تسبب ظهور تصريحات منسوبة لأمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا» على الإنترنت بتشنج في العلاقات بين دول الخليج.

لكن الدوحة نفت التصريحات جملة وتفصيلا.

وقال الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي في بيان امس إن «موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن».

وبين ان من قام بالاختراق «نسب تصريحا مغلوطا لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد حضوره لتخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية».

وأفاد الشيخ سيف بأن «ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة»، مؤكدا ان «الجهات المختصة بدولة قطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين».

في السياق نفسه، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية في بيان صحافي ان الموقع الإلكتروني للوكالة جرى اختراقه في تمام الساعة 12.14 من صباح امس الأربعاء (بالتوقيت المحلي) حيث تم نشر «اخبار كاذبة وعارية عن الصحة» منسوبة إلى أمير دولة قطر.

وأضاف المصدر انه «تمت السيطرة على الموقع الإلكتروني للوكالة بعد ما يقارب أربع ساعات من ارتكاب جريمة الاختراق الالكترونية ولاتزال هناك محاولات مستمرة لاختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالوكالة والتي يتم التصدي لها باستمرار».

وأشار الى انه تم تشكيل فريق للتحقيق في جريمة الاختراق لموقع وكالة الانباء، فيما «أبدت بعض الدول الشقيقة والصديقة استعدادها للمشاركة في عملية التحقيق في هذه الجريمة وذلك في إطار التعاون الدولي في مثل هذه الجرائم».

وشدد المصدر على ان «دولة قطر ستتخذ كل الوسائل والتدابير والإجراءات القانونية لملاحقة ومقاضاة مرتكبي جريمة القرصنة لموقع وكالة الانباء القطرية وستكشف عن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه».

بدورها، أكدت وكالة الأنباء القطرية، أن موقعها الإلكتروني قد تعرض للاختراق «من قبل جهات غير معلومة»، وبينت انها «تحتفظ بحقها في محاسبة من (يقف) وراء هذا الفعل».

وأكد يوسف المالكي مدير وكالة الأنباء القطرية (قنا) ان موقع الوكالة تم اختراقه من جهات غير معلومة، ونفى صحة التصريحات التي تم نشرها على الموقع.

وقال المالكي بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن موقع الوكالة قد تم اختراقه وكذلك حسابها الرسمي على موقع تويتر. 

وأضاف ان: «الجهات المخترقة قامت بوضع خبر لا أساس له من الصحة منسوبا لسمو الأمير الشيخ تميم لدى حضوره الاحتفال بتخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية».

وأشار إلى ان الاختراق تم «في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ليل اول من أمس الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)»، مشددا على انه «لم يسبق أن بثت الوكالة أي أخبار متعلقة بسمو الأمير في مثل هذا التوقيت المتأخر».

والبيان الذي نشر على موقع قنا ونسب إلى أمير قطر تناول قضايا سياسية إقليمية حساسة مع دول أخرى في المنطقة، بما فيها إيران وإسرائيل، وكذلك علاقة الدوحة بالرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.

وأثار هذا البيان أخذا وردا على وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تسارع الدوحة إلى نفي صحته، كما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ووكالة الأنباء الإماراتية.

وفيما يلي نصه كما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»: قال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال: إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش، مضيفا: إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل.

وأضاف سموه: ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله، داعيا الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكدا أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وشدد أمير قطر ان العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي، وأشار سموه إلى ان قاعدة (العديد) مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره.

وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطر بالرياض، جدد سموه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الحفاوة وكرم الضيافة، داعيا إلى العمل الجاد المتوازن بعيدا عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجددا نتيجة ذلك، وبين سموه أن قطر لا تعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة. 

وشدد أمير قطر على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا وإيران في وقت واحد، نظرا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة انها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

ودعا أمير قطر إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلا من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، ولا تحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك.

واختتم أمير قطر حديثه بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها.

ولاحقا نفت قطر، صحة تصريحات منسوبة لوزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتناقلتها العديد من وسائل الإعلام نقلا عن حساب وكالة الأنباء القطرية في «تويتر».

وقالت الخارجية القطرية في بيان صادر عن المكتب الإعلامي بالوزارة، إنها «تنفي صدور أي تصريحات للشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية».

وأكدت ان التصريحات التي نسبت للوزير في حساب الوكالة القطرية على تويتر «مفبركة»، وذلك على إثر اختراق تعرض له حساب الوكالة من جهة غير معلومة، وفق البيان.

ونقل الخبر الذي تم نشره - لدى اختراق حساب الوكالة - عن وزير خارجية قطر، إعلانه سحب سفراء بلاده من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب مغادرة سفراء هذه الدول لدى الدوحة خلال 24 ساعة.

السعودية والإمارات تحجبان جميع مواقع قنوات «الجزيرة» 

حجبت الجهات المختصة في السعودية، امس جميع مواقع ووسائل الاعلام القطرية.

كما اتخذت دولة الامارات العربية المتحدة خطوة مماثلة بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الامارتية.