تضع المملكة العربية السعودية، عدة أهداف من وراء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض خلال الأيام المقبلة، حسب ما أعلن على عدد من وسائل الإعلام المنتمية للولايات المتحدة الأمريكية.

الانتصار على إيران

قال برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى ومدير المعهد عبر الإقليمي للدراسات المعاصرة حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى في جامعة برينستون الأمريكية، في مقابلة مع شبكة CNN، إن المملكة العربية السعودية سترحب بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعياً منها لاستعادة العلاقات الاستراتيجية القوية بين الدولتين، ولإدراكها بأن ترامب يشاركها الرأي حول إيران وتنظيم "داعش"، مرجحاً الإعلان عن مشاريع وصفقات بمليارات الدولارات.

وأضاف هيكل: "المملكة العربية السعودية ترى ثلاثة أشياء فيما يتعلق بترامب، أولاً، أنه يشاركهم الرأي حول إيران، بأن إيران هي مصدر رئيسي للنزاعات والمشاكل في الشرق الأوسط، وهو أمر يقدرونه بكل تأكيد، كما يرون أنه أدرك أنه لا يمكن هزيمة تنظيم داعش دون دعم دولة سنيّة،والأمر الثالث هو أنهم يدركون أنه يريد تحسين سمعته وصورته عندما يتعلق الأمر بالمسلمين. وسيعطونه حدثاً كبيراً، عدة أحداث، يقابل فيها أغلب قادة العالم السنّي،" في إشارة إلى القمة السعودية-الأميركية والخليجية-الأميركية والقمة الإسلامية-العربية-الأميركية والتي ستعقد جميعها في السعودية خلال زيارة ترامب الأسبوع المقبل.

وتابع هيكل أنه رغم تصريحات ترامب التي انتقد فيها السعودية خلال حملته الانتخابية فإنه سيُستقبل في المملكة بدفء لأن الرياض تعتقد أنها "عُوملت بشكل سيء جداً من قبل إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما،" وأن ترامب يمثل تحولاً كبيراً ضد إيران وعودة إلى العلاقة الاستراتيجية القديمة بين أمريكا والسعودية منذ عام 1945.

وعلًق هيكل عن تصريحات ترامب السابقة، قائلاً: "لا أعتقد أن السعوديين يأخذون تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية على محمل الجد."

استعادة علاقات الرياض وواشنطن

وشدد هيكل على أن السعوديين يرون في ترامب فرصة لاستعادة العلاقة القوية بين الرياض وواشنطن وأنهم يريدون دعمه، مضيفاً: "سيعلنون على الأرجح عن أشياء مثل 40 مليار دولار من الاستثمار في البنية التحتية في الولايات المتحدة، وعلى الأغلب 100 إلى 300 مليار دولار من مشتريات الأسلحة،" ورأى أن مثل تلك الصفقات ستمثل انتصارات هائلة للرئيس الأمريكي فيما يتعلق بمجال خلق فرص عمل في الولايات المتحدة.

وأوضحت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن هناك مطالبات عدة ستطرحها الإدارة السعودية على نظيرتها الأمريكية خلال اللقاءات التي سيعقدها "ترامب" مع المسؤولين السعوديين.

فرض عقوبات على إيران

وأوضحت المجلة الأمريكية أن السعودية سستطالب بإعادة فرض العقوبات على النظام الإيراني التي سبق وأن رفعها "أوباما" عنهم، حيث أن الرئيس الأمريكي يتبنى خطابًا معاديًا تجاه طهران منذ ما قبل وصوله إلى البيت الأبيض، حيث كان حريصًا على انتقاد السياسات الأمريكية تجاه طهران في عهد سلفه باراك أوباما، إلا أن المملكة ربما لا تكتفي بلغة التهديدات التي يتبناها الرئيس الأمريكي، حيث أنها تتطلع إلى سياسات من شأنها احتواء الخطر الإيراني.

وضع جماعات على قائمة الإرهاب

وتضيف الصحيفة: تسعى المملكة العربية السعودية كذلك إلى إقناع الولايات المتحدة بضرورة وضع الجماعات الموالية لطهران، والتي تعمل لصالح النظام الإيراني في مختلف دول المنطقة، في قائمة التنظيمات الإرهابية، من بينها الميليشيات الشيعية التي تعمل في العراق ولبنان واليمن وغيرها، إضافة إلى جماعة "الإخوان" أيضًا، والي تداولت التقارير أن زيارة ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا في مارس الماضي، شملت النقاش والمباحثات حول وضعها على قائمة الإرهاب.

دعم أمريكي لحرب إيران

وتشير الصحيفة، إلى أن السعودية ستطالب بدعم أمريكي للرياض في حربها باليمن، فعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان داعمًا للحرب التي يقودها التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية على الميليشيات الحوثية في اليمن، إلا أن هذا الدعم تراجع إلى حد كبير بعد ذلك، من جراء الضغوط التي فرضت على الإدارة السابقة من قبل بعض المنظمات الأمريكية في الداخل، وبالتالي فإن الدعم الأمريكي سيكون أحد أهم القضايا التي يطرحها مسؤولي المملكة خلال محادثاتهم مع الرئيس الأمريكي في الرياض.

تبادل الخبرات العسكرية مع أمريكا

واختتمت الصحيفة أن السعودية ستطالب بتبادل الخبرات بالمجال العسكري مع أمريكا، فالإدارة الأمريكية أعلنت قبولها عقد عدد من الصفقات العسكرية مع المملكة العربية السعودية، ستصل قيمتها إلى حوالي 300 مليار دولار، خلال السنوات العشر المقبلة، إلا أن ذلك ربما لا يكفي في ضوء سعي المملكة العربية السعودية نحو الاعتماد على نفسها في مجال الصناعات العسكرية، حيث أعلنت افتتاح شركة وطنية جديدة للصناعات العسكرية، وهو ما قد يتطلب تبادل الخبرات في هذا المجال.