تلعب قطر داخل اليمن بأساليب متعددة، واستخدمت الشو الإعلامي كمحاولة أخيرة منها، بعد تراجع الدور العسكري لها، وتحاول الدويلة التي أعلنت في السابق مشاركتها في عاصفة الحزم، إثبات نفسها، على عكس نهجها المألوف في نبذ التدخلات العسكرية والميل للوصول إلى حلول سياسية، واختارت العودة الاصطفاف الكامل خلف السعوديةكقربان للتقارب الخليجي من ناحية، ولإيمان قطر ربما أن القضية اليمنية هي مسألة سعودية في المقام الأول. لم يقتصر الدور القطري في اليمن على التدخل العسكري المخزي ومساعدة جماعة الإخوان المسلمون على حساب باقي الحركات الأخرى، لكنها حاولت أن تعود مرة أخرى على هيئة مساعدات وأنشطة خيرية، فخرجت ما تسمى بـ"جمعية قطر الخيرية"، بعدد من المشروعات، قالت: إنها تساعد من خلالها اليمنيين، وتنوعت بين مساعدات غذائية وطبية وتعليمية، بالإضافة لبرامج تنموية شملت إعادة تأهيل وترميم المدارس، وآبار المياه. المشروعات التي قالت الجمعيات القطرية أنها نفذتها داخل الأراضي اليمنية على أنها مساعدات، أصبحت في طي النسيان، بالرغم من الشو الإعلامي الذي بحثت عنه، ولوحظ أن الآبار التي قامت بحفرها لا تعمل، الأمر الذي استنكره اليمنيين، مؤكدين أن الدولة لا تبحث فقط إلا عن الشو الإعلامي والظهور بمظهر المتعاطف مع المدنيين والمصابن جراء الحرب الدائرة. واكتفت قطر خلال عاصفة الحزم على المستوى العسكري المشاركة فقط بطائراتها، وبعدد ضئيل من القوات البرية، وتوقفت في النهاية لأسباب مجهولة حيث لم يصل الجنود القطريون إلى مأرب.