاستعادة آخر ثلاثة أحياء في الجانب الغربي من الموصل من سيطرة «داعش»، وهي: الشفاء والزنجيلي، والصحة الأولى، وتمكّنت من تحرير مدينة طب الموصل في حي الشفاء.
وإضافة إلى الأحياء المذكورة يسيطر «داعش» على المدينة القديمة ذات الأزقة الضيقة المتشعبة، والتي ستكون مسرحا لآخر فصول معركة الموصل.
وأفادت مصادر بأن «داعش» بدأ بنشر قناصة في المدينة القديمة، إلى جانب سيارات مفخخة وانتحاريين سيراً على الأقدام.
من جهتها، أعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، أن 12 من عناصر القوات العراقية قتلوا في عمليات قنص، نفذها التنظيم في أحياء النجار والعكيدات الزنجيلي، وأضافت إن 17 عنصرا آخر قُتلوا خلال اشتباكات في الأحياء الثلاثة.
 
بدورهم، قال سكان في المدينة القديمة إن التنظيم أعدم 16 مدنيا بسبب محاولتهم الفرار من مناطقهم التي تحاصرها القوات العراقية وتخطط لاقتحامها، وأضافوا إن التنظيم رمى جثثهم أمام منازلهم بعد القبض عليهم وهم يحاولون الفرار من مناطقهم، خوفا من اقتراب المعارك من المنطقة.
 
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بأن نحو 15 شخصا قُتلوا وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح في قصف جوي، استهدف شارع الفاروق ومنطقة حضيرة السادة، (شمالي المدينة القديمة).