لا يزال الغموض مُثار حول دور دولة قطر في إطار "التحالف العربي"، فهي الدولة الخليجية التي أعلنت مشاركتها في "التحالف" بقيادة المملكة العربية السعودية ولوحظ أن دورها ظل يتراجع ما بين فترة وأخرى إلى الوراء، حتى بدا يتضح بأن للدوحة سياسة وموقف مغايران لما هو في العلن.
عشر طائرات
شاركت القوات القطرية في "التحالف العربي" في بداية عملية "عاصفة الحزم"، بعشر طائرات شاركت بها منذ البداية، ما تزال حصراً تعمل بعد مرور عامين.
جنود فقط
وأما في ما يخص القوة البشرية على الأرض، تشير المصادر مسئولة إلى أن قطر ليس لديها جنود مشاركون، إلا بشكل ضئيل ومحدود، وفيما يتعلق بإعلان مصادر عسكرية يمنية ووسائل إعلام قطرية إرسال ألف جندي قطري إلى اليمن للمشاركة في عملية استعادة صنعاء إلى جانب قوات "التحالف العربي" في مطلع سبتمبر من العام 2015، تؤكد المصادر أن الجنود عبروا الحدود، ومنفذ الوديعة تحديداً، متجهين نحو مأرب، ولكنهم انسحبوا في فترة لاحقة بصورة غامضة وبدون معرفة الأسباب.
خسائر قطر
و في ملف الخسائر البشرية لقوات "التحالف العربي"، منذ بداية "عاصفة الحزم"، خسرت قطر 4 جنود لا غير، ثلاثة منهم أعلنت وكالة أنباء قطر نقلاً عن بيان للقوات المسلحة القطرية عن "استشهادهم" في اليمن في الـ 13 من سبتمبر من العام 2016، ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل بشأن ملابسات مقتل الجنود القطريين الثلاثة وبمقتل أولئك الجنود يكون عدد الجنود القطريين الذين قتلوا في اليمن ارتفع إلى 4، بعد مقتل أول جندي في نوفمبر من العام 2015
.
بسبب السعودية
وأكدت مصادر أخرى أن قطر ترى من النوع الذي يتراجع خطوتين إلى الوراء إذا ما تقدمت السعودية في أي مشروع كان، فالدوحة ترى أن للرياض ثقلاً سياسياً واقتصادياً في المنطقة، وأن التهديد في اليمن تهديد للسعودية في المقام الأول، وبالتالي دفعت بـ"التحالف العربي" وشاركت فيه ولم تتصدره وقطر كما يبدو مثلها مثل الكويت صاحبة دور مساند للسعودية، التي تقود "التحالف".
تراجع حاد
ولوحظ خلال العام الماضي، الذي شهد انطلاق عاصفة الحزم وتشكيل التحالف العربي بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، انحسار وتراجع الدور القطري في اليمن مقابل حضور لافت لدولة الإمارات العربية المتحدة التي شاركت بفعالية في أكثر من منطقة يمنية، وخاصة دورها المعروف في مدينة عدن إلى جانب القوات السعودية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى إسهامها في مأرب قبل أن تسحب قواتها من هناك إثر مقتل أكثر من 70 من جنودها في قصف لتجمع قواتها في صافر بمأرب شرقي اليمن قبل أشهر.
الإمارات والسعودية
ويرى مراقبون أن الفاعلية بين دول التحالف انحصرت بين المملكة العربية السعودية قائد التحالف في اليمن ودولة الإمارات، بالإضافة إلى مساهمة بحرينية محدودة ومساهمة من القوات السودانية في مدينة عدن وقاعدة العند الجوية المتمثلة في تدريب المقاتلين الجدد من الجيش الوطني وحفظ الأمن في المدينة، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل حول تراجع الدور القطري وأسباب غياب دولة قطر التي ظلت حاضرة في الملف اليمني خلال السنوات الماضية.