تترقب المملكة العربية السعودية، وصول الرئيس الامريكى دونالد ترامب، في أول زيارة خارجية له عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
واستعدت المملكة لاستقبال رجل البيت الأبيض بسلسلة فعاليات مهمة، وتثار حول الزيارة العديد من علامات الاستفهام وسط حالة قلق وترقب لدى المواطن العربى الذي ترسخت في عقله فكرة "المؤامرة الأمريكية" لا ينتظر خيرا من أبناء العم سام الذين اعتادوا استغلاله ونهب ثرواته وتدميره ثقافيا وسياسيا واقتصاديا.
وخلال التقرير التالى ترصد "فيتو"، أهم 10 نقاط حول الزيارة تشرح للقارئ العربى أبعادها وأهدافها.
1- تكتسب زيارة الرئيس الأمريكى إلى المملكة العربية السعودية أهمية خاصة كونها تعد فريدة من نوعها، في تاريخ زعماء أمريكا الذين اعتادوا اختيار دول غير عربية كوجهة أولى لهم عقب توليهم مهام منصبهم.
2- غلفت الزيارة بصفقة عسكرية تاريخية بين واشنطن والرياض، تقدر قيمتها قرابة 340 مليار دولار ستتحمل السعودية ضخهم في الولايات المتحدة على شكل صفقات أسلحة غير مسبوقة، واستثمارات في البنية التحتية الأمريكية، تبدأ بالتوقيع على عقود تسليح خلال الزيارة بنحو 100 مليار دولار، على أن ينفذ الباقى من قيمتها على مدار 10 سنوات.
3- يعقد الرئيس الأمريكى خلال زيارته إلى المملكة يومى السبت والأحد، ثلاثة قمم مهمة، تبدأ بقمة مع قيادات المملكة، وتعقبها قمة مع زعماء الدول الخليجية، ويوم الأحد يختتم الزيارة بلقاء 37 ملكًا ورئيسًا و6 رؤساء حكومات إسلامية بينهم مصر.
4-يوجه ترامب خلال لقائه مع زعماء العالم الإسلامى خطاب عن الديانة الإسلامية واعتدالها وضرورة تشكيل تحالف عسكري بين الدول المتواجدة لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
5- القوة العسكرية الإسلامية التي بدأ الحديث عنها قبل وصول ترامب، تعددت المسميات التي أطلقت عليها وشملت "القوة الإسلامية المشتركة"، و"الناتو الإسلامى"، وجميعها مسميات طائفية تحمل خطورة في طياتها وترسخ لمفهوم الحروب الطائفية وتفكيك جيوش المنطقة المتبقية بعد حل الجيش العراقى وأزمة الجيش السوري.
6- بعد "داعش" والتنيظمات الإرهابية الأخري، تحل إيران الهدف رقم 2 على قائمة أهداف زيارة ترامب، والتي نجح بذكاء رجل الأعمال في انتهاز فرصة الفزع الخليجى من دولة الملالى لإدخال العرب بيت الطاعة الأمريكى مقابل الحماية من التمدد الفارسي.
7- تعمد الرئيس الأمريكى مهاجمة السعودية ووصفها بـ"البقرة" مهددا بذبحها خلال تصريحاته الانتخابية عقب توليه مهام منصبه رسميا، بهدف ممارسة ضغط هائل على المملكة للقبول بشروطه وطلباته قبل استقبال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف ترتيب زيارته للرياض وفرضه على المنطقة بكاملها، ودفع المال والدماء في محاربة تنظيمات إرهابية صنعها اسلافها بمنطقة الشرق الأوسط استعدادا للحظة تاريخية فارقة، وسط مخاوف من حمل تاريخ 23 مايو ذكرى مؤلمة في تاريخ العرب.
8- اختيار السعودية كوجهة أولى للرئيس الامريكى لم يأتى بطريق الصدفة أو فرضته العشوائية كما يعتقد البعض، لكنها مقدمة لدفع المنطقة للدخول في سباق تطبيع جماعى مع الاحتلال الإسرائيلى، وهدف ترامب بكسر القيد الإسلامى الكبير المعرقل لسياسية التطبيع العلنى بين "تل أبيب" وعواصم الخليج، ومن المرتقب أن يحمل هدية ثمينة للإدارة الصهيونية عقب مغادرته السعودية متوجها إلى إسرائيل المحطة الثانية في جولته الخارجية.
9- استغل ترامب انتشار الإرهاب واتهام السعودية بطريقة مباشرة تحمل تخلى واضح عن الدبلوماسية بالمساهمة في خلق التنظيمات الإرهابية من خلال الفكر الوهابى، بهدف اجبار المملكة والمنطقة على تقديم تنازلات دينية والتخلى عن التمسك بالشريعة الإسلامية بهدف تحسين صورتها أمام العالم كعربون للضيف الكبير، وبات من المرجح بقوة اقدام الرياض على تقديم حزمة تنازلات حقوقية للنساء والشباب بما يمكن الغرب من اختراق نسيجها المجتمعى.
10- شركة "أرامكو" البترولية والتي تعتبر محفظة المملكة المالية، ضمن أهداف زيارة ترامب بالإعلان الخصخصة السابق للشركة المتكفلة بالصرف على الرياض لإنهاء هيمنة المملكة على سوق النفط، وعدم قدرتها مستقبليا في أي توافق مع "أوبك" متعلق بتخفيض الإنتاج.