أصابت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشباب المقام بمدينة الإسماعلية، والتي أعلن فيها عدم تشغيل مطار النزهة الدولي بالإسكندرية لأسباب لن يفصح عنها، المجتمع السكندري والقوى السياسية بالصدمة؛ حيث ينتظر السكندريون خاصة ورواد محافظات الوجه البحري عامة افتتاح المطار بفارغ الصبر، بعدما تم الإعلان سابقًا عن افتتاحه بالربع الأول من 2017 بعد تطويره بمبلغ 500 مليون جنيه ليتسع لمليوني راكب سنويًّا وتخفيف العمل عن مطار برج العرب.
تكررت حالات الطمع في أرض مطار النزهة على فترات متعددة، منذ عهد هشام طلعت مصطفى الذي هدد وتوعد بغلق المطار وتحويل أرضه إلى استثمارات عقارية، وبعد حبسه تكررت نفس المطامع في عهد الإخوان، بظهور اسم جديد يريد الاستيلاء على أرض المطار، وتم تعطيل العمل به لهذا الغرض، وتوقف العمل في تطوير المطار، حتى زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، للمطار، التي هدمت أحلامهم، وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي باستمرار عمل المطار بعدما قال لم ولن تغلق أي منشأة مدنية في عهده، ثم تكررت المطامع مؤخرًا قبل افتتاح المطار، الذي تحدد أكثر من موعد لافتتاحه، وكان منتصف فبراير الماضي آخر موعد، بعد صرف ما يزيد عن 500 مليون جنيه في الإنشاءات والتطوير.
مع اقتراب موعد الافتتاح اختلقت وزارة الطيران المدني عدة أسباب لتعطل تشغيل المطار، ومنها أن وزارة الداخلية ترفض تأمين المطار تارة، وأخرى أن المبانى المحيطة بالمطار تشكل عائقًا لهبوط الطائرات، وكان الرد من مصدر بهيئة الملاحة الجوية بأن هناك رغبة من رجال الأعمال في شراء أرض المطار بهدف إنشاء مدينة ترفيهية ومولات تجارية، والحديث عن وجود عوائق لعمل المطار عار تمامًا من الصحة، فتم تركيب كاميرات متحركة لأول مرة بمطار مصري، عن طريق المخابرات العامة، وأيضًا تم تجهيز أبراج مراقبة داخل سور المطاربمسافات متقاربة جدًّا.
وعن وجود مبان عشوائية تعوق هبوط الطائرات قال المصدر: قرار تطوير مطار النزهة جاء مع توسعة مطار برج العرب من المنحة اليابانية، ولذلك فلابد من تشغيل المطارين معًا والتنسيق فيما بينهما، حيث يتحمل مطار الإسكندرية الطائرات الخاصة والصغيرة ومتوسطة الحجم، وهي النسبة الأكبر، وتحتلها معظم شركات الطيران «يوينت وأيرباص 319و 320و321»، وكذلك الخطوط الداخلية التي تعمل بطراز أمبراير 70، وتتبقى الطائرات الكبيرة مثل b77 ,b747,a330، فتهبط في مطار برج العرب، وبالتالي فلابد من تواجد المطاريين معًا.
وأضاف المصدر أن الحجة الثانية هي تواجد مبان عشوائية تعيق حركة الطائرات، فهذا الكلام خال تمام من الصحة، الممر الرئيسي مغلق منذ 14 عامًا؛ لأنه قصير، فطوله ألف و800 متر، والهبوط والإقلاع يتم من طريق آخر خلفي؛ لأن المطار له ثلاثة طرق، الطريق الدولي والزراعي ومحور التعمير، والمباني العشوائية يفصلها عن المطار الطريق الزراعي.
أهمية مطار النزهة
يعد مطار النزهة بالإسكندرية هو الأقرب لمحافظات الوجه البحري، حيث تتوافر به شركات ووجهات طيران دولية إلى الإمارات «دبي والشارقة وأبو ظبي»، ومطار عمان بالأردن، وطرابلس وبني غازي بلبيا، الكويت والدوحة ومطارات السعودية والبحرين، بالإضافة إلى مطار كرانكفورت بألمنيا وأثينا باليونان.
كما يعد مطار النزهة مقصدًا لرجال الأعمال بطائرتهم الصغيرة الخاصة لزيارة الإسكندرية؛ لقرب المطار من وسط المدينة وسهولة الإجراءات، ويكون السائح بفندقه في أقل من 20 دقيقة؛ لأن طريق المطار بحدود محور التعمير والطريق الدولي والزراعي، مما ساهم في أغراض تصدير الحاصلات الزراعية من محافظات الوجه البحري إلى الدول العربية والأوروبية، على عكس مطار برج العرب، الذى يبعد 55 كم عن ركاب محافظات الوجه البحري، ولا توجد به قرية بضائع للتصدير أو مخازن وثلاجات لحفظ السلع.
