بمبادرة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فازت الناشطة الكويتية معالي العسعوسي بجائزة «صناع الأمل» وذلك عن اسهاماتها التطوعية الإنسانية في اليمن.
وقد منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلا من المرشحين الخمسة مكافأة بقيمة مليون درهم، دعما من سموه لمشاريع المرشحين ومبادراتهم ومساعيهم، مؤكدا أنهم كلهم أوائل وكلهم يستحقون اللقب، وما يقدمونه من أجل خير الإنسانية يجعلهم جميعا منارات للعطاء يهتدي الناس بها.
وقد أقيم حفل التكريم في مدينة دبي للاستوديوهات لتتويج صناع الأمل والفائز الأول على مستوى الوطن العربي من بين أكثر من 65 ألف صانع أمل تقدموا للمشاركة في مبادرة «صناع الأمل»، المبادرة الأكبر من نوعها عربيا لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي.
«الأنباء» كانت ضمن مستقبلي العسعوسي امس في مطار الكويت، حيث صرحت قائلة: انني توقعت ان احصل على تصنيف عال ضمن المنافسين على جائزة «صناع الامل» والبالغ عددهم 65 الف منافس ومنافسة، ولكن لم اكن اتوقع ان اكون احد الخمسة الاوائل، وقد كانت اللجان التحكيمية حازمة جدا وتمثلها شخصيات مرموقة.
وأضافت ان مبادرة «صناع الأمل» بحد ذاتها هي مفخرة للوطن العربي وليس فقط دولة الامارات العربية الشقيقة، مشيرة الى ان هذا التتويج ليس لها شخصيا فقط وانما لجميع العاملين والمتعاونين معها خلال السنوات العشر الماضية، وهو دافع كبير لمواصلة العمل التطوعي الانساني الذي هو عمل يضيف للانسان المتطوع اولا قبل المجتمع واتمنى من الحكومة الكويتية ان تسلط الضوء على هذا الجانب خصوصا اننا في بلد الانسانية واميرنا قائد الانسانية.
وفي تصريح عقب تسلمها الجائزة، قالت العسعوسي في تصريحات للصحافيين انها هاجرت من الكويت الى اليمن منذ العام 2007 حيث قادها حسها الإنساني الى التطوع بالبعثات الإنسانية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية الكويتية في اليمن، وذلك من اجل اغاثة المرضى اليمنيين من دون اي مقابل.ورأت العسعوسي ان مثل هذا النوع من الجوائز يساعد على التشجيع في مواصلة العمل التطوعي وهي مبادرة رفعت الغطاء، وكشفت عن الجانب الابيض الناصع في الوطن العربي، وقد تقدمت لها، وسعى القائمون على المبادرة لتجميع المادة الخاصة بي نظرا لصعوبة ايصالها لهم عن طريقي من اليمن التي تعتبر خارج تغطية الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وصدموا بعلمهم بأنني مهاجرة منذ 10 سنوات لمساعدة اهل اليمن، وليس فقط خلال فترة الحرب، وهذا الامر الذي جعل ملفي مميزا لديهم، مشيرة الى انها كانت قبل 10 سنوات متطوعة الا انها اليوم انسانة سعيدة رغم صعوبة هذا العمل، وقد أشركت اهلي واصدقائي وانضممت الى جمعية العون المباشر وأسست جمعية خيرية في اليمن.
وأثنت العسعوسي على دور جريدة «الأنباء» واتسامها بالمبادرة وصياغة الاخبار ونقلها بكل شفافية ومصداقية، واصفة كتابها وصحافييها بأصحاب الأقلام الذهبية.
وأضافت انها رأت ان الهجرة الى اليمن يعطيها احساس مباشر بمعاناة المحتاجين والمعوزين هناك، ما يشعل عندها الهمة والرغبة في عمل الخير من خلال تخصصها كطبيبة أمراض عيون.
وبينت ان عملها التطوعي في اليمن أسفر عن أمور إيجابية كثيرة بداخلها أهمها الشعور بالسعادة عند اغاثة المرضى وتهذيب النفس ورؤية الحياة من منظور غير تقليدي، ما جعلها تبذل المزيد من الجهد لعلاج اكبر عدد ممكن من المرضى في اليمن.
وأعربت العسعوسي عن سعادتها بفوزها بهذه الجائزة «حيث انها ازاحت الستار عن جهد مضن لمدة 10 سنوات وبفوزي بهذه الجائزة صارت قصتي مع التطوع مسموعة في كل بقاع العالم العربي».
ودعت الشباب العربي الى الدخول في الأعمال التطوعية الخيرية مهما كانت بسيطة وصغيرة، مؤكدة انه بعد القيام بتلك الاعمال الخيرية «تتغير نظرة الشاب عن الحياة كليا ويصبح تعاطيه مع تحديات الحياة بشكل أكثر إيجابية تجعله اكثر تواضعا».
