برغم من الخلاف السياسي والدبلوماسي بين الإمارات العربية المتحدة وإيران، بشأن احتلال إيران للجزر الثلاث، إلا أنه لا زالت العلاقات الاقتصادية قائمة، ولم يمنع الإمارات ذلك من التنديد بالتدخل السافر لإيران في شؤون الدول العربية؛ كالعراق واليمن وسوريا والبحرين، فدائمًا ما ترفض ذلك التدخل وتعتبره انتهاكًا لحقوق المواطنين، إلا أن طهران تنفي تدخلها في شؤون العرب.
الإمارات: تدخّل إيران في اليمن ينتهك حقوق اليمنيين
فيما يخص قضية التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ودعم الحوثيين في اليمن، فقد أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، أن دعم إيران للحوثيين في اليمن، يوفران بيئة مناسبة للتنظيمات المتطرّفة؛ منها تنظيم الدولة والقاعدة.
وقال قرقاش، بحسب ما نقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية: "تسبّبت إطاحة الحوثيين وصالح بالحكومة اليمنية الشرعية بانتهاك حقوق اليمنيين الأساسية؛ من خلال اعتقال وتعذيب وقتل الآلاف، إضافة إلى منع إمدادات المساعدات الإنسانية، والحد منها، ما ساهم في تفاقم معاناة الشعب اليمني".
وأضاف: "ساهم التدخل الإيراني في تمكين الحوثيين وصالح. تسلّح إيران وتدعم بشكل مباشر المتمرّدين بأسلحة متطوّرة على نحو متزايد، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، والطائرات من دون طيار المسلّحة، وقد أطلق الحوثيون أيضاً الآلاف من هذه الصواريخ والقذائف باتجاه المملكة العربية السعودية، ما أدّى إلى مزيد من الدمار والموت".
الإمارات تدين تدخل إيران السافر في شؤون البحرين
كما استنكرت الإمارات، عدم مراعاة طهران لمبادئ حسن الجوار ومحاولاتها المتكررة لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء المملكة الخليجية، وصفتها بأنها تشكل "تدخلات سافرة" في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن دولة الإمارات تابعت باستياء شديد التصريحات التي صدرت عن جهات مسؤولة في إيران والتي تشكل تعديًا سافرًا على دولة مستقلة ذات سيادة وعلى هويتها وعروبتها، من خلال تدريب العناصر الإرهابية وإيواء الفارين من وجه العدالة ومحاولات تهريب أسلحة ومتفجرات إلى داخل البحرين في العملية التي اجهضتها السلطات البحرينية.
وتشعر دول الخليج العربية بالقلق خشية أن يؤدي الاتفاق النووي الايراني لتسريع التقارب بين طهران وواشنطن بشكل قد يدفع إيران لزيادة الدعم لمجموعات شبه عسكرية في الشرق الأوسط.
كما تشهد العلاقات البحرينية الإيرانية توترا متزايدًا على خلفية تدخلات إيران في الشان الشأن البحريني، ودعم المعارضة الشيعية في المملكة.
وأغضبت تصريحات للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أكد فيها أن بلاده لن تتخلى مواصلة دعمها لـ"المظلومين في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن"، دول الخليج التي اعتبرتها إعلانًا واضحًا وصريح من أقوى رجل في إيران بأن بلاده ستواصل التدخل في شؤون دول جوارها العربي.
وأدان قرقاش بشدة التفجير الذي وقع في وقت سابق بمنطقة (سترة) بالبحرين ما أسفر عن مقتل اثنين من رجال الشرطة واصابة ثالث بجروح بليغة.
وقالت المنامة، إن المتفجرات المستخدمة، كانت من نفس نوع متفجرات صادرتها قوات الأمن في الآونة الأخيرة بعد تهريبها من إيران.
ونفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاتهامات المنسوبة لبلاده بشأن تهريب المتفجرات من إيران إلى البحرين، زاعمًا أنها "غير صحيحة، وهدفها إفشال التعاون بين دول المنطقة".
وتقع في البحرين بين الحين والآخر، وعلى مدى عدة أشهر، تفجيرات محدودة بقنابل محلّية الصنع وهجمات ضد رجال الشرطة بالقنابل الحارقة.
العرب يطالبون إيران بوقف تدخلها في شؤون دولهم
وطالب قادة الدول العربية، بوقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم، في إشارة إلى إيران، حيث أدانوا المحاولات "الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار والقواعد الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
مشروع قانون يدين تدخل إيران في شؤون العرب
وكان وزراء الخارجية العرب بحثوا في اجتماعهم التمهيدي للقمة العربية، مشروع قرار يدين "التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية"، ويطالب إيران بـ"الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".
إيران تنفي تدخلها في شؤون الدول العربية
وردت إيران على ذلك، نافيةً؛ التدخل في شوؤن العالم العربي في رد على بيان للجامعة العربية يدين "التدخلات الأجنبية" ملمحا بذلك إلى الجمهورية الإسلامية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، "أعلنت مرارًا أن لا حاجة لها أساسًا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وملتزمة دومًا بحسن الجوار واحترام سيادة الحكومات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
وأضاف: "لا يمكننا أن لا نعرب عن أسفنا العميق إزاء مسألة أن بعض قادة الدول العربية والإسلامية، وبدلًا من الاهتمام الجاد باهم معضلات المنطقة والعالم الإسلامي والإخطار المشتركة التي تهدد جميع الدول الإسلامية، ورغم جميع التجارب والعبر الماضية، تسلك الطريق الخاطئ وتخطأ في تمييز الصديق من العدو عمدًا أو سهوًا".