ويعد مطار النزهة القاعدة الأساسية لمساعدة وتشغيل خدمات البترول، فيقوم بخدمة حفارات البترول بالبحر المتوسط بالإسكندرية وخليخ ابو قير والمعدية ورشيد حتى بور سعيد، ونقل المهندسين والفنيين والمؤن من مأكل ومشرب ومعدات للحفارات، وذلك أثناء حالات الطوارئ والاستغاثات.
وقد شيدت الشركة المذكورة موقعًا متميزًا كلفها الملايين منذ عامين عبارة عن «هنجر للصيانة ومركز عمليات به وسائل الاتصالات كافة؛ للسيطرة على أسطول الطارات العمودية والهليكوبتر.
تطوير المطار
تم إعادة رصف الممر الرئيسي رقم 22/4 وكذلك أماكن انتظار الطائرات بعدد 17 مكانًا، بالاضافة لتوسيع الحقل الجوي، كما تمت المحافظة على الطابع المعماري الأثري للمطار، والذى يتشابه مع مطار ألماظة الجوي ومطار شرق القاهرة العسكري، وتم إعادة ترميم وبناء صالات ركاب جديدة للوصول والطيران الداخلي، وصالة ركاب لكبار الزوار، ومبنى إداري جديد ومسجد، ومحطتي كهرباء جديدة، كما أخذ بالاعتبار أن يكون المطار صديقًا للبيئة، فيعتمد مصدر الطاقة به على الخلايا الضوئية، وتم بناء بوابة خارجية بنفس الطابع المعماري لمدينة الإسكندرية، ويوجد بالمطار المركز الرئيسي لمبيعات مصر للطيران وأسواق حرة خارج دائرة المطار تعمل على مدار الساعة، ومحطات مصر للبترول لتمويل الطائرات.
المشروعات المنتظر تنفيذها
نظرا لأن سور المطار يمتد لحوالي 3 كم بمحازاة الطريق الزراعي المتجه إلى الموقف الرئيسي للإسكندرية، فقد تكرر إنشاء محلات تجارية بطول السور الخارجي، مكونة من دورين مع عمل طريق بطيء للسيارات، وإنشاء مول تجاري ومطعم وفندق للاستثمار الجاد في تلك المنطقة، خلال المرحلة الثالثة للتطوير والمزمع البدء فيها.
طلب إحاطة ورفض الأحزاب
أكد النائب السكندري، هيثم الحريري، أنه سيتقدم بطلب إحاطة يطالب فيه رئيس الوزراء التوضيح للرأي العام ما صرح به الرئيس السيسي بمؤتمر الشباب بشأن صعوبة تشغيل مطار النزهة الدولي، وكيف يتم تجديده وتطويرة بـ500 مليون جنيه ولا يدخل حيز التشغيل، مضيفًا أنها جريمة إهدار مال عام مسؤول عنه السلطة التنفيذية بأكملها، وأضاف: «أنا مش متخيل تصريح الرئيس.. ومنذ أسبوعين زار النواب المطار، وكانت الترتيبات النهائية تتم لافتتاحه.. فماذا حدث؟!».
وأعرب حزب التجمع بالإسكندرية على لسان أحمد سلامة، أمين الإعلام بالمحافظة، عن اندهاشه من تصريحات الرئيس السيسي بعدم إعادة تشغيل مطار النزهة دون إبداء أسباب، رغم إنفاق ملايين الجنيهات لإعادة تأهيله للعمل، والذي كان مقررًا له خلال الشهر الجاري، وطالب سلامة الرئيس بمصارحة الرأي العام بأسباب القرار، حيث كان إعادة تشغيل المطار مطلبًا شعبيًّا لتخفيف الضغط عن المطار الوحيد ببرج العرب، والذي يخدم المسافرين من المحافظات كافة بالوجه البحري ومطروح، فضلًا عن معاناة المعتمرين والحجاج خلال الفترة الحالية وموسم الحج.
وأضاف أنه كانت هناك محاولات من بعض شركات المقاولات من مصر ودول الخليج لاستغلال أرض المطار في إنشاء مشروعات عقارية استثمارية، ولو أن قرار عدم التشغيل تم تنفيذه بالفعل، فلماذا أنفقت الحكومة مئات الملايين على التجهيزات؟! لذلك يجب محاسبة المسؤولين عن إهدار المال العام في مطار لن يعمل.
وقال معتز الشناوى، أمين الإعلام بالتحالف الشعبي الاشتراكي: سيكون التعامل مع قضية عدم تشغيل مطار الإسكندرية الدولي بعد تطويره كالتعامل مع قضية تيران وصنافير، برفع دعاو قضائية، فيجب الحفاظ على الأرض كحق للأجيال القادمة، وعلى مؤسسة الرئاسة الإعلان عن أسباب عدم تشغيل المطار.