وعن المكافأة وكيف ستتصرف فيها، قالت العسعوسي انها ستستثمرها في المزيد من عمل الخير في اليمن، مؤكدة أن العمل الخيري يحتاج الى تضافر الجهود لإنجاحه، «لذلك سأقوم بعمل عدة مشاريع خيرية من خلال مبلغ الجائزة».
وأشادت العسعوسي بمبادرة الشيخ محمد بن راشد آل «صناع الامل»، «التي سلطت الضوء على المجال التطوعي الذي لم يتطرق اليه الاعلام العربي كثيرا وبات مع هذه المبادرة الفريدة مسموعا لدى أوساط المجتمع العربي بكل اطيافه».
وشارك في المسابقة اكثر من 65 ألف مبادر من 22 دولة عربية وقدموا مبادرتهم ومشاريعهم التي حاولوا من خلالها زرع الأمل والتفاؤل والسعادة في محيطهم ومساعدة الآخرين على تخطي الصعاب او المعوقات.
الفائزون الخمسة
1- نوال الصوفي، مغربية الجنسية، تقيم في ايطاليا وتوجت بالجائزة الأولى لجهودها في مساعدة وانقاذ السوريين الذين يحاولون الهرب من خلال البحر في اوروبا وذلك رغم انها ليست سورية لكنها نجحت في تأمين حياة الآلاف منهم. وقد ساهمت نوال في إنقاذ أكثر من 200 ألف لاجئ، كما ساعدت الآلاف على التكيف مع واقع حياتهم الجديد من خلال تقديم كل أشكال المساندة لهم.
2- هشام الذهبي، عراقي فتح بيته وقلبه لأطفال الشوارع في العراق، ليثبت للعالم أن هؤلاء الأطفال ضحايا وليس جناة. حيث بادر إلى إيواء الأطفال المشردين داخل بيت خصصه لرعايتهم. ولم يكتف بتقديم الرعاية النفسية والصحية والتربوية للأطفال بل عمل على تطوير برنامج علاج نفسي لهم من خلال تنمية مواهبهم وتحفيز قدراتهم الإبداعية. كما أسس بدعم من بعض المتبرعين، «البيت العراقي للإبداع» لهؤلاء الأطفال، حيث تخرج فيه 150 طفلا مبدعا وفنانا.
3- معالي العسعوسي مديرة مكتب اليمن لجمعية العون المباشر، قامت على مدار 10 سنوات بعلاج أكثر من 600 ألف مواطن يمني وساهمت في تسهيل إجراء 5000 عملية جراحية لمكافحة العمى في اليمن. وتنطوي تجربتها على سجل غني من العطاء، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي ساهمت، ولا تزال، في تحقيق نقلة نوعية في حياة قطاع عريض من المجتمع اليمني، فنفذت 15 مشروعا مائيا استفاد منها أكثر من 45 ألف شخص، كما نظمت 30 حملة إغاثية لأكثر من 250 ألف شخص، ووفرت أكثر من 600 منحة دراسية، وساهمت في تمكين أكثر من ألف أسرة.
4- ماجدة جبران، مصرية نذرت نفسها قبل نحو ثلاثة عقود لخدمة فقراء بلدها. تركت وظيفتها في الجامعة الأمريكية، ويممت وجهها صوب مآسي أبنائها وأشقائها في الإنسانية، فزارت حي الزبالين، وفي كل مرة كانت تلتقي عددا كبيرا من سكان الحي وتستمع لهم ولاحتياجاتهم، وتجلب لهم بعض المؤن الأساسية، وتوزع على الصغار الهدايا. أسست مؤسسة «ستيفن تشيلدرن» الخيرية، التي تقوم رسالتها على المساهمة في إنقاذ الحياة وصنع الأمل وحفظ الكرامة البشرية، وحتى اليوم أسست من خلال جمعيتها 92 مركزا توفر الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم جمعيتها في توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنويا.
5- الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، تأسس في العام 2013، كمنظمة تطوعية حيادية غير منحازة لأي جهة سياسية، وتركز نشاطها في البداية في منطقة حلب وريفها قبل أن يمتد ليشمل مختلف مناطق الصراع في سورية، البداية كانت مع 255 ناشطا، تطوعوا لإنقاذ حياة من وقع تحت أنقاض القصف وسرعان ما أصبح لهم دور أكبر خاصة مع انضمام عدد متزايد من المتطوعين لهم، متخذين من الخوذة البيضاء رمزا للأمل الذي يتطلع إليه ملايين السوريين. واليوم يعمل مع «الخوذ البيضـاء» أكثر مـن 3 آلاف متطوع. وقد أنقـذوا أكثر من 94 ألف شخص.